تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 04-10-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الترددات الحادة لـ”حرب السلة” بين مطرقة بكركي وسندان عين التينة، والتي دخلت بقوة على خط التحرك السياسي حول ملف الرئاسة.
السفير
بري لـ«السفير»: الجميع اعترض أو تحفظ على «الجنرال»
ما هو سر الرحلة الحريرية إلى موسكو؟
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “لا يملك العماد ميشال عون ترف الانتظار الطويل. رسالته الى الرئيس سعد الحريري كانت واضحة بعد محطة الرابية الأخيرة: الوقت ليس مفتوحا يا دولة الرئيس.
أما الوقت عند الرئيس نبيه بري، فله حسابات مختلفة، فقد توقع أن تنقشع الصورة السياسية «خلال أيام»، وكشف لـ «السفير» أن جميع الذين التقاهم الحريري خلال مشاوراته الأخيرة اعترضوا أو تحفظوا على انتخاب «الجنرال».. «وأنا أعرف ما أقول وواثق منه ومن كلمة جميعهم».
ماذا عن رئيس «تيار المستقبل» ومواعيده؟
إذا كان الحريري، قبل نحو ثلاث سنوات، يمتلك قدرة كبيرة ورغبة قليلة ولم يكمل مشروع رحلته الرئاسية الموعودة مع «الجنرال»، فكيف الحال مع القدرة الأقل بكثير والرغبة الأكبر بكثير في يومنا هذا؟
من محطته السعودية، وما تخللها من مشاورات يصعب التكهن بنتائجها، حطّت طائرة سعد الحريري، ليل امس، في العاصمة الروسية، ليجد هناك دولة عظمى لا يمتّ جدول أعمالها ولا أولوياتها بصلة إلى «أجندة» وأولويات زائرها الآتي من عاصمة خليجية منخرطة «حتى العظم» في حرب إقليمية ـ دولية تستهدف الدور الروسي في الإقليم.
فإذا كانت سعودية سعد الحريري، وفق المتداول، لا تريد أن تسمع بلبنان ورئيسه وزعيم الغالبية السياسية المحسوب عليها، فهل سيجد روسيا متلهفة لتسييل طلباته الرئاسية؟
الأكيد أنه زمن شح «المشاريع» و «الالتزامات» والوعود اللبنانية التي اختبر الروس مفاعيلها سابقا، يوم ذهب اليهم «دولة رئيس» يطلب هبة عسكرية (طائرات ودبابات وأسلحة وذخائر)، فكان أن صُدم بتجاوب «الجيش الأحمر»، وبالتالي، راح يبحث عن «تخريجة» للانسحاب والاعتذار، مخافة تنفيذ التهديد الأميركي بتجميد شحنات المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني، اذا قبل لبنان أي مساعدة عسكرية روسية.
المعلن في هذه الزيارة أن زعيم «تيار المستقبل» سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أما غير المعلن، فهو محاولة سبر أغوار الموقف الروسي الذي واظبت موسكو عليه في السنتين الماضيتين، وبلغ مسامع الرابية وغيرها لبنانيا، بعدم حماسة الكرملين لوصول «الجنرال» الى سدة الرئاسة الأولى والتمسك بنظرية «الرئيس التوافقي»، الى حد أن هناك من ردد اسم ميشال عون في إحدى المرات أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فكان أن جاء الجواب على عكس ما يشتهي السائل!
ما بعد المحطة الروسية، يفترض أن يحزم الحريري حقائبه، نحو عواصم أخرى، وهو المدرك قبل غيره، أن قرار الحل والربط، ليس في أي من تلك العواصم، بل في عاصمة وحيدة: الرياض، وما أدراك ما الرياض في هذه الأيام الحريرية الصعبة!
هذا لا يعني التقليل من دور عواصم أخرى، بما فيها موسكو، غير أن الاستدارة من مرشح لفريق «8 آذار» صوب مرشح آخر، تحتاج الى ممر خارجي إلزامي، هو السعودية.. قبل أن تحط طائرة زعيم «المستقبل» في بيروت وتعقيداتها السياسية التي تجعل معظم أهل السياسة يتصرفون على قاعدة أن المضمر هو غير المعلن.
وللسعودية حساباتها بمعزل عمن يرددون ليل نهار أنها «استقالت» من لبنان، أو «تخلت» عنه. الثابت أنها لا تثق بالإدارة السياسية لفريقها، لا بل تحمّل الحريري مسؤولية الكثير من «اللكمات» التي تعرضت لها لبنانيا، وآخرها زج اسمها في موضوع ترشيح سليمان فرنجية، فكيف اذا كرر الحريري السيناريو مرة أخرى، ولم يتمكن من إيصال «الجنرال» الى سدة الرئاسة؟
ما يخشى منه في ضوء هذه الأسئلة كما المعطيات التي رافقت الحراك الرئاسي الأخير، أن تكون مبادرة الحريري غير محسوبة بعناية، وبالتالي أن يصل الى لحظة يجد نفسه مضطرا لـ «فرملة» اندفاعته أولا، ومن ثم إما التراجع الى الوراء نحو إعادة تثبيت خيار سليمان فرنجية أو الذهاب نحو خيار رئاسي ثالث، وعندها سيكون عاجزا عن تقديم تفسير جديد الى الرابية أو الى حلفائه وتياره وجمهوره و «مملكته».. وحتى لمن سيعتبرون أنفسهم.. «منتصرين» في حال سقوط خيار «الجنرال»!
في غضون ذلك، لا بأس من «اشتباكات سياسية لبنانية متفرقة»، شرط ألا تتخذ بعداً طائفياً مقيتاً يذكّر اللبنانيين ببعض مناخات الحرب الأهلية الغابرة. وهنا، يبدو لوم بعض القيادات المسيحية الوسطية كبيرا على بكركي وسيدها البطريرك بشارة الراعي، ذلك أنه بإطلاقه النار على سلة التفاهمات التي دعا اليها الرئيس نبيه بري، انما يساهم، من حيث يدري أو لا يدري، بشحن الجو الطائفي لبنانيا، والمؤسف أكثر أن «التيار الوطني الحر» يساهم في إذكاء هذا الاصطفاف الطائفي، بدليل الأسئلة التي طرحتها مقدمة «او تي في» ليل أمس عما «سيفعل حزبُ الله حيال موقف بري»، في محاولة لتحميل الحزب أكثر من قدرته على الاحتمال.
وفي انتظار إطلالة العماد عون عبر شاشة «أو تي في»، هذه الليلة، وما سيصدر عن مجلس المطارنة الموارنة في بيانهم الشهري، غدا، توجه الرئيس بري بالسؤال الآتي الى الراعي: «أليس حصر الترشيحات الرئاسية بأشخاص مع احترامي لهم، بمثابة أكبر مخالفة للدستور، وهو الأمر الذي ساهم في إطالة أمد الشغور وإيصالنا الى المأزق الحالي»؟
واعتبر بري أن المسؤول الأول عن تعثر انتخاب عون حتى الآن هو عون نفسه، معتبرا أن سلوكه الإجمالي في العديد من الملفات والمحطات دفع الكثيرين الى الارتياب في نياته والامتناع عن دعمه.
