أكد الامام السيد علي الخامنئي الأحد أن القوات المسلحة الايرانية “تشكل حصنا منيعا ودرعا دفاعيا للبلاد أمام التهديدات العسكرية للأعداء في الخارج والداخل”. كلام السيد جاء الأحد في كلمة عبر الاتصال بالفيديو خلال المراسم المشتركة لتخريج طلاب جامعات الضباط التابعة للقوات المسلحة، بمشاركة القادة والوحدات الموجودة في جامعة الإمام الحسين (ع) للضباط.
وشارك في هذه المراسم عدد من الوحدات النموذجية من الحرس الثوري والجيش والشرطة.
وفي السياق أضاف الامام أن “استقرار الأمن في أي بلد هو البنية التحتية الأساسية لجميع النشاطات من أجل التقدم وأهم قضية بالنسبة للقوات المسلحة”، محذراً “ليعلم الذين يظنون أنهم قادرون على ضمان أمنهم عبر الاعتماد على الآخرين،أنهم سيتلقون صفعات سلوكهم قريبا”.
تواجد الجيوش الأجنبية في المنطقة يبعث على الدمار
وتابع آية الله خامنئي أن “تواجد الجيوش الأجنبية في منطقتنا، بما في ذلك الجيش الأمريكي، يبعث على الدمار ويؤجج الحروب فيها، داعیا جميع البلدان الی العمل من أجل استقلالها واستقلال جيشها والاعتماد على شعوبها والتآزر مع جيوش الدول المجاورة والجيوش الأخرى في المنطقة”، و اعتبر ذلك في مصلحة المنطقة.
ولفت سماحته إلى أن “الجيش الأمريكي المجهز بجميع أنواع الاسلحة التقليدية وغير التقليدية، دخل البلد المجاور، أفغانستان، من أجل القضاء على حكومة طالبان، لكن سلمتها السلطة بعد 20 عاما من القتل والجرائم وترويج المخدرات وتدمير البنى التحتية في هذا البلد وانسحبت منها”. كما وصف انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان بأنه “دليل على طبيعته الحقيقية”، مؤكدا أن “الصور الهوليوودية للجيش الأمريكي ودول مثلها هي مجرد عرض لأن طبيعتهم الحقيقية هي ما شوهد في أفغانستان”. وأشار إلى “كراهية شعوب شرق آسيا للجيش الأمريكي”، مؤكدا “اینما يتدخل الأمريكيون يكرههم الشعوب”.
وأشار إلى المشادات اللفظية الأخيرة بين أوروبا والولايات المتحدة، قائلا “اعتبر بعض الأوروبيين الإجراء الأمريكي طعنة بالظّهر، وقالوا إن أوروبا يجب أن تضمن أمنها بشكل مستقل دون الاعتماد على الناتو ، وفي الواقع، دون الاعتماد على الولايات المتحدة”. وتابع سماحته، “عندما تشعر الدول الأوروبية بالعجز في استقرار الأمن الدائم بسبب اعتمادها على الولايات المتحدة، البلد الذي لا يعارض أوروبا، فإن حساب الدول الأخرى التي وضعت قواتها المسلحة تحت سيطرة الولايات المتحدة وغيرها من الدول واضح تماماً. وليعلم الذين يظنون بأنهم قادرون على ضمان أمنهم عبر الاعتماد على الآخرين بانهم سيتلقون صفعات سلوكهم قريباً، لأن تداعيات التدخل المباشر أو غير المباشر للأجانب في أمن وحرب وسلام أي بلد كارثي”.
اقتدار القوات المسلحة رهن على التدريب والمبادرات العلمية والتجهيزات والانضباط التنظيمي
وأشاد الامام “باقتدار واعتزاز القوات المسلحة في تجارب بالغة الأهمية وصعبة”، خاصة خلال حرب الثماني سنوات المفروضة على ايران ( من جانب نظام صدام البائد في العراق – 1980-1988) ، قائلا إن “اقتدار القوات المسلحة رهن على قضايا مثل التدريب والمبادرات العلمية والتجهيزات والانضباط التنظيمي، لكن أهم عامل في اقتدارها هو المعنويات والروحانية والقضايا الدينية والأخلاقية”.
هذا وأكد سماحته أن “الأحداث التي تقع في بعض الدول بشمال غرب إيران، يجب حلها عبر التعامل بالمنطق و الحيلولة دون التواجد الأجنبي”. وقال إن “قواتنا المسلحة تعمل دائما بالاقتدار والعقلانية وهذه العقلانية يجب أن تكون نموذجا للدول الأخرى، وعاملا لحل المشاكل القائمة، محذراً “ليعلم الجميع أنه إذا حفر أحد بئراً لإخوته ، فسوف يقع فيها أولاً”.
وفي نهاية خطابه أوصى القوات المسلحة “بمواصلة مسيرتها في خدمة الوطن والشعب وزيادة قدراتها المادية والروحية”.
المصدر: ارنا