ذكرت دراسة في جامعة كوين ماري في لندن، أن أفكارنا خاصة – أو على الأقل كانت كذلك. إن الاختراقات الجديدة في علم الأعصاب والذكاء الاصطناعي تعمل على تغيير هذا الافتراض، بينما تدعو في الوقت نفسه إلى طرح أسئلة جديدة حول الأخلاق والخصوصية وآفاق التفاعل بين الدماغ / الكمبيوتر.
يصف بحث نُشر الأسبوع الماضي من جامعة “كوين ماري” في لندن تطبيقاً لشبكة عصبية عميقة يمكنها تحديد الحالة العاطفية لأي شخص من خلال تحليل الإشارات اللاسلكية المستخدمة. في هذا البحث، شاهد المشاركون في الدراسة مقطع فيديو أثناء إرسال إشارات الراديو تجاههم وقياسها عند ارتدادها.
كشف تحليل حركات الجسم عن معلومات “خفية” حول معدل ضربات القلب والتنفس لدى الفرد. من هذه النتائج، يمكن للخوارزمية تحديد أحد أنواع المشاعر الأساسية الأربعة: الغضب، الحزن، الفرح والمتعة. اقترح الباحثون أن هذا العمل يمكن أن يساعد في إدارة الصحة والعافية واستخدامه لأداء مهام مثل اكتشاف حالات الاكتئاب.
يتطلع الباحثون الآن إلى التحقيق في كيفية استخدام الأنظمة المنخفضة التكلفة، مثل أجهزة Wi-Fi، لاكتشاف مشاعر عدد كبير من الأشخاص جمعت، على سبيل المثال، في مكتب أو بيئة عمل.
من بين أشياء أخرى، قد يكون هذا مفيداً لإدارات الموارد البشرية لتقييم كيفية تلقي السياسات الجديدة التي تم تقديمها في الاجتماع. خارج المكتب، يمكن للشرطة استخدام هذه التكنولوجيا للبحث عن تغييرات عاطفية في حشد قد تؤدي إلى العنف.
باحثون تمكنوا من ناحية أخرى، في جامعة كيوتو في اليابان، من تطوير طريقة “لرؤية” ما في عقول الناس باستخدام ماسح الرنين المغناطيسي الوظيفي، الذي يكتشف التغيرات في تدفق الدم في الدماغ. باستخدام شبكة عصبية أو Neural network، قاموا بربطها بالصور المعروضة للأفراد، وعرض النتائج على الشاشة. على الرغم من أن هذا لم يكن مصقولاً، إلا أنه كان في الأساس إعادة بناء لما كانوا يفكرون فيه. يقدر أحد التنبؤات أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تكون قيد الاستخدام بحلول عام 2040.
في عام 2016، أظهر بحث في جامعة ولاية أريزونا أن طالباً يرتدي ما يشبه قبعة السباحة تحتوي على ما يقرب من 130 مستشعراً متصلاً بجهاز كمبيوتر لاكتشاف موجات دماغ الطالب. تمكن الطالب من التحكم في ثلاث طائرات مسيرة بعقله وذلك عن طريق التفكير في أوامر الاتجاه: للأعلى، للأسفل، لليمين أو لليسار.
هذا وقد طور باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، برنامجاً يُمكنه من نسخ الكلمات التي يلفظها المستخدم داخلياً ولا يلفظها بصوت عالٍ. يعتمد هذا البرنامج على جهاز يتم وصله بعضلات الوجه والفك لالتقاط الإشارات العصبية والعضلية التي يتم تشغليها عند النطق الداخلي.
يتم تغذية الإشارات إلى شبكة عصبية تم تدريبها لربط هذه الإشارات بكلمات معينة. الفكرة وراء هذا التطور هي دمج البشر والآلات “بحيث تنسج الحوسبة، الإنترنت والذكاء الاصطناعي في شخصية الإنسان كـ” نفس ثانية “. يمكن لأولئك الذين لا يستطيعون التحدث باستخدام التكنولوجيا للتواصل.
كما هو الحال مع معظم التكنولوجيا، من المحتمل أن يكون هناك الخير والشر. في الوقت الحالي، تظل أفكارنا غير المعلنة سرية، ولكن قد لا يكون هذا صحيحًا في المستقبل القريب.
المصدر: الميادين