المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان تنظم ندوة افتراضية بعنوان: القدس في مواجهة حملات الأسرلة والتهويد – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان تنظم ندوة افتراضية بعنوان: القدس في مواجهة حملات الأسرلة والتهويد

في يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني (قدس سره)، في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ندوة افتراضية بعنوان: القدس في مواجهة حملات الأسرلة والتهوي وذلك بمشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والعلمائية والسياسية .
أدرات الندوة الإعلامية سوزان الخليل.

بداية تحدث الدكتور عباس خامه يار , المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان فقال:  مدينة السلام، مدينة الأنبياء والمرسلين، مسيحيين ومسلمين، إنها القدس الشريفة أولى القبلتين، التي حاول بنو إسرائيل كثيرًا طمس هويتها وحاربوا الأنبياء وعرقلوا نشرهم رسالاتهم السماوية، وامتدّ ذلك الحقد التاريخي الغابر حتى زماننا، فرأينا كل صنوف التآمر على الهوية الإسلامية لهذه البقعة المقدسة التي تشكل عتبةً مطهرةً لكافة الأديان السماوية والتي اصطبغت بلون المقاومة والصمود رغم الهالة السوداء التي أحاطها بها هذا الكيان السرطاني.
اضاف الدكتور عباس خامه يار إنه يوم القدس. والعالمُ مرةً أخرى يشهد على هذا العهدِ والميثاق. أسس مشروع يوم القدس الذي أعلنه الإمام الخميني(ره) في السنة الأولى لانتصار ثورته لمشروع نهضوي ثقافي بامتياز، وتعبوي شعبي، لإيجاد اليقظة في ضمير الأمة، ولعل اختيار يوم الجمعة من آخر رمضان وتسميته بيوم القدس و” قدس الأقداس” يمثل في حد ذاته ثقافة مواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني لاعتبارات متعددة. من المستحيل أن يتعايش الإنسان مع غدة سرطانية، فإذن من المستحيل التعايش والتطبيع مع هذا الكيان الغاصب. تلك هي القيمة الأساسية في فكر الإمام الراحل حول مسألة القدس.
يقول المفكر الكبیر المناهض للاستعمار مالك بن نبي الذي ألف كتابًا تناول فيه المسألة اليهودية: “إن إسرائيل تمثل الخط الأمامي للاستعمار الغربي في العالم الإسلامي. هذه الثقافة التي كان هدفها منذ البدايات تفتيت الهوية الإٍسلامية لهذه المنطقة وهوية فلسطين العربية عمومًا، تماهت اليوم في الثقافات العربية حتى صارت مسألة التطبيع أمرًا اعتياديًا وخيارًا شخصيًا وحده الحاكم من يقرر المضيّ في دربه.

واشار الدكتور عباس خامه يار “هذا الأمر من أخطر ما آلت إليه الأوضاع اليوم، لماذا؟ لأنّ مسألة التهويد صارت نتيجةً تلقائيةً لثقافة التطبيع، التي تمنحُ الثقة لكيانٍ محتلٍّ غاصب، بأن ينتزعَ أرضًا هي ليست ملكًا له، وأن يطردَ أهلها من ديارهم ويستوطنَ بيوتهم وبلادهم، وبعد عقودٍ أو قرون، تصبح هذه الأرض يهوديةً إسرائيليةً وتنسى الخرائطُ وكتب التاريخ هويتها الأصلية.
التهويد والأسرلة اليوم أمرٌ تلقائي تتسرّب مفاهيمه إلى عمقِ ثقافاتنا العربية للأسف حتى يكاد الجيل الجديد لا يعرف شيئًا عن الهوية الأصلية للقدس الشريفة. هذا المخطط الاستعماري اليوم يوجه رأس حربته الى حضاراتِ وثقافاتِ شعوب ودولِ هذه المنطقة التي قدمت مساهمات غير عادية لحضارة العالم.
