تشكل قضية معتقلي الرأي في البحرين أحد أبرز المسائل التي تظهر ظلم واستبداد النظام الحاكم في البلاد، سواء فيما يتعلق بالاعتقالات التعسفية التي تتم لأسباب كيدية او عبر المحاكمات المخالفة لأبسط المبادئ القانونية والقضائية او عبر ما يتعرض له السجين من انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان داخل المعتقل بدءا من وسائل التعذيب المختلفة والعزل الانفرادي وصولا الى الخوف على المصير وفقدان الحياة ناهيك عن سيل كبير من الانتهاكات اليومية داخل سجون بعضها يفتقد للمعايير القانونية والحقوقية وبعضها قد يكون سريا في ظل التعتيم الاعلامي الذي تعتمده السلطات الحاكمة.
وبالسياق، ذكرت عائلة المعتقل السياسي في سجون النظام الحاكم في البحرين الشيخ زهير جاسم عاشور أن “الأخبار منقطعة عنه منذ آخر اتصال له بتاريخ 10 -7-2020 بعد أن شكى فيها سوء الأوضاع التي يعاني منها المعتقلون وأنهم يعتزمون الاضراب عن الطعام”.
وأكدت العائلة أنه “بعد هذا الاتصال انقطع الاتصال المباشر معه كلياً مع تردد الأخبار عن ايداعه منذ ما يقرب الستة أشهر في المبنى المخصص لعزل المعتقلين في سجن جو المركزي في البحرين بعد احتجاجه وعدد من المعتقليين السياسيين على حرمانهم من احياء الشعائر الدينية، ومنذ ذلك الوقت تعرّض عاشور وعدد من السجناء إلى التضييق الشديد والاهانات والتهديد بالتصفية”.
وفي إطار متصل، أشارت مصادر حقوقية بحرينية انه “في أواخر شهر أغسطس/آب الماضي نقل أحد السجناء السياسيين وهو السجين علي الوزير إلى السجن الإنفرادي إثر مشادة كلامية وشجار وقع بينه وبين سجان من أصول عربية”، وتابعت “حينها اتهم الشيخ زهير عاشور بالوقوف وراء مطالبات السجناء بحقوقهم ونقل مع السجين علي الوزير إلى الحبس الإنفرادي وتعرضا للتعذيب الوحشي في ذلك الوقت”.
وقد أوضح الشيخ علي عاشور(شقيق الشيخ زهير عاشور) في تصريح خاص لموقع قناة المنار أن “العائلة قامت بالتواصل مع المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان وكذلك مع إدارة السجن، وتقدمت بتظلمات عدة مرات حول الموضوع”، وتابع ان “العائلة لم تتلقى أي تجاوب سوى الوعود التي لم تترجم بأي خبر أو اتصال من الشيخ المعتقل مما يعزز القلق على مصيره والخشية الكبيرة على تعرضه للإيذاء ومنعه من حقوقه الأساسية كمعتقل وسجين سياسي”.
يذكر أن الشيخ زهير عاشور يواجه حكما بالسجن لمدة 75 عاما بعد اعتقاله في عام 2013 بسبب نشاطه المناصر للحراك المطلبي الشعبي في البحرين، وتعرض بعد الاعتقال للتعذيب والايذاء ولفقت له تهم كيدية وصدر حكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات.
وقد عُرف عن الشيخ عاشور نشاطه المستمر داخل السجن من خلال الدروس والمحاضرات وإحياء الشعائر وطبعت له بعض المؤلفات التي كتبها وتمكن من إخراجها كما عرف بين السجناء بالصمود والثبات.
لذلك كله، على السلطات البحرينية إيضاح حقيقة ما يجري وتبيان مصير الشيخ زهير عاشور وغيره من معتقلي الرأي والظروف التي يعيشون في داخل المعتقلات، كما تطالب كل المؤسسات الحقوقية الدولية بتحمل مسؤولياتها والتدخل لحماية هؤلاء المعتقلين من الظلم الذي يتعرضون له، كما كل الشعب البحريني الصامد.
المصدر: موقع المنار