منذ بداية تكوينها قبل حوالي 4.5 مليار سنة، يتباطأ دوران الأرض تدريجياً حول نفسها، وقد أصبحت أيامها أطول تدريجياً نتيجة لذلك. وقد سعى الباحثون لمعرفة أسباب تباطؤ دوران الأرض لسنوات عدة، وقد رجح البعض سابقا أن السبب يعود للاحتباس الحراري والتلوث والذوبان وعوامل مناخية أخرى. لكن دراسة حديثة تشير إلى أن القمر يقف خلف هذه الظاهرة.
وفقًا لدراسة جديدة أعدتها جامعة ميشيغان، يتباطأ دوران الأرض عندما يمارس القمر قوة الجاذبية على الكوكب، مما يتسبب في تباطؤ الدوران مع تحرك القمر بعيدًا تدريجيًا.
لكن ما تأثير ذلك على الأوكسيجين؟
مهما تكن أسباب تباطؤ دوران الأرض، فلذلك تأثيرات إيجابية على كوكب الأرض، لأن الأيام أصبحت أطول تدريجيا.
وفي حين أن تباطؤ الأرض ليس ملحوظًا على المستوى البشري، إلا أنه يكفي لإحداث تغييرات كبيرة على مر العصور. أهم هذه التغييرات بالنسبة إلى البشر هو أن إطالة الأيام يساهم بزيادة نسبة الأوكسجين في الغلاف الجوي للأرض.
بشكل أدق، يُعتقد أن الطحالب الزرقاء (أو البكتيريا الزرقاء) التي ظهرت وتكاثرت منذ حوالي 2.4 مليار سنة في المياه قادرة على إنتاج المزيد من الأوكسيجين مع إطالة أيام الأرض.
فعندما ظهرت هذه البكتيريا الزرقاء بكميات كبيرة، ساهمت بزيادة الأوكسيجين في الغلاف الجوي للأرض بشكل حاد وكبير. من دون هذه الأكسدة، يعتقد العلماء أن الحياة كما نعرفها لم تكن لتولد، كما أن من دونها لا يعتقد العلماء أننا نستطيع الاستمرار بالعيش.
ولا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن هذا الحدث، بما في ذلك أسئلة ملحة مثل سبب حدوثه والوقت الذي حدث به.
إلى ذلك، أظهر العلماء أن البكتيريا الزرقاء تحتاج إلى بعض الوقت لتبدأ بإنتاج الأوكسجين، ولا تفرزه بمجرد إشراق الشمس عليها.
وبحسب بيانات سابقة، تمكن الخبراء من استنتاج أن طول أيام الأرض كانت 18 ساعة فقط قبل 1.4 مليار سنة، ونصف ساعة أقصر من اليوم قبل 70 مليون سنة، لأن دوران الأرض حول نفسها كان أسرع. لذا، تشير الأدلة إلى أننا نكسب 1.8 ميلي ثانية كل قرن.
المصدر: وكالات