وسأل رئيس المجلس النيابي: «لماذا هذه الحملة على سلّة التفاهمات الوطنية المقترحة والتي لا تنطوي على أي غاية شخصية أو حزبية، في حين ان التسريبات والمعلومات تشير الى مناقشات جانبية وثنائية تتم بين البعض حول أدق التفاصيل المتعلقة بتوزيع السلطة في حال وصول الجنرال الى الرئاسة، فلماذا يحلل البعض لنفسه ما يُحرّمه على الآخرين»؟
واستهجن بري اتهام «سلته» بأنها تخالف الدستور وتضرب صلاحيات رئيس الجمهورية، قائلا: تعالوا ندقق في محتوى السلة المدرج أصلا على طاولة الحوار.. قانون الانتخاب ليس من صلاحيات رئيس الجمهورية بل هو يأتي نتاج توافق وطني عام، ثم أنا متفاهم مع «التيار الحر» حول مشروع مشترك، وبالتالي لا مشكلة على هذا الصعيد.. أما في ما خص رئاسة الحكومة فأنا لم أخترع البارود، وعون يتفاوض أصلا مع الحريري باعتباره سيكون رئيس الحكومة المقبل، وكذلك فرنجية، كما أن الحريري يتصرف على قاعدة هذه الفرضية، فلماذا لا يقال إن الجنرال ورئيس «المستقبل» يخالفان مبدأ الاستشارات النيابية الملزمة بينما تُكال الاتهامات لي بمخالفة الدستور لأنني أتعاطى بواقعية.. ثم هناك مسألة تشكل الحكومة التي يمكن أن تخضع لتفاهم مسبق من شأنه أن يسمح لاحقا بإنجاز التأليف سريعا، وهذه تختلف عن التشكيل الذي يجب أن يُترك لمشاورات رئيس الحكومة المكلف بالتنسيق مع رئيس الجمهورية.
وأعلن بري أنه متمسك بدعمه لترشيح فرنجية، على أن يتم تحصين انتخابه بسلة التفاهمات الوطنية، معتبرا ان فرنجية «هو الخيار الذي يمكن الاطمئنان اليه، على كل الصعد، من الطائف وتوازناته الى خيار المقاومة وثوابته». ويتابع: «هذا لا ينفي أن من حق عون أن يترشح وأن يدعمه «حزب الله» الذي أتفهم موقفه جيدا ولا أطالبه بأن يتخلى عن حليفه، لكن لا أقبل في المقابل أن يدفعنا الجنرال الى قرارات لسنا مقتنعين بها».
النهار
“حرب السلة” تحتدم وتدهم تحرّك الحريري
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “الى ان يعود الرئيس سعد الحريري من جولة خارجية تبدأ اليوم بروسيا ليعاود تحركه الداخلي في شأن الاستحقاق الرئاسي، تبقى الترددات الحادة لـ”حرب السلة” بين مطرقة بكركي وسندان عين التينة عنوان التطور الجديد المفاجئ الذي دخل بقوة على خط هذا التحرك كما على مجمل المناخ السياسي المحتدم. وبدا واضحا ان السؤال الكبير الذي شغل مختلف القوى السياسية غداة الموقف الحاسم الذي اطلقه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من موضوع “سلة التفاهمات” التي يطرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري “ممراً الزامياً” لانتخاب رئيس للجمهورية هو: أي تأثير لهذا التطور على مجريات تحرك الحريري وتالياً على مواقف الافرقاء من فتح باب الخيارات الرئاسية بما فيها خيار انتخاب العماد ميشال عون؟
والواقع ان الضربة الاستثنائية غير المسبوقة التي وجهها البطريرك الراعي الى مبدأ السلة وما استتبعته من رد للرئيس بري لم يخل من نبرة لاذعة ودلالات تنذر بكسر الجرة مع المرجعية الكنسية المارونية، نقلت مناخ التحرك الرئاسي للرئيس الحريري من ضفة الى أخرى أقله كما تعكسه التفاعلات السياسية الواسعة لهذا التطور المفاجئ. لكن العامل اللافت الذي سجل في هذا السياق ان الراعي تمكن من خلال موقفه استقطاب الاهتمامات السياسية ولا سيما منها لدى القوى المسيحية على نحو أعاد رسم معادلة لم يعد معها ممكنا تجاوز السقف الذي رفع عبره مسألة السلة الى حدود وضع بري والحريري وسائر القوى وكذلك المرشحين الرئاسيين أمام “محظور” القبول بتقييد اي مرشح رئاسي بسلة شروط او تفاهمات مسبقة لانتخاب رئيس للجمهورية. وهو الامر الذي وصفته مصادر كنسية وسياسية مسيحية لـ”النهار” بأنه يعكس بلوغ الراعي حدود عدم الثقة بكل المتعاملين بالملف الرئاسي وخصوصاً أولئك الذين يأخذون في الحسبان مواقف اقليمية.
وقالت هذه الاوساط انه لم يكن الراعي ليتخذ موقفا قلب فيه كل المقاييس لو لم يقطع الأمل من مواقف سياسية هي نتيجة مصالح آنية باتت معها المصلحة الوطنية في خبر كان، فضلاً عن ان القيادات التي كانت لها اليد الطولى في الحفاظ على صيغة المشاركة المسيحية – الاسلامية يصح فيها القول “لا حياة لمن تنادي “. وأضافت انه من هذا المنطلق كان الموقف الذي اطلقه البطريرك الاحد بمثابة تحذير من ان الكيل قد طفح على رغم انه حرص على تأكيد تشجيعه للجهود الساعية الى انتخاب رئيس للجمهورية راجياً لها النجاح في أسرع وقت في اشارة واضحة الى تقديره للتحرك الذي باشره الرئيس الحريري. لكن هذا الموقف استهدف مباشرة موضوع السلة بما وضعه مباشرة برسم صاحب الطرح اي الرئيس بري. وتساءل البطريرك: “هل هذه السلة تحل محل الدستور والميثاق الوطني؟”. وشدد على ان التقيد بالدستور “حرفاً وروحاً وبالميثاق يغنيان عن هذه السلة”. اما ذروة موقفه فكانت في قوله ” كيف يقبل أي مرشح للرئاسة الاولى ذي كرامة وادراك لمسؤولياته ان يعرى من مسؤولياته الدستورية بفرض سلة شروط عليه غير دستورية وان يحكم كأداة صماء هذا اذا ما كان الامر للمماطلة في انتظار الوحي وكلمة السر من الخارج “. ويبدو ان موقف البطريرك سيتخذ بعده الكنسي الاوسع من خلال اجتماع مجلس المطارنة الموارنة غدا الذي يتجه نحو تبني هذا الموقف . وهو ما لمح اليه النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم بقوله لـ”وكالة اخبار اليوم ” أمس: “توقعوا بياناً مهماً للمطارنة الموارنة يوم الاربعاء”، داعياً الى “قراءته بتمعن وتحديد الرأي منه”.