أوضح نموذج للبعد الثقافي للاستعمار قال الدكتور عباس خامه يار كان تدمير المواقع الاثرية والحضارية في منطقتنا، وهو في مقدمة اهداف الحروب والفتن المشتعلة في هذه المنطقة، من سوريا والعراق ودول اخرى حيث نهبت متاحفها. كذلك ما حدث و ما کاد یحدث في القاهرة قبیل انتصار الربیع العربي من هجوم علی المتاحف لولا یقظة الثوریین والشباب.
وما حدث بعد ذلك في العراق من تدمیر مدن اثریة بکاملها وفي سوريا (تدمر وادلب و… ) وهدم 60 بالمائة منها فی مشهد من دمار لایقل ضراوة عن الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني علی مدی سبعین عاما من الاحتلال وتهويد القدس والاراضی المحتلة .. تلك ليست مصادفة!
هذه ال”ابادة حضاریة” بکل ما تحمله الکلمة من معنى ومغزى تطال الجغرافیا العربیة برمتها…
ومن هنا يجب ملء الخلل الثقافي الكبير لمواجهة التطبيع بأشكاله وخاصة الثقافي منه، والذي يعتبر الحجر الأساس للتطبيع في أشكاله الأخرى.

تابع الدكتور عباس خامه يار إن إعلان يوم القدس يدخل في صلب ثقافة المقاومة والمواجهة مع التطبيع الثقافي ومع المحتل، وحضورنا اليوم في هذه الندوة يؤكد بأن القدس لن تكون سائبة يضيّعها خونة ومطبّعون، وهي تبقى بأهلها الفلسطينيين الذين يمثلون قطبَ الحق في الصراع مابين قوى الحق والباطل وفي المواجهة الثقافية المحتدمة مع الاحتلال، الساعي الى إنهاء الوجود الفلسطيني في القدس وتفريغ الأرض من أصحابها الحقيقيين وسلب الهوية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في الوجود.
في يوم القدس العظيم من الواجب أن يكون الحضور بالتأكيد للفعاليات التي تُلقي الضوء على تداعيات التطبيع الثقافي بين الكيان الصهيوني وعدد من الأنظمة العربية والتي بدأت التطبيع منذ اتفاقية كامب ديفيد ومنذ ان منعت إحياء مراسم يوم القدس العالمي.
ختم الدكتور عباس خامه يار كلمته : أقول، لعلّ هذا اليوم من هذه السنة تحديدًا يكون مختلفًا عن السنوات السابقة من ناحية الزخم المعنوي والروحي لدى أحرار العالم الراغبين منذ زمنٍ بعيد بالصلاة في أولى القبلتين، لاستعادة الصورة العريقة لهويتهم الإسلامية.

من جهته الدكتور حسين امير عبد اللهيان , المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية في إيران اعتبر ان  قضية القدس هي أول قضية في العالم الإسلامي. يعرف كل من يتابع قضية فلسطين أن الإمام الخميني هو من قام بإحياء قضية نصرة القدس وحرية فلسطين، ولايمكن إنكار ذلك.
تابع الدكتور حسين امير عبد اللهيان لقد وجّه الجمهوريون والديمقراطيون الغرب رسالةً إلى إيران مفادها أن إيران إذا اعترفت بإسرائيل فلا مشكلة لديهم مع برنامجها النووي. لكن إيران صرحت انها لا تعترف بالكيان الاسرائيلي المزيف بل تدعو إلى تشكيل دولة فلسطينية موحدة تاريخياً وثقافياً.
اضاف الدكتور حسين امير عبد اللهيان لا نعرف الا دولة واحدة تسمى فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس الشريف. اعتقد الامام الخميني أن إحلال فلسطين واقامة اسرائيل ليس فقط الاحتلال الجغرافي بل احتلال ثقافي واقتصادي وأمني.. واعتبر أن الهدف الأساسي من قيام اسرائيل هو ازاحة الإسلام، حيث قال إن الدول إذا قبلت بهذه الغدة السرطانية فالنتيجة هي زوال الإسلام.
