شاهد علماء فلك من جامعة هوبكينس في بلتيمور “صدى” مرئيا لعملية تمزيق نجمة اقتربت من ثقب أسوب بدأ بابتلاع بقاياها فيما بعد.
وستساعد دراسة هذه الظاهرة في تفهم كم من الغبار يحيط بهذه المواقع الغامقة الموجودة في الكون.
ويعتقد علماء الفلك أن ثقبا أسود واحدا على الأقل بالغ الكتلة يتواجد في مركز كل من المجرات التي تتصف بكتلة فائقة. ويسمح رصد انحناء الفضاء المحيط بهذه الثقوب السوداء بتوقع أن تكون كتلتها العادية تزيد عن كتلة الشمس بمليون ضعف إلى مليارات عدة من الأضعاف.
وقد استطاع الباحثون في العام الماضي إظهار أن ذلك التمزيق لا يؤدي إلى حدوث وميض في مجالي الإشعاع السيني والمرئي فحسب، بل إلى وقوع الإشعاع في مجال الموجات اللاسلكية أيضا. ودفع هذا الاكتشاف العلماء إلى الاعتقاد بأنه توجد هناك أشياء على مشارف بعيدة من الثقوب السوداء تمتص الأشعة السينية وفوق البنفسجية وتحولها إلى موجات لاسلكية.
وتلخصت فكرة العلماء في أن الثقب الأسود قد يحاط بغلاف كروي من الغبار مبتعد عنه بتريليونات عدة من الكيلومترات. ويمتص هذا الغلاف الكروي المتألف من الغبار الفضائي الأشعة السينية وفوق البنفسجية ثم يبثها تدريجيا خلال عدد من الأشهر وحتى السنين على شكل أشعة تحت حمراء.
ويدل اكتشاف هذا الإشعاع الحراري الذي تزيد شدته عن إشعاع الثقب الأسود عشرة أضعاف على أن معظم الثقوب السوداء الموجودة في مراكز المجرات محاطة بأغلفة كروية من الغبار تبتعد حدودها الخارجية عن الثقوب السوداء بثلاثة تريليونات من الكيلومترات.
ويمكن اعتبار هذه الأغلفة و”الأصداء” التي تولد فيها أداة علمية قيمة ستسمح للباحثين بحساب كميات الطاقة التي تطلق في أثناء تدمير النجمة من قبل الثقب الأسود.