بري
في أي حال، عكس الرد اللاذع للرئيس بري على موقف البطريرك مدى التدهور المفاجئ الذي اصاب العلاقة بينهما، علماً ان فتوراً كان يسود هذه العلاقة قبل اطلاق البطريرك موقفه. وللمرة الاولى تحدث بري عما وصفه بـ”المعلن والخفي ” بين موقفه وموقف البطريرك وقال متوجهاً مباشرة الى البطريرك: “بين سلة للاشخاص التي اقترحتم وسلة الافكار التي قدمتها في الحوار أترك للتاريخ ان يحكم أيهما الدستوري وايهما الاجدى دون الحاجة الى المس بالكرامات وكرامتنا جميعاً من الله”. وبدا واضحا من أجواء عين التينة ان بري يتشبث بضرورة السير بالسلة التي طرحها من منطلق اعتبارها “خريطة الطريق” لرئيس الجمهورية. ولدى سؤاله عن امكان حصول لقاء بينه وبين العماد عون قال بري: “أهلاً وسهلاً به الجنرال لم يقتل ابي ولم أقتل اباه واذا اجتمعنا فرسالتي واضحة له ولجميع اللبنانيين وهي اني لن أعدل ولن أزيد سطراً واحداً على ما أقوله في الاستحقاق الرئاسي والسلة وسأشدد أمامه على التفاهمات المسبقة والمفصلة لنسلك الطريق الى الحلول التي يريدها اللبنانيون”.
الحريري
في غضون ذلك، يبدأ الرئيس الحريري جولة خارجية بزيارة يقوم بها اليوم لموسكو حيث يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف، كما يتوقع ان يزور لاحقا تركيا. وتدرج هذه الجولة في اطار المشاورات الخارجية التي يقوم بها الحريري في موازاة تحركه الداخلي، علما ان زيارته للرياض ليست مدرجة بعد في هذه الجولة.
درباس
واعرب وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عن اعتقاده أن تحرك الرئيس الحريري “كانت له نتيجة ايجابية ملموسة من خلال تعليق تحرك الشوارع وتحرك الاروقة”، ولكنه رأى ان “البورصة (الرئاسية) لا تزال مقفلة على رغم هذا التحرك”. ولفت درباس في حديث الى برنامج “وجها لوجه” من “تلفزيون لبنان” الى ان مفاوضات طويلة جرت بين “المستقبل” و”حزب الله” قبل المفاوضات بين فريقي الرئيس الحريري والعماد عون “ولم تفض الى اي شيء”. ورأى ان الظرف الاقليمي “لا يتيح انتخاب رئيس للجمهورية ولكن ما فعله الرئيس الحريري حرك المياه الراكدة وقلب الارض”. واذ استبعد انتخاب رئيس في الجلسة المقبلة لمجلس النواب في نهاية تشرين الاول، أكد ان تحرك الحريري أدى الى وضع العماد عون “ضمن الطاولة “. وأوضح درباس انه مع البطريرك الراعي في الموقف المبدئي، لكنه مع الرئيس بري أيضاً في الموقف البراغماتي. وخلص الى انه لو كان هناك من يطلع البطريرك على اجواء طاولة الحوار لما كان قال ما قاله.
الأخبار
عون ينتظر 15 يوماً فقط
«زيارة صامتة» للحريري إلى الرياض… وباسيل إلى عين التينة؟
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “لم يصل إلى بيروت بعد، صدى زيارة الرئيس سعد الحريري إلى السعودية. وفيما ينتظر الجنرال ميشال عون موقف الحريري النهائي خلال مهلة الـ 15 يوماً التي طلبها، ثمّة محاولات عدة لفتح خطوط اتصال جديدة بين الرابية وعين التينة، التي قد يزورها الوزير جبران باسيل في الأيام المقبلة.
جديد الملف الرئاسي، زيارة «صامتة» للرئيس سعد الحريري إلى السعودية أمس بقيت نتائجها طيّ الكتمان، وزيارة قد تكون قريبة للوزير جبران باسيل إلى عين التينة. فيما يطلق العماد ميشال عون، في مقابلة تلفزيونية الليلة، سلسلة من المواقف والرسائل التي تعكس خطه العام كمرشح للرئاسة.
من لا يرغبون في انتخاب عون يراهنون أساساً على فيتو سعودي متجدد، وعلى فشل مساعي التوافق السياسي على إطار الحكم المقبل. إلا أن الأيام العشرة المقبلة كفيلة على ما يبدو بتوضيح الكثير من النقاط العالقة، وهو ما يجعل المتفائلين تتحدث عن ارتفاع النقاط الإيجابية، خصوصاً مع وساطة يقوم بها اللواء عباس إبراهيم بين الرابية وعين التينة.
من جهة الحريري، فإن خلاصة مباحثاته مع عون كانت في منحه فرصة أسبوعين لإنهاء مشاوراته. مصادر رئيس المستقبل نفت أن يكون قد تعهد للجنرال بترشيحه في وقت قريب، لكنه أكد له أن الخيارات باتت كلها مفتوحة، متمنياً عليه عدم التصعيد في الشارع. فيما قال عون للحريري، ولزواره، إن «محاولة كسب الوقت بقصد تعطيل تحركي في الشارع لن تنجح. هناك مهلة أخيرة يعرفها الجميع. وإذا لم تنقضِ مع حل، سيكون الجميع في مواجهة الحقيقة القاسية».
في عين التينة، الأجواء لا تشير إلى تغييرات كبيرة. فيما يجري الحديث عن تواصل بين رئيس المجلس وحزب الله لفتح الطريق أمام حوار إيجابي مع العماد عون. وفيما يحرص الحزب على تأكيد التزامه ترشيح عون اليوم وغداً وكل يوم، يشدد رئيس المجلس على أن «السلة» أساس أي خطوة.
وتقول مصادر إن تقدير رئيس المجلس أن الحريري عندما قصد فرنجية محركاً المياه الرئاسية الراكدة، كان يبعث برسالة إلى السعودية التي تتجاهله، وأنه يقصد من وراء الإيحاء باستعداده للسير بعون استدراج القيادة السعودية لطلبه إلى اجتماع، وهو ما يبدو أنه حصل أمس. ويجزم بري بأن السعودية لن تغيّر موقفها، وأنها ستقول للحريري بكل صراحة إنها تعارض انتخاب عون، ويجب البحث عن حل آخر.
ويبرر بري إصراره على السلة بأنه إذا وافق الحريري على انتخاب عون، وفعل ذلك في جلسة انتخاب، فمن دون «السلة» لا أحد يضمن وصوله إلى رئاسة الحكومة. وعدم وجود تفاهمات مسبقة، قد يتيح للحريري الحصول على فرصة تكليفه تشكيل الحكومة، لكن ليست هناك ضمانات بأن تتشكل الحكومة. ويضيف: «إذا رفضوا السير بالسلة، سنكون أمام خلاف قد يحول دون إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية. وهذا يعني أنه لن تكون هناك انتخابات نيابية»، مشيراً إلى أن السلة تمثل الأرضية التي تصلح لانتخاب رئيس يقدر على العمل من اليوم التالي.
ومن الواضح أن بري أخذ على ما يبدو تفويضاً من النائب وليد جنبلاط الذي قرر السفر لبعض الوقت والابتعاد عن الأضواء بذريعة التهديدات الأمنية، تاركاً لرئيس المجلس أمر اتخاذ الخطوة. لكن جنبلاط يترك الباب مفتوحاً «إذا توافق حزب الله مع بري، وقبل الحريري، فلن أكون عقبة أمام وصول عون».
مصادر بارزة في التيار الوطني الحر أكدت لـ«الأخبار» أن «أكثر من وسيط» يتحرك على خط الرابية ـــ عين التينة، مؤكّدةً «أننا لسنا بحاجة إلى وساطة مع الرئيس بري. وما دام العماد عون هو المرشح للرئاسة، فمن الطبيعي أن يبادر تجاه رئيس المجلس، ولا مشكلة لدينا في ذلك». وأشارت إلى أن «الأمور تحصل وفق تتابع معين. وكان باسيل قد أبلغ بري عندما التقاه سابقاً للبحث في ملف النفط، أن الكلام في الملف الرئاسي سيكون في أوانه بعد أن يتفق المسيحيون ونحصل على جواب نهائي من الرئيس الحريري، وهو ما حصل». ولم تستبعد زيارة قريبة لباسيل إلى عين التينة.
ورأت المصادر أن من «حق أي طرف طرح الاتفاق على تفاهمات وطنية قبل انتخاب رئيس للجمهورية لمعرفة كيف يفكر هذا الرئيس في أمر معين أو موقفه من قضية معينة. قلنا منذ البداية إننا نقبل بتفاهمات إذا كانت لتسهيل انتخاب رئيس، ولكن لا يمكن أن تكون شرطاً لانتخابه». وأوضحت: «لا مشكلة لدينا إذا كنا قادرين على حل أيّ المسائل العالقة كقانون الانتخاب أو غيره. ولكن لا يمكن أن نربط الأمور بعضها ببعض وأن نرهن انتخاب رئيس بقضايا نتحاور حولها منذ سنتين من دون نتيجة». وختمت المصادر بالقول إنه «إذا كان انتخاب رئيس يحتاج إلى ثلثي عدد أصوات النواب، فهذا يعني أن أي رئيس للجمهورية، الآن ومستقبلاً، سيكون مثقلاً بشروط وشروط مضادة، ما سيجعلنا كل مرة ندخل الدوامة نفسها، فضلاً عن أن ذلك ليس من العرف ولا من الأصول الدستورية».
أما بالنسبة إلى موقف بكركي، فقد كان لافتاً رفع السقف من جانب الكنيسة المارونية برفض اشتراط السلة قبل الرئاسة. والبعض رأى في الخطوة تعقيداً للأمور لأن بري سيعاند أكثر، وسيحتمي الحريري به، ما يعني عرقلة الاتفاق على الرئاسة سريعاً.
وبعيداً عن التحليلات والتأويلات التي تناولت موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد وردّ بري أمس، علمت «الأخبار» أنه جرى مساء أمس توضيح المواقف بين الراعي وبرّي عبر أحد الكهنة الوسطاء. وبحسب المعلومات، فإن الراعي أصدر موقفه الأحد بناءً على «سوء فهم لما يقصده رئيس المجلس بمصطلح السّلة»، إذ ظنّ البطريرك أن المقصود بـ«السّلة»، هو الاتفاق الأوّلي الذي جرى بين باسيل ومستشار الحريري نادر الحريري في باريس قبل نحو شهر، حول توزيع الحصص الوزارية والاتفاق على أمور أخرى. وأوضح برّي للوسيط أن المقصود بـ«السّلة» هو تقريباً جدول أعمال طاولة الحوار، وهي «سلّة وطنية» وليست «سلّة أشخاص» كما نقل زوّار عين التينة عن رئيس المجلس. بدورها، أكّدت مصادر كنسية رفيعة المستوى في بكركي معلومات «الأخبار»، مشيرةً إلى أنه «جرى توضيح المواقف بين سيّدنا والرئيس برّي، والبطريرك عبّر عن حرصه على عدم تكبيل الرئيس المقبل بأي ملفّات قبل انتخابه، عطفاً على ما سمعناه من توزيع للحصص والمغانم بين الأطراف، لكن بات واضحاً أن ما يقصده برّي هو جدول أعمال الحوار، والحوار أمر يهمنا ويهمّ الجميع»، مؤكّدةً أن «موقف سيّدنا لم يستهدف الأشخاص». وتوضيحاً لما يُشاع عن نيّة مجلس المطارنة الموارنة تصعيد الموقف في بيانه بعد اجتماعه الشهري غداً الأربعاء، أكّدت المصادر أن «موقف المطارنة الموارنة سيكون شاملاً ولا يستهدف أي تصعيد، إنّما تأكيد الحرص على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية والحفاظ على البلاد».
ومن غير المؤكّد ما سيكون ردّ فعل التيار الوطني الحرّ إن دعا رئيس الحكومة تمام سلام إلى جلسة للحكومة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وكذلك ردّ الفعل حيال دعوة برّي لعقد جلسة تشريعية مع بداية العقد العادي لمجلس النّواب. ففيما يتذرّع سلام بغياب عدد من الوزراء خارج البلاد ومرض الوزير رمزي جريج لعدم الدعوة إلى جلسة للحكومة، علمت «الأخبار» أن الحريري طلب من سلام عدم الدعوة إلى الجلسة لعدم إحراج عون، الذي يقاطع وزيراه الحكومة، خصوصاً أن برّي أبلغ سلام أنه إذا دعا إلى جلسة للحكومة هذا الأسبوع، فإن وزراء حزب الله والمردة سيحضرون لإقرار عددٍ من القرارات والتعيينات الضرورية.
اللواء
وسطاء بين برّي والراعي والشظايا تصيب الرابية
الحريري في موسكو.. وسائل تطمين من عون.. وحزب الله يلتزم الحياد تجاه رفض عين التينة
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “بعد غد الخميس يكون قد مر ما لا يقل عن شهر عن آخر جلسة لمجلس الوزراء عقدت في 8 أيلول الماضي، وتحولت إلى جلسة تشاورية لاحتواء التصعيد العوني المتمثل بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء، بعد التمديد للأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء محمّد خير، ولم يعرف بعد ما إذا كان الرئيس تمام سلام سيدعو المجلس إلى جلسة حافلة بجدول أعمال متراكم بـ111 بنداً، في مقدمها استحقاقات مالية وإدارية ووظيفية.
وحتى الاتصالات التي تمت لم يكن بإمكانها ان تبني على حركة الرئيس سعد الحريري التي ستكون له محطة محادثات في موسكو اليوم والتي وصلها مساء أمس، بما يقضي انفراجاً على الجبهة الحكومية وفقاً لمصدر وزاري كان ناشطاً خلال الـ48 ساعة الماضية على خط الاتصالات.
ويصف هذا المصدر لـ«اللواء» الوضع بأنه ما يزال صعباً ومعقداً، مستبعداً الوصول إلى حل قريب على صعيد رئاسة الجمهورية. وتحفظ المصدر عمّا سيؤول إليه الوضع في حال لم تتوصل حركة الرئيس الحريري إلى وضع يسمح بالخروج من المأزق الرئاسي الراهن، كاشفاً ان اللقاء الذي تمّ السبت الماضي بين الرئيسين سلام والحريري في السراي الكبير تطرق إلى الجهود المبذولة والعقد التي تواجهها أو كشفت عنها جولة المشاورات التي كانت محطتها الأخيرة في الرابية.
ما هي العقد التي تواجه انتخابات الرئاسة والتي ربما مع نفاذ الأسبوعين اللذين حددهما العماد ميشال عون، ان تدخل البلاد في مرحلة من التأزم الإضافي، إذا ما ركب «التيار الوطني الحر» رأسه، في حال لاحت امام ناظريه بوادر انسداد أفق الوصول إلى بعبدا؟
وتنظر مصادر سياسية رفيعة إلى إطلالة النائب عون عبر محطة O.T.V مساء اليوم، بعد اجتماع تكتل «الاصلاح والتغيير»، باعتبارها محطة بالغة الأهمية لمعرفة المسار الذي ستسلكه الأزمة السياسية الراهنة، وعما إذا كان بالإمكان تذليل العقد، أم ان هذه العقد ستصبح مستعصية على المعالجة، وسط تأزمات إقليمية ودولية تُبقي لبنان متروكاً لقدره.
عين التينة – بكركي
1- أختلفت تقديرات المراقبين حول ما إذا كانت أزمة السجال التي اندلعت وشغلت الساحة السياسية بين بكركي وعين التينة، على خلفية «العظة الصاعقة» للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي التي رفض فيها بنبرة عالية، وبلا مقدمات فكرة السلة يراها الرئيس نبيه برّي ممراً الزامياً للرئاسة الأولى.
واخطر ما في رفض البطريرك الماروني سؤاله: «كيف يقبل اي مرشح للرئاسة الاولى، ذي كرامة وادراك لمسؤولياته، ان يعرّى من مسؤولياته الدستورية، بفرض سلة شروط عليه غير دستورية، وأن يحكم كأداة صماء؟ هذا اذا ما كان الامر للمماطلة بانتظار الوحي وكلمة السر من الخارج».
وفقاً لمصادر عين التينة، فقد تريث الرئيس برّي في الرد، ولم يكن رده أقل دوياً من موقف البطريرك، إذ خاطبه قائلاً برد من سطرين: «بأن سلته سلّة أشخاص مرشحين للرئاسة اخفاهم وربما ليس من ضمنهم النائب عون، وبين سلّة يعلنها الرئيس برّي وفيها أفكار قدمت لطاولة الحوارس.
وإذ امتنع الرئيس برّي عن الذهاب بعيداً في تجنّب مس الكرامات التي هي من الله، حكم التاريخ ما بين سلّة الأسماء وسلة الأفكار، قائلاً: «اترك للتاريخ ان يحكم أيهما الدستوري وأيهما الأجدى؟».
ومع هذه النبرة العالية، تساءلت مصادر سياسية مسيحية قبل ان تتحرك الوساطات لاحتواء الاشتباك وعدم تحوله إلى حاجز طائفي، أو كرة ثلج طائفية: «هل كان البطريرك يقصد برّي أم يقصد عون؟».
ومن أبرز من دخل على خط الوساطة وزير الاتصالات بطرس حرب والنائب السابق فريد هيكل الخازن المقرب من بكركي والصديق المرشح المناوئ للرابية سليمان فرنجية والمعروف بعلاقاته الجيدة منذ كان عضواً في المجلس النيابي مع الرئيس برّي، فضلاً عن شخصيات أخرى روحية وأمنية.
وتضمنت مهمة الموفدين، حسب معلومات «اللواء»، نقل رسائل ايضاحية، ونقل رغبة بعدم تصعيد الموقف، مدرجة ما حصل بين عين التينة وبكركي، بأنه سوء تفاهم نتيجة نقل معلومات على حدّ تعبير وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي قال لـ«اللواء» تعليقاً ما حصل بأنه لو كان البطريرك الراعي في أجواء ما بحث في طاولة الحوار لما أصدر مثل هذا الموقف.
وفي السياق عينه نقل عن النائب السابق الخازن قوله أن همّ البطريرك الراعي أن يحصل ملء الشغور في أقرب وقت ممكن، وأن لا يكون رئيس الجمهورية العتيد مكبّل بشروط مسبقة تحدّ من صلاحياته ودوره الإنقاذي، وهو لمس من الرئيس برّي الذي التقاه أمس أن همّه من السلة هو تسهيل مهمة رئيس الجمهورية الذي سينتخب وليس تكبيله، وبالتالي لا يوجد أي تناقض بين الرئيس برّي والبطريرك الراعي.
وأوضح مصدر مقرّب من الخازن لـ«اللواء» أن يقوم الأخير بزيارة بكركي وينقل الجو الإيجابي الذي حمله من لقائه مع برّي وهو لا يعتقد أن هناك تداعيات للتصريحات التي صدرت وتنتهي عند هذه الحدود.
الرابية وحارة حريك
2- ملامح أزمة ثقة بين الرابية وحارة حريك، على خلفية سكوت «حزب الله» على ما بات واضحاً من أن عين التينة تجاهر برفض وصول عون إلى بعبدا.
وفي هذا الإطار يطالب التيار العوني الحزب بالوفاء بالتزاماته، مذكّراً إياه بأن قيادته سبق وأعلنت أنه في حال كان عون مرشحاً للرئاسة ومدعوماً من تيّار «المستقبل»، وأن رئيس هذا التيار سيكون على رأس حكومة العهد الأولى، فإنه لا حاجة بعد ذلك لأي سلّة، أياً يكن صانعها أو مشتغل بحياكتها.
في المقابل يتريّث «حزب الله» في اتخاذ أي موقف، إلا أنه أبلغ التيار العوني أنه في حال أعلن الرئيس الحريري ترشيحه للعماد عون، فإن اللعبة ستأخذ مساراً آخر، وأن الحزب يُدرك ما عليه أن يفعل.
أما لجهة ما سيكون عليه موقف الحزب من الرئيس برّي، فإن حزب الله الذي جاهر أقلّه على مدى السنة الماضية بتبنّيه ترشيح عون للرئاسة الأولى، ودعوته تيّار «المستقبل» لحسم خياره، ليس في وارد التدخل لفرض أي خيار على رئيس المجلس، بصرف النظر «المون على رئيس المجلس أم لا»، فالحزب يؤيّد ترشيح عون ولا يزال لكن لن يدفع مطلقاً إلى إلزام حلفائه وفي مقدمهم الرئيس برّي في أي خيار.
ووفقاً لمصدر قيادي في «حزب الله» فإن قيادة الحزب أبلغت عبر الوسطاء بين الموفدين بين حارة حريك والرابية أنها تشجّع النائب عون على عدم الاكتفاء بإرسال موفدين أو إشارات لرئيس المجلس، وأنه يتعيّن عليه (أي على عون) التواصل مباشرة مع عين التينة لحلحلة ما يمكن حلحلته في هذا الملف.
الرابية: تجهّم وانتظار
3- ومن العُقد أو العقبات أيضاً تحوّل معالم الفرحة في الرابية إلى معالم تجهّم وانتظار إلى درجة أن الأوساط العونية لا تُخفي قلقها من أن الوقت لا يعمل لصالح العونيين، وأنه يتعيّن بالتالي إعطاء الجواب الكافي والشافي قبل الموعد المضروب في 15 تشرين الأوّل، أي السبت الذي يلي السبت المقبل، حيث سيلقي النائب عون لمناسبة ذكرى 13 تشرين أول 1989 كلمة فاصلة على صعد عدّة أبرزها موقف من الشراكة والميثاق، وإظهار أن هناك «هيمنة إسلامية» على مقدرات القرار المسيحي آن الأوان لرفعها في خطاب تهييجي شعبوي لاستعادة ما خسره من الشعبية على الصعيد المسيحي.