لقد بدأ العد التنازلي لانهيار الكيان الصهيوني بفضل الزخم الخاص لعمليات المقاومة وعلى رأسها جهود الحاج قاسم سليماني الشهيد. وبفضل هؤلاء القادة والشهداء لن يكون لإسرائيل مكان على الخارطة في المستقبل.
واشار الدكتور حسين امير عبد اللهيان الى انه في الأشهر الأخيرة اتخذ الكيان اجراءات ضد الامن في المنطقة مثل الاغتيالات والأعمال الارهابية والجرائم. وهذه النهضة الرمضانية اليوم بدأت مرحلةً مختلفة وجديدة في ردّ الهجمات الصهيونية. إنها بداية جديدة لرسالة المقاومة.
وختم الدكتور حسين امير عبد اللهيان كلمته بالقول : سيقام اليوم العالمي للقدس في ظروف استثنائية يتلقى بها الكيان الصهيوني ضرباتٍ مختلفة من المقاومة. فالصهاينة اخذوا رهائن حتى من اليهود فيما تواصل إيران دعمها القوي لمحور المقاومة ببركة دم الشهيد سليماني سوف نصلي قريباً في القدس الشريف.

اما الشيخ ماهر حمود , رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة فأعتبر ان أهم ما يميز يوم القدس عن بقية المناسبات والشعارات،أنها مناسبة عملية ، فهي مرتبطة بدعم حقيقي وبصمود اهلنا في فلسطين، كما أن أهلنا في فلسطين من جهة أخرى يحولون يوم القدس بل شهر رمضان كله الى احتفال دائم بيوم القدس، احتفال بالدماء، بالصمود، بالشجاعة الفائقة، ويرسلون رسائل الى من يهمهم الامر اننا مستمرون بالصمود والجهاد والمقاومة، ولا يخفف من انطلاقتنا خيانة الخائنين ولا حصار المحاصِرين، ولا تطبيع المطبعين، ولا مؤامرات المتآمرين.
اضاف الشيخ ماهر حمود ان هذه القضية المقدسة محكومة بقاعدة شرعية تستند الى آيات من القرآن الكريم: ( وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم)، فإن تخلى طرف أو ضعف آخر، سخر الله آخرين للقيام بهذه المهمة المقدسة، اليوم يحمل الراية محور المقاومة بصدق وثبات، وإن غدا لناظره لقريب.
وكانت كلمة للمفكر الفلسطيني منير شفيق فقال : ان معركة القدس تحظى من جانب العدو بالاولوية لا سيما من جانب قراءات التهويد والاسرلة.
هذه المرة بسبب محاولة السيطرة على باب العمود، شباب القدس عندما ذهبوا كانوا بمواجهة معركة حاسمة. يجب الانتباه الى هذه الهبّة التي جاءت حاسمة
الامر الذي يؤكد ان ميزان القوى في القدس يسمح لانتفاضة شعبية شاملة ان تستمر اشهراً لدحر قوات الاحتلال.
هذه حرب نفسية مخادعة وها هي هبّة القدس تكذبها اليوم. ان الاعلام العربي والعالمي يحاول ان يغير الصورة الحقيقية و يحاول ايهامنا ان العدو الصهيوني قوة لا تقهر.

