أحيت حركة أمل – إقليم بيروت، اليوم العاشر من محرم في خيمة عاشوراء معوض، في حضور النائب أيوب حميد، نائب رئيس الحركة هيثم جمعة.
ونوه جمعة في كلمة بـ”حسن التنظيم في هذا المجلس العاشورائي وفي كل المجالس، مع التزام كل المعايير الصحية والتنظيمية”. وقال “أتوجه بالدعاء لله العلي القدير أن يحفظكم جميعا تنظيما وكشافة وأخوة وأخوات، وأن يحفظ هذه الحركة وقيادتها الرشيدة المتمثلة بالأخ الرئيس نبيه بري الذي كان يتابعكم ويتابع أدق تفاصيلكم”.
وقال: “هو الحسين الثائر رمز التحرر أمام الثوار أمام الرسالة الإنسانية السامية ثورة الحق على الباطل ثورة الإصلاح ضد الانحراف والفساد وضد الذي كفر وطغى وشوه الحقائق وزور التاريخ وتنكر لله وقيمه. إنها ثورة الحق الذي ينبلج كالفجر الصادق حيث ينمو وينتشر ويشع نوره فيتحول العالم إلى ضياء وأمل وحركة بناءة واعية. ما أحوجنا إلى الحسين بوقفته أمام الحاكم الجائر وفي نصرته للمظلومين، إذ تمر عاشوراء هذا العام ووطننا لبنان يعيش أزمة غير مسبوقة في تاريخه الحديث فلا يكفيه جائحة كورونا التي أرخت بثقلها على أوضاعه كافة حيث عصفت به أزمة سياسية عمقت أزماته الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية وأثرت على حياة الناس وعلى مستوى معيشتهم وعلى مدخراتهم وعلى مستقبل أولادهم الذين باتوا يحلمون بوطن ويخططون للهجرة وللهروب لأن لديهم دولة مهترئة وحكومة مستنكفة عن عملها ومحتكرون لا يخافون الله ومتواطئون معهم من رجال الدولة ومسؤوليها يمرغون كرامات الناس كل صباح أمام المستشفيات ومحطات البنزين ومخازن البيع والصيدليات دون وازع أو ضمير ويحرمون البلد وأهله من العيش الكريم. أقول لهؤلاء جميعا هؤلاء الذين يأكلون أموال الفقراء إنما يأكلون في بطونهم نارا وان حسابهم سيكون عسيرا في الدنيا وفي الآخرة”.
أضاف: “شعبنا الذي يعيش هذه المعاناة المرة يتطلع إلى قيام الدولة العادلة المدنية وإلى سيادة القانون وإلى إنهاء الفساد وتأمين الحياة الكريمة كما كل الشعوب في العالم. يتطلع إلى الكهرباء وإلى الماء، إلى المعاش الذي ذاب ضمن أتون المنصات المشبوهة والمجرمة الحارقة لليرة، هذا الشعب يتوق إلى دولة تحتكم إلى الدستور والقانون وبحاجة إلى حكومة توفر مستلزمات الحياة وتطمئن اللبناني بنزاهتها وصدقها. أما آن لهذا الليل أن ينجلي؟ أما آن للضمائر النائمة وللقلوب القاسية أن تصحى وأن تلين؟ ألا يهزها مشاهد الناس وطوابيرهم الطويلة للحصول على حاجاتهم؟ ألا يسمعون أنين المرضى؟ ألا يعرفون عن اختفاء الدواء وإقفال أبواب المستشفيات والأوضاع الأمنية المتفلتة والمُتنقلة من منطقة إلى أخرى؟ أما آن لهذه الطغمة أن تستفيق من أنانيتها ومن حساباتها الضيقة وتخرج على العالم بحكومة تستعيد التوازن وبعض الاستقرار في البلاد وتعيد الودائع إلى أصحابها وتطمئن طلاب لبنان في الخارج وتعالج موضوع الطاقة لا سيما الكهرباء”.
وتابع: “ما نفع المراكز والمناصب والوزارات إذا خسرنا الوطن؟ أحذر من أننا إذا ما بقينا على هذه الحال فإنني أردد مع الإمام الصدر انكم ستبحثون عن وطنكم في مقابر التاريخ، هل يعاقبون الشعب لأنه يقاوم إسرائيل؟ إذا كان الأمر كذلك سنبقى نقاوم اسرائيل وأطماعها ونردد مع سيد الشهداء: والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد، هيهات منا الذلة. إن حركة أمل كانت ولما تزل تساهم في إيجاد الحلول وتسهيل الأمور من أجل عودة الحياة إلى الاستقرار إلى البلد، وقد عملت هذه الحركة على خطين، أولا بادرت الحركة وضمن إمكاناتها وببركة الحسين إلى تزخيم التكافل الاجتماعي مع الفقراء والمحتاجين وعلى امتداد لبنان وهي لن تألو جهدا لمتابعة العمل لتأمين الحياة الكريمة من خلال خدمة وتأمين المستلزمات الضرورية. وثانيا، العمل من خلال كتلة التنمية والتحرير على اقتراح وإقرار التشريعات الضرورية لتحسين ظروف الناس الحياتية وقد أقر العديد من القوانين الاجتماعية والاقتصادية والمالية وتلك المتعلقة بمكافحة الفساد وغيرها. لكن العبرة في التنفيذ، ونحن نسأل اليوم لماذا لم تنفذ أغلب القوانين، بعضها يحتاج إلى مراسيم تنظيمية والبعض الآخر إلى صيغ تنفيذية. وعلى سبيل المثال البطاقة التمويلية التي أقرت في مجلس النواب، لماذا لم توضع آلياتها التنفيذية بعد في الوقت الذي يعاني الشعب تآكل مدخراته ونقصان مداخيله؟”
وسأل: “أين أصبح مشروع السماح باستيراد الأدوية والقضاء على الاحتكار وعلى العبث بحياة الناس وبصحتهم؟ ما أصاب أهلنا في الشمال من فاجعة أصابت الوطن بقلبه ونحن نأسف لهذا المصاب الجلل ونعلن تضامننا مع أهالي الشهداء ونرجو الشفاء العاجل للجرحى وندعو إلى الإسراع في دعم القطاع الصحي بمختلف مرافقه من مستشفيات ومراكز صحية والسماح لهذه المؤسسات باستيراد الأدوية بشكل مباشر والعمل على إيقاف كل الوكالات الحصرية”.
وختم: “سنبقى دائما وأبدا في خدمة أبناء شعبنا وسنعمل بكل قوة لرفع المعاناة عن لبنان الذي يستحق شعبه كل خير وازدهار. ندعو إلى اقتفاء أثر الإمام الحسين في الإصلاح وفي محاربة الفساد وفي مقاومة الأعداء. حفظ الله لبنان وعظم الله لكم الأجر والثواب والسلام”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام