غليانٌ عالميٌ يصيبُ برميلَ النفطِ الموضوعَ بلا شكٍ على موقدةِ السياسة ، ما ينذرُ بكوارثَ اقتصاديةٍ كبرى وسطَ سجالاتٍ اختلطَ فيها المشهدُ بين الخصومِ والحلفاء ..
ولانَ بلدَنا واقعٌ تحتَ مستوى الازمات، فلن يَخشى من البلل، غيرَ انَ تداعياتِ الارتفاعِ العالمي للنفطِ ستزيدُ من معاناةِ اللبنانيينَ الرافضِ بعضُهُم بما لا يحتملُه عقلٌ لكلِّ يدٍ شرقيةٍ ممدودةٍ لهم.
وَعَوْداً على بدء، العرضُ الروسيُ الذي اعادَ الاشارةَ اليهِ وزيرُ الخارجيةِ سيرغي لافروف بالامس، فيما لبنانُنا بامسِّ الحاجةِ اليه لا سيما بشقِّه النفطي والكهربائي . وعلمت المنارُ انَ وفداً روسياً يضمُ خبراءَ ومتخصصينَ في مجالِ الطاقةِ والنفطِ سيزورُ لبنانَ الشهرَ المقبلَ لتقديمِ مشاريعَ للدولةِ اللبنانية، على املِ ان يستقبلَه اللبنانيونَ ببعضِ الترحابِ الذي يستقبلونَ به الوفودَ الاميركيةَ المنظِّرةَ عليهم والمشترطةَ للمساعداتِ التي لا يَرَوْنَها الا على منابرِ الاعلام..
منابرُ مجلسِ النوابِ اليومَ كانت تساعدُ اللبنانيينَ بالشكوى على سوءِ الحال، وعندَ الوعودِ بقيت البطاقةُ التمويليةُ فيما تمَ التبشيرُ بالزودةِ المؤقتةِ على رواتبِ الموظفين، اما نقاشاتُ المجتمعينَ فأكدت انه ليسَ هناكَ ايُ اختراقٍ في موضوعِ الدواءِ الذي باتَ الوصولُ اليه اصعبَ امراضِ اللبنانيين ..
اما السياسيون المعلّقون على آمالِ الحلولِ الحكومية، فلم يَصدُر منهم ايُ اشاراتٍ جديدة، على انَ الامورَ مرحّلةٌ الى ما بعدَ عودةِ رئيسِ الحكومةِ نجيب ميقاتي من جولتِه الخارجية..
اللبنانيون الذين يخوضون جولاتٍ من النزالِ معَ الازماتِ المتعددةِ عادت كورونا لتتحداهُم من جديد، ولكنْ بعدَ أن فقدوا الدواءَ والغذاءَ وعلى ابوابِ شتاءٍ قارسٍ مجردٍ من التدفئة، ما يعني انَ الجولةَ أكثرُ صعوبةً وليسَ امامَهم سوى مساعدةِ انفسِهم باعادةِ الوقايةِ والالتزامِ بالتباعدِ والكمامة، ولعلَها الامرُ الوحيدُ الذي اعتادَه اللبنانيونَ معَ كمِّ افواهِهم زمنَ نُدرةِ الغذاءِ بل فقدانِه من بيوتِ البعض، وما زالَ البعضُ ينتظرُ رضى محاصِريهِ بل خانقيهِ من اميركيينَ واتباعِهم الـذين يُسَمَّوْنَ بأشقّاءَ مُقرَّبين..
المصدر: قناة المنار