من جهته رأى السيد أسامة حمدان , القيادي في حركة حماس  في الحديث عن يوم القدس يكثر التعريف بالبعد السياسي، لكن هناك بعد فكري حملته رسالة يوم القدس العالمي. هذه المسألة تزداد خطورتها اليوم. نرى البعد الثقافي للمعركة ومحاولة محو صورة المدينة المقدسة. هذه المعركة نستشعرها من خلال محاولة الصهاينة خلق دين جديد ينسبونه إلى إبراهيم. الأمة قد تضعف لكنها تجدد قوتها وشبابها وعليها أن تحمي مقدساتها. في يوم القدس ترتبط القدس بعبادة أساسية هي ركن إسلامي. وهي لها بعد إيماني والأمة التي تتمسك بعقيدتها لا يمكن أن تهزم. والصيام يعزز هذه المعاني. فاختيار رمضان وعبادة الصوم التي تحض على الصبر والتضحية هو تعزيز لهذه القضية في بعدها الديني.
تابع السيد أسامة حمدان ان المشروع الصهيوني قوته في تمزق الأمة واحد اهدافه هو استمرار التمزيق كي تبقى ضعيفة.
وقال السيد أسامة حمدان ان مواجهة المشاريع الاحتلالية تحتاج الى وحدة كاملة للامة ويوم الجمعة الأخيرة من شهر الصيام هو تكريس لوحدة الأمة ورفع القدس لأنها قضية الأمة. الرسالة التالية كسر الروتين الذي اعتاده الناس ومحطة القدس محطة تذكير وتعبئة عندما يسأل الأجيال ما هي القدس؟ علاقتنا بالقدس قد تتباعد جغرافياً. هنا لا بد من التوقف عند التطبيع وهي محاولة فرض واقع الاحتلال وانه باقٍ كأمر واقعي.
الموقف السياسي لا قيمة له ما لم يرتكز الى بيئة فكرية اجتماعية . ويوم القدس احد اشكال حماية الموقف الأصيل تجاه القضايا.
ختم السيد أسامة حمدان كلمته بالقول :يحاول العدو ان ينسج روايته الخاصة لكن يوم القدس يحمل رواية الحقيقة على مستوى الأمة بأسرها. اليوم يصمد ابناء القدس رغم قلة الحيلة وقلة ذات اليد. يسطرون ملحمةً من اشكال المقاومة يوم القدس رسالة أخرى تقول للعدو اذا كان هناك بضعة يريدون تدنيس القدس فهناك مليارات المسلمين يدافعون عنها.

أما الأب منويل مسلم , عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات في فلسطين , فتحدث عن مواجهة المسلم والمسيحي للاحتلال , معتبرا اننا اذا هزمنا الاسرائيليين في القدس فانه لن يكون لهم مستقبل في فلسطين وستتلاشى الغزوة الاسرائيلية , القدس اليوم جزء لا يتجزأ من الوطن العربي, وأينما توجهنا القدس تربطنا وتوحدنا, القدس كيان حي يلامس الانسان والارض والدين , القدس جعلت الانجيل جزءا من حضارة المسلم , وبسبب القدس اضحى القران جزءا من حضارة المسيحي .
اضاف الأب منويل مسلم هويتي من تراب فلسطين ولن اتنازل عنهاوعمقي العربي يبدأ منها ,ولن اعطي الغرباء ذرة من تراب فلسطين .

من جهته الوزير السابق الحاج محمود قماطي قال :  اليوم نستحضر هذا اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني من خلفيته المرجعية الدينية الاسلامية والجمهورية من خلال قيامها على الظلم. من هذه الخلفية اعلن الامام أنه يتبنى بالكامل القضية الفلسطينية وان الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره وان اسرائيل الى زوال.
اعلن الامام الخميني عن هذا اليوم في اخر جمعة من شهر رمضان. ان القدس هي النواة الصلبة للقضية الفلسطينية. اهمية القدس هذه التي يعلن عنها الامام اي ان هذه القضية تمثل حضارة العالم العربي والاسلامي. نحن في لبنان كمقاومة اسلامية ووطنية لنا دور مهم في هذه القضية. تجاوباً مع دعوة الامام ومواجهة العدو على ارضنا كانت غير مسبوقة لجهة ان المقاومة اصبحت حاضرةً في العقل الدولي والاقليمي. من هنا كانت المقاومة في لبنان على نهج الامام على خطى تحرير القدس كانت الداعم الاول. ليس بالضرورة ان ندخلها بأقدامنا وانما بما رسمناه من معادلات وانتصارات. جعلنا العدو يرتجف خوفاً من قدرات المقاومة وانجازاتها ومحورها. المقاومة في لبنان هي ركن والمقاومة في فلسطين هي ركن اخر في الداخل الفلسطيني.

