رفضت عائلة الكاتب الأردني ناهض حتر، الذي اغتيل صباح اليوم الأحد في عمّان، استلام جثمانه إلا بعد محاكمة القاتل الذي ألقي القبض عليه، وحمّلت الحكومة مسؤولية الحادث، الذي أثار ردود فعل مستنكرة حكومياً كما في الأوساط السياسية الأردنية.
وذكر ماجد حتر شقيق الكاتب الراحل في تصريح مقتضب لوكالة سبوتنيك “نحمل كافة أعضاء الحكومة الأردنية ووزير الداخلية مسؤولية دماء ناهض حتر، وعقدنا اجتماعاً عائلي وقررنا رفض استلام الجثة إلا بعد محاكمة القاتل”.
وأطلق مسلح النار على حتر أمام قصر العدل وسط العاصمة عمّان، بعد نحو أسبوعين على إطلاق سراحه بكفالة مالية اثر نشره رسماً كاريكاتورياً على فيسبوك في آب/أغسطس الماضي، اعتبرت السلطات وجهات محافظة أنه “يمس الذات الالهية”، فيما نفى ناهض حتر ذلك.
وألقت الشرطة القبض على الشخص الذي أطلق النار.
وذكرت وسائل إعلام أردنية نقلا عن مصادر أمنية أن مطلق النار مواطن أردني يبلغ من العمر 50 عاماً، واسمه رياض إسماعيل عبد الله وكان قد غادر الأردن ثم عاد إليه مؤخراً.
وفس حسابه على الفايسبوك كان الكاتب حتر قد رفض اتهامه لالإساءة للذات الإلهية قائلاً إن الكاريكاتير يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية، بل هو ينزه الإله عما يروجوه الإرهابيون.
وقال: “شاركت منشورا يتضمن كاريكاتيرا بعنوان “رب الدوعش” وهو يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد بل هو تنزيه لمفهوم الألوهية عمال يروجوه الإرهابيون”.
وأضاف ناهض “الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي وهؤلاء موضع احترامي وتقديري ، وإخوان داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون”.
وناهض حتر هو كاتب وصحفي يساري أردني من مواليد عام 1960. تخرج من الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة ويحمل درجة الماجستير في الفكر السلفي المعاصر، وله عدة إسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي، كما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1998.
من جهتها، استنكرت الحكومة الأردنية حادث الاغتيال وقال محمد المومني وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة إن “قاتل حتر سينال القصاص العادل”، مؤكداً أن الدولة ستتعامل مع مرتكبي هذه الجريمة بكل حزم.
كما استنكر حزب العمل الإسلامي الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الحادث مؤكداً رفضه لتجاوز القانون وأخذ دور مؤسسات القضائية والأمنية الوطنية.
وقال في بيان “نستنكر مبدأ العقاب بصورة فردية ونحذر من أن يكون هذا الحادث بداية لفتنة طائفية ونسأل الله أن يحفظ بلدنا من كل مكروه”.