تتعرض شمال القارة الأوروبية وصولاً لأجزاء من شرقها لموجة برد حيث اندفعت كتلة هوائية شديدة البرودة من القطب الشمالي جالبة معها العواصف الماطرة والأجواء الباردة وحتى العواصف الثلجية في المرتفعات الجبلية، فما تأثير هذه الأجواء على بلاد الشام؟
وفي التفاصيل، وبحسب آخر المعطيات الجوية فإن كُتلة هوائية حارّة اندفعت من الصحراء الإفريقية مرافقة لمرتفع جوي عنيد في طبقات الجو كافة لتُسيطر على الحوض الغربي للمُتوسط وصولاً حتى غرب أوروبا والجزر البريطانية إذ تتعرض تلك المناطق لموجة حارة، على النفيض تماماً، إندفعت كُتلة هوائية شديد البُرودة شرقي القارة الأوروبية، لتتشكل منطقة من الضغط الجوي المُرتفع كنتيجة للتبريد السطحي الشديد فوق المناطق القارية البعيدة عن التأثيرات البحرية.
وساهم توزيع الانظمة الجوية بهذ الشكل، على اندفاع كُتل هوائية معتدلة نحو شرق المتوسط، كنتيجة لإنزياح التيار النفاث جنوباً فوق أجواء شمال الجزيرة العربية وبناء قوي للمرتفع الجوي العلوي شرقاً بعيداً عن بلاد الشام، حيثُ تواجدَ في طبقات الجو العليا لبلاد الشام امتداد لمنخفضات جوية تقوم بالتخفيف الحراري عبر تسريب الأشعة الحرارية الصادرة عن سطح الأرض إلى الأعلى، وهذا أدى إلى تلطيف الأجواء، ومن ناحيةٍ أخرى خلو السطح من مراكز الضغط الجوي المنخفض العميق والذي يساهم في تدوير الرياح وجلب الكتل الحارة خاصةً من جنوب العراق وحوض الخليج العربي.
وتجدّر الإشارة أن فترة الفصول الانتقالية تتزايد فُرص حدوث موجات الحر، حيث يبدأ الغلاف الجوي بالقيام بديناميكية نشطة للتحول الفصلي، لذلك تتبدل الأنظمة الجوية بشكل كبير خلال هذه الفترة، ولسرعة تبدل الانظمة الجوية بين الدفء والبرودة ،ترتفع فرص اندفاع كتلة هوائية حارة، نحو شرق المتوسط وبلاد الشام بشكل أكبر حتى من فصل الصيف، وتجدر الاشارة أيضاً أن المناطق الاشد تأثراً بموحات الحر خلال فترة الخريف هي المناطق الغربية من بلاد الشام والساحلية.
المصدر: فلسطين اليوم