اضاف الوزير السابق الحاج محمود قماطي ان دلالة يوم القدس ان الصراع لن يتوقف الا بزوال اسرائيل من الوجود هذه حقيقة يجب ان يعرفها الجميع. ما يفعله المقدسيون اليوم في القدس من مواجهة لكي يثبتوا الحق ولتكون عاصمة لفلسطين كلها. كل تلك المحاولات بقيادة امريكا ومخططات الاستكبار. وصل التآمر اليوم الى النقطة المركزية التي اعلن الامام ان هذا اليوم يجب ان يبقى فالقدس لن تدنس.
هذه الخيانة التي تحصل يقابلها التمسك بالقدس على يد أبطالٍ من أمثال الشهيد سليماني وابو مهدي المهندس والشهداء الذين يسقط معهم التطبيع من خلال دمائهم.
وتابع الوزير السابق الحاج محمود قماطي ان يوم القدس العالمي – المعلن هو الامام الخميني قدس سره المرجعية الإسلامية الدينية العليا على أرضية الثورة الإسلامية المباركة في إيران التي طردت السفير الاسرائيلي وأعلنت سفارة فلسطين وتبني القضية الفلسطينية والموضوع هو القدس النواة الصلبة للحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية . ما يدل على الرؤية المبكرة عند الامام الخميني للخطر الداهم على المنطقة وفلسطين والحضارة والديانات السماوية لأن القدس تعني كل ذلك.
وها هم ابناء القدس يسجلون مواجهات مشرفة ضد العدو الصهيوني على طريق المقاومة التي ستستمر حتى تحرير فلسطين وعاصمتها القدس.
وختم الوزير السابق الحاج محمود قماطي كلمته : “ونحن في المقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان كنا اول من احيا يوم القدس العالمي تلبية لنداء الامام الخميني قدس سره وقد توسع هذا الاحياء ليشمل العالم أجمع ويشكل صرخةً قويةً في وجه المستسلمين والتطبيع والمطبعين والمتآمرين.
سيبقى اعلان الامام الخميني قدس سره مدوياً في العالم لتحرير فلسطين وبعد تحرير فلسطين ليوم القدس العالمي”.

الكلمة التالية كانت للبروفيسور كميل حبيب , عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية حيث اشارالى ان يوم القدس الذي اعلنه الامام الخميني هو يوم الالتزام والتمسك بتحرير القدس واكمل المنهج على اكمل وجه الامام الخامنئي واستشهد في سبيله جوهرة ايران الشهيد قاسم سليماني.
اضاف البروفيسور كميل حبيب صحيح ان لاوجود لفلسطين لا بهويتها العربية لكن الاصح ايضا انه لا يوجدعروبة من دون فلسطين.
ختم كلمته البروفيسور كميل حبيب كلمته بالقول: القدس درب الجلجلة وبهاء القيامة هي اليوم بارقة الامل الوحيدة.

