استقبل الرئيس سعد الحريري عصرا في بيت الوسط وزير الخارجية المصري سامح شكري والوفد المرافق، في حضور الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام والوزير السابق غطاس خوري والمستشار باسم الشاب، وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة في لبنان في اعقاب التفجير الذي استهدف مرفأ بيروت الأسبوع الماضي، واستكملت المباحثات الى مائدة عشاء أقيمت للمناسبة.
بعد الاجتماع تحدث شكري فقال: “التقيت الرئيس سعد الحريري والرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام ونقلت لهم أحر التعازي للشهداء الذين سقطوا في هذا المصاب الأليم في مرفأ بيروت العزيزة. وأود ان انتهز هذه الفرصة لأنقل للشعب اللبناني كله تعازي وتضامن جميع المصريين مع لبنان في مصابه. لبنان بلد عربي عزيز وبيروت قلعة أساسية من قلاع الثقافة والحضارة العربية ولها مكانة في قلب كل مصري ومصرية.
جئت اليوم لأؤكد ان القاهرة تقف مع بيروت وان مصر تضع إمكاناتها كافة بتصرف اللبنانيين ونحن نواصل الجسر الجوي في إطار الدعم الاغاثي الذي نقدمه، ونعمل جاهدين لدعم لبنان على تجاوز التدمير الذي حصل ومساعدته في مرحلة إعادة الاعمار، ونحن على استعداد للمساهمة في تامين الأولويات التي تصب في صالح الشعب اللبناني، وسوف يستمر تواصلنا لتلبية كل الاحتياجات في حدود القدرات المتاحة لدينا”.
أضاف: “كما جئت الى بيروت لأنقل رسالة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتضامن الكامل مع الاشقاء اللبنانيين بكل ما لدى الدولة المصرية من قدرات. وبالإضافة الى الجسر الجوي الذي وجّه به الرئيس السيسي لنقل المساعدات الغذائية والطبية والاطقم الطبية المصرية للبنان والذي بدأ بعد 24 ساعة من الانفجار ولا يزال مستمرا، فان الخبرات المصرية في انشاء وإصلاح الموانئ البحرية حاضرة لمساعدة الاشقاء سواء لإصلاح مرفأ بيروت او لرفع كفاءة الموانئ البحرية الأخرى في طرابلس وصيدا.
كما نقلت لكافة المسؤولين اللبنانيين الذين التقيتهم استعداد مصر لتقديم أي دعم او مساعدة يحتاجها الجانب اللبناني في التحقيقات الجارية او أي من المجالات الفنية الأخرى التي نستطيع ان نساهم بها”.
وتابع: “أؤكد من جديد اننا نتطلع لتحقيق جميع طموحات الشعب اللبناني في الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته ووحدته، وتجاوز التحديات العديدة التي تواجهه وغير المتصلة فقط بالانفجار بل التحديات السياسية والاقتصادية السابقة والمتصلة بجائحة كورونا، وكل ذلك يتطلب بشكل ملحّ تغيير التوجه والارتقاء الى إطار مستحدث وقادر على تلبية متطلبات الشعب اللبناني لمساعدته على مواجهة التحديات على المستويين السياسي والاقتصادي.
نحن نعتز بلبنان كقلعة من قلاع الثقافة العربية ونأمل ان نتجاوز من خلال التضامن العربي والحاضنة العربية للازمة الحالية، ولدينا ثقة كاملة بان الشعب اللبناني يملك القدرة والعزيمة التي تؤهله لتجاوز هذه الازمة وتبوؤ مركزه في قلب العالم العربي كمكون رئيسي في تحقيق امنه القومي، وان لا يتأثر بتجاذبات خارج الإقليم العربي والتي تثقل على كاهله.
مصر تكرس كل إمكاناتها وتتطلع من خلال شركائها الدوليين وتواصلها مع المؤسسات الائتمانية لتوفير المزيد من الدعم للبنان وهذا لن يتأتى بشكل كامل الا من خلال توجّه جديد يعيد الثقة للبنان ولشعبه ويؤهّل لمرحلة جديدة على أسس جديدة تذكي المصلحة اللبنانية وتجعل مصلحة الشعب اللبناني سائدة.
لقد ركزت خلال لقاءاتي اليوم مع العديد من الأقطاب السياسيين على هذه المعاني واتطلع ان يستمر هذا التنسيق والتواصل في ما بيننا واستمرار الدعم الذي نوفره على أساس العلاقة التاريخية التي تربط بين الشعبين المصري واللبناني”.
المصدر: الوكالة الوطنية