4- بالإضافة إلى العقبات الكأداء، لا يبدو المناخ الإقليمي، لا سيما بالنسبة للاعبين الإقليميين مؤاتياً لرعاية مشروع اتفاق لبناني حول الرئاسة الأولى، نظراً للتدخلات والمشابكات المحيطة بملفات المنطقة ومشاكلها المستعصية على الحلول أيضاً.
الحريري في موسكو
وسط هذه الوقائع والأجواء، وصل الرئيس الحريري مساء أمس إلى موسكو، حيث سيلتقي اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ويبحث معه التطورات والعلاقات الثنائية، بحسب ما أفاد مكتبه الإعلامي والذي أوضح انه يرافق الحريري النائبان السابقان غطاس خوري وباسم السبع والسيّد نادر الحريري.
وأوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري ان الرئيس الحريري قد يتوجه بعد زيارة موسكو إلى تركيا، لافتاً إلى انه عندما ينتهي من جولاته الخارجية والداخلية التي سيستكملها بزيارات لقيادات روحية كالبطريرك الماروني ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، سيطلع الكتلة على نتائج المشاورات الرئاسية التي أجراها ليتخذ في ضوئها القرار الرسمي والنهائي للكتلة من الاستحقاق الرئاسي، مشيراً إلى ان هذا ما تفاهمنا عليه في الاجتماع الأخير للكتلة الثلاثاء الماضي.
وترددت معلومات مساء أمس، عن إمكان تأجيل الاجتماع الأسبوعي لكتلة «المستقبل» المقرّر اليوم إلى بعد غد الخميس نظراً لوجود رئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة في الكويت، وحيث يكون الرئيس الحريري قد عاد بدوره من موسكو، حيث ينتظر ان يترأس اجتماع الكتلة إذا كان قد توصل إلى قرارات نهائية في شأن المخرج من مأزق استمرار الشغور الرئاسي.
وعلى خط آخر، وجه الرئيس برّي أمس دعوة إلى أعضاء هيئة مكتب المجلس لاجتماع يعقد الاثنين المقبل في 10 الجاري للبحث في جلسة انتخاب أعضاء اللجان ومكتب المجلس، والتشاور في موضوع عقد جلسة تشريعية، مع بدء العقد العادي للمجلس في أوّل ثلاثاء بعد 15 تشرين الحالي. وهي الجلسة التي يدور حولها جدل سياسي بين الكتل النيابية بخلاف جلسة انتخاب أعضاء اللجان التي لن يكون حولها خلاف، حيث سيبقى القديم على قدمه، نظراً لأن عمر المجلس الممدد له لم يعد بعيداً.
البناء
نفد صبر بوتين النووي فعلّق الاتفاقيات… ردّت واشنطن بوقف التعاون حول سورية
صناعات السلاح الأميركية عطّلت اتفاق البلوتونيوم فسحب الروس البساط
عون والحريري بين مطرقة بكركي وسندان بري… طاولة الحوار مخرج مشرّف؟
صحيفة البناء كتبت تقول “لأن الإعلام العالمي والعربي تحت السيطرة الأميركية والخليجية، صار الخبر الأول هو الصادر ليلاً بتوقيت بيروت عن واشنطن بتعليق التعاون مع موسكو حول سورية والحديث عن نفاد الصبر، ولأن البحث عن الحقيقة يوصل بعد الكلام المسرّب لوزير الخارجية الأميركية جون كيري في مخاطبته للمعارضة السورية إلى مكان آخر، يظهر اليأس الأميركي من فعل شيء ذي قيمة في سورية، وأفضل ما لديهم هي نصائح كيري للمعارضة السورية بعدم ركوب موجة التصعيد، لأنها ستعني القضاء عليهم نهائياً، كما نقلت الـ «نيويورك تايمز» في التسجيل المسرّب لكلام كيري، وفيه إعلان حاسم للعجز عن تقديم سلاح نوعي أو القيام بحرب لإسقاط الرئيس السوري كرمى لعيون المعارضة، لأن الشعب الأميركي لا يريد حروباً والكونغرس لن يعطي تفويضاً، وفقاً لكيري، ولأن الدور العسكري الروسي قانوني وشرعي، ولا غطاء قانوني لأميركا إلا مجلس الأمن الذي يعطل أي غطاء فيه الفيتو الروسي الصيني، وماذا يبقى إذن؟ يسأل المعارضون ويجيب كيري، القبول بحكومة موحدة في ظل الرئيس السوري والذهاب لانتخابات بضمانات دولية لتكافؤ الفرص والنزاهة فيها ينافسون خلالها على الرئاسة الرئيس بشار الأسد.
خطاب أميركي لا يلقى آذانا صاغية لدى الحلفاء، فلماذا تتعب نفسها واشنطن المثخنة بجراحات حلفاء تورطوا وورطوها بحرب لا طائل منها، ولا أفق للفوز فيها، وبتسويات لن تجلب لهم الكثير، وستسبب صداماً مع حلفاء يكابرون ويصرون على رفض التسويات، تتقدمهم السعودية التي يكفيها ما معها من وجع الرأس، هموم ما بعد الـ «جاستا» وتجميد الأموال والودائع بقانون، وحالة إفلاس تنتظرها مع سوق نفط راكد، وحرب أسعار لا يوقفها إلا تفاهم مع موسكو وطهران يبدأ في السياسة، وإلا بتوازن في كميات الإنتاج يزيد الإفلاس السعودي إفلاساً.
تنكفئ واشنطن بصمت وتنتظر، أن يصرخ الحلفاء تحت ضغط النار، أو ينهاروا بسببها، فيحتاج المنتصرون لشرعية نصرهم، خصوصاً سورية، باستعادة السفارات والعودة للأسواق والمصارف، وهنا لا بد من واشنطن.