الدكتور ياسين حمود , مدير عام مؤسسة القدس الدولية ,شدد على ان  كلُّ يومٍ هو يومٌ للقدسِ، فالقدسُ هي كلُّ أيامِنا، ورمزُ كرامتِنا، وعنوانُ صراعِ أمّتِنا مع السرطانِ الصِّهيونيِّ المزروعِ فيها منذ ما يزيدُ على سبعينَ سنةً. القدسُ التي كانتْ منارةً علميةً وثقافيةً للعالمِ بأسرِه، أرادَها الاحتلالُ الإسرائيليُّ مدينةَ الظلمِ والظلامِ، أرادَها يهوديةَ الهُويةِ، وعبريةَ اللسانِ. نحو ثلاثٍ وسبعينَ سنةً على احتلالِ الشطرِ الغربيِّ من القدسِ، ونحوَ أربعٍ وخمسينَ سنةً على احتلالِ الشطرِ الشرقيِّ من المدينةِ الذي باحتلالِه أطبقَ الصهاينةُ سيطرتَهم على كاملِ القدسِ بما في ذلك المسجدُ الأقصى المبارك. ومنذ أنْ وطئَ المستوطنون المحتلّون أرضَ القدسِ بدأتْ رحلةُ التهويدِ التي يريدُ الاحتلالُ الإسرائيليُّ أنْ تنتهيَ بتحويلِ القدسِ إلى عاصمةٍ يهوديةٍ أبديةٍ موحّدةٍ لليهودِ فقط.
لقد سارتْ أذرعُ الاحتلالِ المختلفةُ في مساراتٍ عديدةٍ لتحقيقِ هدفِ التهويدِ الشاملِ والكاملِ للمدينةِ المقدسةِ، وأختصرُ هذه المساراتِ بأنّها: تهجيرٌ وتدميرٌ وتزويرٌ. أمّا التهجيرُ فهو سياسةٌ ثابتةٌ لدىِ الاحتلالِ، يبتغي من خلالِها طردَ أكبرِ عددٍ ممكنٍ من أهلِ القدسِ، وإحلالَ أكبرِ عددٍ ممكنٍ من المستوطنين الغاصبينَ مكانَهم، وفي هذا السياقِ تسهِّلُ سلطاتُ الاحتلالِ استيلاءَ المستوطنين على بيوتِهم، وتسحبُ هُوياتِ إقامتِهم، ونتابعُ في هذه الأيامِ على سبيلِ المثالِ مخططَ تهجيرِ أهالي حيّ الشيخ جرّاح في القدسِ، بدعوى أنّ بيوتَ هؤلاء الأهالي كانتْ مملوكةً لمستوطنين يهودٍ قديمًا، وهذه افتراءاتٌ وأكاذيبُ يستغلّها الاحتلالُ لطردِ أهلِ القدسِ خارجَ مدينتِهم.
وأمّا التدميرُ فهو معوَلٌ تستخدمُه أجهزةُ الاحتلالِ لهدمِ بيوتِ المقدسيين، وتدميرِ آثارِ القدسِ التاريخيّة التي تعكسُ الثراءَ الحضاريَّ للمدينةِ، وتدميرِ الأواصرِ الاجتماعيةِ في المجتمع المقدسيّ عبر نشرِ الآفاتِ السيئة، وإفقارِ المقدسيين، واستهدافِ قطاعاتِهم الحياتيةِ المختلفةِ.
وأمّا التزويرُ فهو مسارٌ قديمٌ ومتجددٌ لا يتوقفُ قال الدكتور ياسين حمود ، يمتدُّ إلى بداياتِ تأسيسِ الأساطيرِ الدينيةِ والتاريخيةِ والسياسيةِ والقانونيةِ الكاذبة التي قامَ عليها كِيانُ الاحتلالِ الإسرائيليِّ، ويستمرُّ إلى تزويرِ الوثائقِ والأوراقِ التي تدّعي ملكيةَ المستوطنين لبيوتِ المقدسيين، وإلى تزويرِ حقيقةِ الهُويةِ العربيّةِ والإسلاميّةِ التي تتميزُ بها القدسِ عبر بناء المستوطناتِ، والمشروعاتِ التهويديةِ تحت الأرضِ، وعلى سطحِها، وفي فضاءِ القدسِ، وعبر منظومةٍ دعائيةٍ سياحيةٍ تروّجُ للروايةِ اليهوديةِ المتناقضةِ حول القدسِ، وتزوّرُ الحقائقَ في أذهانِ الجمهورِ.
