تعتبر الثقوب السوداء من أكثر الأشياء غرابة في كوننا وأقلها فهما بالنسبة لجميع العلماء، بالإضافة إلى كونها مرتبطة بكل شيء تقريبا، وامتصت جهود علماء الفيزياء لعقود.
وبالرغم من غرابة هذه الثقوب السوداء، إلا أن بعض العلماء يتحدثون عن حالة يمكن اعتبارها الأغرب من نوعها حتى هذه اللحظة، وهي الثقوب السوداء “المشحونة”، والتي يعتقد العلماء أنها تحوي على نسخة مصغرة من الكون “مقلوبة رأسا على عقب”.
الثقوب السوداء تنبأ بها العلماء قبل اكتشافها
تشير الدراسات إلى وجود أنواع كثيرة ومختلفة من الثقوب السوداء في الكون، منها يحتوي على شحنات ومنها بلا شحنات، ومنها الدوارة ومنها الثابتة، ومنها التي تحيط بها بعض المواد، ومن المعروف أن أغلب الثقوب السوداء تم التنبؤ بوجودها ثم أثبتت لاحقا، مثل؛ الثقب الأسود الدوار المحاط بالمادة المتساقطة هو ثقب شائع جدًا، لكن لم يلتقط له سوى صورة واحدة.
وتتوفر بعض الأنواع من الثقوب السوداء النظرية التي يؤكد العلماء وجودها، والتي لم يتم التقاط صورة واحدة لها لتثبيت وجودها، لكن لا يزال علماء الفيزياء مهتمين باستكشافها، من خلال الغوص في الأسس الرياضية والفيزيائية التي تشكل بمجملها الكون.
الثقب الأسود المشحون
أحد هذه الثقوب السوداء النظرية التي يتحدث عنها العلماء هو “الثقب الأسود المشحون كهربائيًا” المحاط بنوع معين من نسيج الفضاء المعروفة باسم “anti-de Sitter”.
ويتميز هذا النسيج الفضائي بأن له انحناء هندسي سلبي ثابت، مثل سرج الحصان أي أنه سيكون له ثابت كوني سالب، مما يعني أن أي مادة تميل إلى التكثيف في ثقب أسود، مقابل التوسع المتسارع المعروف الذي يقذف الكون بعيدا.
لكن إلى هذه اللحظة، مساحة سرج الحصان هذه غير موجودة في كوننا، أو لم ترصد بعد، لكن في حال رصد هذه الثقوب السوداء فإنها ستحتوي على هياكل غريبة جدا ومدهشة تستحق الاكتشاف، بما في ذلك هياكل من الزمكان ومناظر طبيعية غريبة وربما أكثر، بحسب مجلة “space” العلمية المتخصصة بالفضاء.
عالم غريب
بحسب العلماء، فإنه بمجرد تجاوز هذه الثقوب السوداء، فإن ما يأتي بعد ذلك هو أمر محير، فقد اكتشف الباحثون أن المناطق الأعمق من الثقب الأسود فائق يمكن أن تتميز بكون متوسع في صورة مصغرة لنها “بشعة” على حد وصفهم، هو مكان يمكن أن يتمدد فيه الفضاء ويتشوه بمعدلات مختلفة في اتجاهات مختلفة.
ونوه الباحثون إلى أن حرارة الثقب الأسود العالية قد تشكل كونا صغيرا، أو “جرم صغير ينطوي به عالما كبيرا” يتكرر بلا نهاية من المقاييس الكبيرة إلى الصغيرة، وبحسب نتائج الدراسات، فإنه من المستحيل تمامًا وصف ما سيكون عليه الأمر عند عبور مثل هذا المشهد الطبيعي في الثقب الأسود، لكنه بالتأكيد سيكون غريبا.
المصدر: سبوتنيك