لماذا صخب الحديث عن وقف التعاون بلغة تصعيدية إذن؟
يقودنا البحث فوراً إلى خبر الصباح الذي أعلنه الكرملين بتوقيع من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بوقف العمل باتفاقية تدوير البولوتنيوم، والأهم ملحقاتها الموقعة عام 2010، والاتفاقية تعني منع استخدام المواد المشعة المستعملة في المفاعلات والأسلحة النووية التي يجري سحبها من الخدمة وإتلافها، مرة أخرى في أسلحة جديدة. وهذا يعني تخفيف حجم الترسانة النووية لدى البلدين الأهم في مجال التقنيات العسكرية النووية في العالم، لكن واشنطن تحت ضغط صناعات السلاح التي تحتاج لتشغيل مصانعها وبيع منتجاتها للحكومة والجيش الأميركيين، وتشكل عصباً هاماً في صناعة السياسات الأميركية عطلت التنفيذ، مراراً ولا تزال، لضمان تسويق كل ما تصنعه من صواريخ ويبقى بلا تسويق بانتظار تجهيزه بالوقود النووي والرؤوس النووية، بسبب عدم تناسب سرعة التخصيب مع سرعة إنتاج الصواريخ وفقاً لمصدر عسكري متابع للصناعات التسليحية الأميركية. والحاجة الماسة كي يتم التناسب لإعادة استعمال البلوتنيوم المفترض تدويره لمجالات غير عسكرية وفقاً للاتفاقية، وبعد التسويف المتمادي في التطبيق أميركياً، وضماناً لتوازن استراتيجي عسكرياً، قرر الرئيس الروسي وقف التدوير ومنح الصناعات العسكرية الروسية حقاً مشابهاً لمنافستها الأميركية، ساحباً البساط من تحت أقدام الرئيس الأميركي الجديد الذي سيكون عليه مواجهة سباق تسلّح خطيراً وجديداً ومتسارعاً وعليه أن يختار التفاهم ومواجهة مصالح صناعات السلاح واللوبيات التي تمثلها، أو ترك الانفلات نحو تصاعد المنافسة النووية بين موسكو وواشنطن تحكم موازين العالم.
قرار موسكو الذي تضمّن عبارة نفاد الصبر، صباحاً استنسخته واشنطن ليلاً وحوّلته لقرار انسحاب من التفاهم حول سورية، وليس بيدها بدائل، كما قال كيري، بينما الميدان يقول لحلفائها إن غداً لناظره قريب.
موسكو التي تتصرف هذه المرة كقوة قائدة على المستوى الدولي، وليس فقط كقوة منافسة أو مكافئة، فتتولى زمام المبادرة في اتخاذ القرارات الكبرى، هي موسكو اللاعب الأهم على ساحة الشرق الأوسط التي يقصدها الرئيس سعد الحريري لعرض مبادرته الرئاسية طالباً تسهيل المهمة مع الحلفاء الذين يملكون بأيديهم مفاتيح تعويم زعامة الحريري المنهارة، بعدما كشف الدبلوماسي الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن نصيحة سعودية تقف وراء مبادرة الحريري، تنطلق من ضيق ذات اليد وترمي لحماية ما يمكن من نفوذ في لبنان قبل وقوع كارثة الانهيار العسكري في سورية والانهيار المالي في السعودية.
تلاقي الحريري والعماد ميشال عون كثنائي يظهر في وسائل إعلام التيار الوطني الحر ولا يظهر في وسائل إعلام تيار المستقبل، ورغم ذلك صارت الرئاستان الأولى والثالثة مترابطتين كتطلّع لحل ينتظره اللبنانيون، وقطعته موجات التصعيد التي رافقت رسائل بكركي في محاولة لرفع البطاقة الصفراء باستنهاض كرامة رئاسية تحول دون قبول سلة التفاهمات التي وصفتها بلوائح الشروط، فجاء الردّ من عين التينة برفع البطاقة الحمراء بالتذكير بلوائح أسماء مرشحين بالإيحاء أنها قد تكون سبباً للسعي لتعطيل وصول مرشح معين، يتهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعرقلة وصوله.
بقي السؤال الأهم يدور في صالونات السياسة عن مصدر البطاقة الصفراء من بكركي، وكيف تحوّلت إلى حملة على الرئيس بري في محطة تلفزيونية ليست محسوبة على بكركي، رغم الأصدقاء المشتركين، من رؤساء سابقين، هم أصدقاء مشتركون مع جهة إقليمية ممولة تبحث عن دور فقدته ويصعب عليها استعادته، فهل حملت الدوحة رسائل التعطيل؟
والسؤال الأبعد هل كان الفيتو السعودي على العماد عون ترجمة لفيتو على وصول مرشح حليف لحزب الله ويشكل وصوله للرئاسة نصراً له؟ ولحساب مَن تتحرّك قطر للهدف ذاته، إذا صحت التحليلات عن وقوفها بالوكالة وراء هذا التصعيد الذي يريد تفخيخ المسار الرئاسي بين الكرامة والميثاقية، ولا يعلم الذين استنفروا لترداد مضمونه بلغات مختلفة كل على طريقته، ومن موقعه لحسابات تعنيهم، مَن سيستفيد من التصعيد بالتأكيد وإلا لما أقدموا، بمثل ما يقدم بعض المتحمّسين للعماد عون على إطلاق المواقف السلبية نحو عين التينة وطلب الودّ من بكركي وتثمين موقف الحريري، من دون أن ينتبهوا أنهم يعقّدون مهمة العماد عون ويعرقلون طريقه إلى الرئاسة.
بين مطرقة بكركي وسندان عين التينة تترنّح معادلة عون ــ الحريري، ما لم تصلها جرعات دعم تتيح تخطي المأزق، والخشية أن يبقي الحريري ترشيح عون سرياً، كما فعل بترشيح النائب سليمان فرنجية، ويصير التصرف العوني كأن الترشيح معلن وعلى الحلفاء التصرف، كما حدث أيضاً مع فرنجية، وللحريري حجته ذاتها، لا أعلن الترشيح إلا إذا ضمنت النتيجة، وللحلفاء منطقهم لا نتعامل مع عروض سرية بل مع ترشيح معلن.
تبقى طاولة الحوار مخرجاً مشرفاً للجميع، فعليها يلتقي رؤساء الكتل النيابية الذين عليهم تأمين النصاب وانتخاب رئيس الجمهورية وتسمية رئيس الحكومة، والذين يستطيعون صناعة تفاهم سياسي بينهم يشكل ميثاق عمل يلتزمونه في مقاربة القضايا التي تشكل عناوين لا يمكن لرئيسَي الجمهورية والحكومة مقاربتها دستورياً، بلا ضمان نصاب وأغلبية نيابيين في نظام برلماني ديمقراطي، يوفرهما هذا التفاهم.
السعودية شجّعت الحريري على زيارة روسيا
تأتي زيارة الرئيس سعد الحريري الى موسكو نتيجة الدور المستجدّ لروسيا ونفوذها في المنطقة الذي يعلمه الحريري ويتوقع مساعدة روسية إلى جانب حزب الله وإيران وسورية الفريق المقابل في المعادلة اللبنانية. وهذا اعتراف منه ومن الولايات المتحدة من قبله بالدور الذي تلعبه روسيا والمكانة التي احتلتها في الإقليم بعد تغيير الموازين في سورية وبالمعادلة التي فرضها المحور الروسي – الإيراني السوري على المحور الآخر.
وأشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» الى أن «المملكة العربية السعودية شجعت الحريري على زيارة موسكو بعد تردي العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية نتيجة القانون الأميركي بمحاسبة المتورطين بأحداث 11 أيلول 2001 في أميركا. ومن جهة ثانية يحاول الحريري الإيحاء بأنه ليس ضعيفاً ولا يزال يحظى باهتمام دولي وعلاقات مع قوى كبرى».
وتشير المصادر الى أن «جزءاً من الملف الرئاسي يرتبط بتوافقات داخلية، لكن في جزئه الآخر خارجي لكن هذا الخارج اليوم مشغول بأزماته وملفات المنطقة الشائكة ولا قوة قادرة على فرض المعادلة في الداخل سواء قوى كبرى أم في الإقليم ما يضع الملف الرئاسي في حالة من المراوحة».