هذه مساراتُ التهويدِ والأسرلةِ الأساسيةُ، وهي بمجموعِها تشكلُ الوجهَ الأولَ لصورةِ المعركةِ في القدسِ، ولا بدَّ لإكمالِ الصورةِ من معرفةِ الوجهِ الثاني لها، ألا وهو المقاومةُ التي يبدعُ فيها أهلُنا في القدسِ؛ فكلُّ قوةِ الاحتلالِ وإمكانياتُه الهائلةُ لم تفلحا في كسرِ عزيمةِ المقدسيين، وها هم أهلُ القدسِ يبتكرون الوسيلةَ تلو الوسيلةِ لمواجهةِ الاحتلال، والتصدي لسياساتِه التهويديةِ، وها هم يفجّرون الهبةَ تلو الهبةِ، وقد شهدنا ما لا يقلُّ عن خمسِ هبّاتٍ خلالِ السنواتِ القليلةِ الماضية؛ وهي هبة الشهيد محمد أبو خضير عام 2014، وهبة السكاكين عام 2015، وهبة باب الأسباط عام 2017، وهبة باب الرحمة عام 2019، وهبة باب العمود عام 2021، وهذه الأخيرةُ اندلعتْ شرارتُها منذ بدايةِ شهر رمضان الجاري، وتُوِّجَتْ بانتصارٍ مبينٍ على الاحتلالِ ومستوطنيه المعتدين، وأُجبِر الاحتلالُ على التراجعِ عن مخططِ السيطرةِ الكاملةِ على ساحةِ باب العمودِ، واحتفلُ المقدسيون بنصرِهم في هذه الساحةِ التي لها رمزيتُها في القدسِ. إنَّ هبةَ بابِ العمودِ كانتْ نموذجًا مميزًا أظهرَ قوةَ إرادةِ المقدسيينَ، وتأثيرَ تفاعلِ الفلسطينيين في الداخلِ والخارجِ معهم، واستعدادَ الأبطالِ المقاومين في قطاعِ غزةَ للدخولِ على خطِّ المواجهةِ لردعِ الاحتلالِ، وأهميةَ المشاركةِ الفاعلةِ من أحرارِ الأمةِ العربيةِ والإسلاميةِ وأحرارِ العالم في الفعالياتِ التضامنيةِ التي انطلقتْ من أجل دعمِ القدسِ والمقدسيين. وكلُّ هذا الفعلِ المؤثرِ من داخلِ القدس وفلسطين، ومن خارجها، كانَ سببًا مباشرًا في تراجعِ الاحتلالِ امام صلابةِ المقاومةِ والتصدي والتضامن والموقفِ.
والسؤالُ الذي يطرحُ نفسَه ونحن نقدّمُ هذا التوصيفَ لانتصارِ هبة باب العمود في رمضان سأل الدكتور ياسين حمود: هل يستطيعُ الاحتلالُ تنفيذَ أهدافِه التهويديةِ في القدس إن كانَ تفاعلُنا جميعًا مع مدينتِها المحتلةِ بالمستوى نفسِه الذي كان في أثناءِ هبة بابِ العمود؟ الجواب هو أنّ الاحتلالَ قطعًا لن ينجحَ في فرضِ ما يريدُ في القدسِ إذا حوّلنا سلوكَنا وسلوكَ أهلِ القدسِ وفلسطينَ في هذه الهبة إلى سلوكٍ دائمٍ.
إننا اليوم أمام تحدّيَيْن اشار الدكتور ياسين حمود: الأول هو تحدّي نيةِ الاحتلالِ طرد أهالي حي الشيخ جراح والتحدي الثاني هو تخطيطُ مستوطني الاحتلالِ لتنفيذ اقتحامٍ كبيرٍ للمسجدِ الأقصى في الثامنِ والعشرينَ من شهرِ رمضانَ الجاري الموافقِ ليوم العاشر من شهرِ أيار/مايو الجاري، وهذان التحديان يضعان أهلَ القدسِ، وأنصارَها في كلِّ مكانٍ على محكِّ الاختبارِ، فهل نسمحُ للاحتلالِ بالاستفرادِ بأهالي حي الشيخ جرّاح؟ وهل نسمحُ للمستوطنين بتدنيسِ حرمةِ المسجدِ الأقصى، وإظهارِ أنّ السيادةَ على المسجدِ هي لهم، والسعيَ إلى إلغاءِ دورِ الأوقافِ الإسلاميةِ المشرفةِ الحصريةِ على شؤونِ المسجدِ الأقصى؟
هذه التساؤلاتُ تجيبُ عنها مواقفُنا، وفعالياتُنا، ومبادراتُنا، وتحركاتُنا، وكلّي ثقةٌ بأنَّ الأوفياءَ للقدسِ لا يتركونها لقمةً سائغةً في فمِ الاحتلالِ، وأنّهم سيكونون على قدرِ المخاطرِ التي تهددُ المدينةَ وأهلَها ومقدساتِها.

الشيخ الدكتور خليل الشاوي الحلبي , أستاذ في جامعة حلب توجه  بالشكر للداعي لندوة القدس (المستشارية الثقافية الايرانية) والمنتدين والرحمة والرضوان على الإمام الهمام المنادي لتأسيس يوم للقدس… ، إن كل الأيام تبدأفجرا” إلا يوم القدس بدأ من ليل الإسراء والمعراج وبعد ليل الإسراء أطل فجر عشرة الفجر ورأى الإمام الخميني قدس محاولات الاعداء اجتثاث شجرة القدس بالشحن المذهبي والطائفي و إشغالنا بالقضايا الهامشية والتفاهة الاعلامية فحمل الإمام هذه الشجرة وغرسها في عمق الوجدان الإنساني لتثمر نصراً للمستضعفين وعدلاً للمظلومين ووحدةً للمتفرقين. إن الإمام أراد أن تبقى القدس حاضرة في حياتنا فأضاف إلى البعد الإنساني بعدا” روحيا” وجده في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان وكان من نتاج يوم القدس.
1.حفظ القضية من التغييب و إبقاء جذوتها في الضمير والوجدان.
2.لإرتقاء بالقضية لتكون القضية المركزية للأمة الإسلامية.
3.أراد الإمام لقضية القدس أن تختصر كل قضايا الحاضر والمستقبل.
4.أرادها الإمام أن يكون يوم القدس عنوانا للوحدة واللقاء الشامل الكامل بين جميع مكونات الأمة على اختلافها.
5.التصدي لمحاولات الأسرلة والتطبيع التي يمارسها العدو الصهيوني
6.الإنتقال من الشعار إلى الحركة من خلال دعم المقاومة وبناء المجتمع المقاوم الذي يجعل من القدس قبلة توجهه الجهادي.
ختم كلمته الشيخ الدكتور خليل الشاوي الحلبي إن القدس في ذاكرة السوريين هي أولى القبلتين وثالث الحرمين وَمهاجر إبراهيم وتبتل مريم ومحراب داوود ومهد المسيح ومبدأ المعراج وأرض الرباط والثبات.
ونحن في سوريا حالنا مع القدس وفلسطين ومحور المقاومة يمثله قول الشاعر:
عنصر الأجسام منا واحدٌ
وكذا الأرواح جمعاً ضمنا
ما أرى نفسي إلا أنتمُ
واعتقادي أنكم أنتم أنا
… وإن الضعف العابر لا يغير الحق الثابت واجزم ان دماء الشهيد القائد قاسم سليماني هي مهر عاصمة الارض والسماء (القدس).

المصدر: موقع المنار