ترشيح الحريري لعون لم يُحسَم
وحذرت المصادر من أن «احتمال ترشيح الحريري لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ليس مضموناً أو محسوماً، ولم تستبعد أن يعلن الحريري الفشل بالتوصل الى تسوية حول عون»، لكنها أوضحت أنه «في هذه الحالة لن تحرق ورقة عون الرئاسية بل سيبقى مرشحاً، وبالتالي تعود الأزمة الرئاسية الى مربعها الأول».
وتحدثت المصادر عن أن حزب الله يتعامل مع ملف الرئاسة كجزء من الملفات الداخلية، فهو مستمر بدعم الجنرال عون حتى النهاية، لكنه لن يفرط بعلاقته مع حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري قيد أنملة، ولفتت الى أن «حزب الله الآن في مرحلة انتظار إعلان الحريري عون رسمياً للرئاسة ليحرك مكابحه على خط عين التينة – الرابية لتسوية العراقيل التي تعترض إنجاز التسوية».
.. ويتوقف على نتيجة المشاورات
وأشارت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ «البناء» أن «حركة الحريري طوال الأسبوع الماضي ولقاءه العماد عون حركت الأجواء الرئاسية وأعطت زخماً وديناميكية تشكل بداية لمسار يمكن أن يؤدي الى خواتيم إيجابية في الملف الرئاسي»، وأوضحت أن «جولة الحريري الخارجية بدأها بروسيا نظراً لموقعها ودورها على الصعيد الدولي واليوم في المنطقة بعد الأزمة السورية وعلاقاتها المميزة مع إيران وذلك لاستثمار هذه العلاقات للتوصل الى توافق خارجي وداخلي على انتخاب رئيس ولإقناع إيران بالضغط على حزب الله لوقف التعطيل والنزول الى المجلس النيابي للانتخاب»، مضيفة أن «الحريري سيناقش العلاقات الثنائية اللبنانية الروسية أيضاً».
وشددت المصادر على أن «كتلة المستقبل ترفض التوافق على سلة متكاملة للحل قبل انتخاب الرئيس. وموقف الرئيس فؤاد السنيورة كان واضحاً على طاولة الحوار، فما يُطرح من سلة مخالف للآلية الدستورية ويكرّس عرفاً في مسألة انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومات واختيار الوزراء وصياغة البيان الوزاري». ولفتت الى أن «إعلان الحريري رسمياً تبني ترشيح عون في الأسابيع المقبلة يتوقف على المشاورات التي يجريها الحريري مع عون والأطراف الأخرى ونتائج جولته الخارجية».
العونيون حذرون من عرقلة التسوية
أما العونيون فلا يخفون حذرهم وخشيتهم من عرقلة مسار التسوية، وتقول مصادر نيابية في «التيار» لـ «البناء» إن «الإيجابية سيدة الموقف في ما خص وصول عون الى الرئاسة، لكن في الوقت عينه يعتريها نوع من الحذر والخوف، فالتجربة تدل على أننا عندما نصل الى شبه حلول يجري العمل على تعطيلها لاحقاً، لكننا اليوم نرى أن حركة الحريري هي أكثر محاولة جدية وحقيقية، ولمس العماد عون من الحريري قناعة بضرورة حل الملف الرئاسي وتبني ترشيح عون، لكن لن تظهر الأمور على حقيقتها قبل إعلان الحريري الترشيح رسمياً».
الجنرال يرفض تقييد الرئيس بالسلة
وكشفت المصادر أن «الأمور بلغت مراحل متقدمة على طريق انتخاب عون رئيساً، لكن يوجد بعض العقد تحتاج الى توضيح، لكن ما يُحكى عن حل متكامل هو تقييد لرئيس الجمهورية بسلة من الاتفاقات والالتزامات قبل انتخابه، وهذا مرفوض لدى عون، لكن لا يعني رفضه البحث بالسلة بعد انتخاب الرئيس»، موضحة أن «سلة الحل قبل الرئيس تخطّ للدستور ولرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لأن رئيس الجمهورية يجري الاستشارات النيابية ويكلف شخصية لتشكيل الحكومة»، موضحة أن «اتفاق الدوحة لم يحسم كل هذه المسائل بل وضع الخطوط العريضة وبعد انتخاب الرئيس تم البحث بالحكومة والحقائب الوزارية والبيان الوزاري».
وعلى خط السجال الإعلامي بين عين التينة وبكركي، أعلن مجلس المطارنة الموارنة في بيان أنه سيعلن موقفاً حاسماً الأربعاء المقبل من موضوع سلة الحل والرئاسة.
.. ولا موعد للقاء بري – عون
وأكدت المصادر أن لقاء بري – عون لمّا يحدد بعد، بل سيحدد على ضوء التطورات والمعطيات، لكن لا عقبة تحول دون زيارة عون الى عين التينة والبحث مع رئيس المجلس بجميع الأمور في الرئاسة وغيرها. فالعماد عون منفتح على جميع الأفرقاء، فكيف بري الذي لا يُعتبر خصماً سياسياً للتيار؟
ورفضت المصادر تصاريح المسؤولين في حزب «القوات اللبنانية» عن أن حزب الله لا يريد عون رئيساً ويمنع وصوله، مضيفة: «نرفض هذه الشكوك لدى القوات ونعتبر أن حزب الله حليف وصادق مع التيار ومع عون وقام بواجباته تجاه إيصاله للرئاسة الأولى وعند التوافق على عون وتحديد جلسة الانتخاب سيكون الحزب أول الحاضرين لانتخابه». وتطمئن المصادر الى أن «عون سيبدد هواجس جميع الأطراف وسيثبت بعد انتخابه رئيساً أنه سيكون لكل اللبنانيين وسيفصل انتماءه الحزبي ومصالحه الشخصية والسياسية عن ممارسته للحكم وسيؤكد أنه الرجل الوطني الذي يحتاجه الوطن في هذه الظروف وسيضع القطار على سكة الحل لتسيير عجلة بناء الدولة ومؤسساتها».
دعوة لاجتماع هيئة مكتب المجلس
على صعيد آخر، وجّه الرئيس بري أمس دعوة الى أعضاء هيئة مكتب المجلس النيابي لاجتماع يعقد الاثنين المقبل، للبحث في جلسة انتخاب أعضاء اللجان ومكتب المجلس والتشاور في موضوع عقد جلسة تشريعية، مع بدء العقد العادي خلال أسبوعين.
اعتصام للنقل البري الخميس
حياتياً، ناقشت اتّحادات ونقابات قطاع النقل البرّي بعد اجتماع أمس، آلية تنفيذ المحطة الخامسة من التحرّك بتنفيذ قرار الاعتصام أمام وزارة الداخليّة – الصنائع ومسيرات لقطاع النقل بفئاته الخميس المقبل كافّة اعتباراً من العاشرة صباحاً.
وتعهّدت الاتحادات بالاستمرار في التحرك حتى تحقيق المطالب وعلى رأسها إلغاء مناقصة الميكانيك، كما وجّه المجتمعون الدعوة إلى السائقين العموميين بفئاتهم كافة للمشاركة في المسيرات والاعتصام.
المصدر: صحف