في اطار اعتداءاته المتواصلة على البلدان العربية والاسلامية عمد الكيان الصهيوني فجر اليوم الجمعة إلى شن عدوان على مناطق عدة من الجمهورية الاسلامية الايرانية بينها العاصمة طهران مستهدفاً مواقع عسكرية وأماكن سكينة ما اسفر عدد استشهاد عدد من القادة العسكريين والعلماء، إلى جانب مجموعة من المواطنين بينهم نساء وأطفال. وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية عن تضرر أقسام مختلفة من مجمع شهيد أحمدي روشن للإثراء (نطنز) جراء الاعتداءات يجري حالياً تقييم حجم الأضرار التي لحقت بالمجمع. وأظهرت التحقيقات التي أجريت أنه لم يحدث أي تسرب للإشعاع أو التلوث الكيميائي إلى خارج الموقع، وفق منظمة الطاقة الذرية الايرانية.

ومن ثم جدد خلال النهار العدوان مستهدفا موقعا بالقرب من مطار تبريز شمال غربي إيران، بحسب ما أفاد مراسل قناة المنار.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس عن شنّ عدوان جوي على مواقع داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واصفًا الهجوم بأنه “ضربة وقائية” لمواجهة ما أسماه بـ”التهديدات الإيرانية المتصاعدة”.

وفي أعقاب العدوان، أعلن كاتس فرض حالة طوارئ شاملة في الجبهة الداخلية، تسري على الفور في مختلف أنحاء الكيان، في خطوة تعكس حجم القلق الأمني من رد إيراني محتمل. ولفت إلى أن القرار يستند إلى تقديرات عسكرية تشير إلى احتمال تعرض الكيان لهجمات صاروخية وضربات بطائرات مسيّرة خلال الساعات المقبلة.

الإذاعة العبرية الرسمية ذكرت بدورها أنه تم تفعيل حالة الطوارئ العامة، شاملةً فرض حظر على التجمعات، وتعليق الدوام في كافة المدارس والمؤسسات التعليمية، في حين أعلنت قيادة الجبهة الداخلية أن صفارات الإنذار دوّت في مناطق متعددة.

وفي طهران، أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بسماع دوي انفجارات قوية في أنحاء مختلفة من العاصمة.

في المقابل، نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصدرين مطلعين أن سلاح الجو التابع لكيان الاحتلال نفذ عدواناً جوياً على الأراضي الإيرانية، مشيرًا إلى أن طبيعة الأهداف المستهدفة لا تزال غير واضحة حتى الآن.

بالتزامن، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، دعا إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، في ظل استنفار أمني غير مسبوق وترقّب حذر لتطورات الساعات المقبلة.

ونقلت القناة 13 العبرية عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن كيان الاحتلال يستعد لعدة أيام من القتال. وفي السياق ذاته، أفادت إذاعة جيش الاحتلال، نقلاً عن مصدر عسكري، بأن العملية الجوية الإسرائيلية نُفذت في حيّ سكني يقيم فيه كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، دون أن تقدم مزيدًا من التفاصيل حول طبيعة الأهداف أو نتائج الهجوم.

وأضافت الإذاعة أن سلطات الاحتلال قررت إغلاق المجال الجوي فوق الكيان بشكل كامل وحتى إشعار آخر، في خطوة تعكس حجم المخاوف من رد إيراني محتمل في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.

نتنياهو: هدف العدوان هو ضرب النووي الإيراني وسنواصل العملية ما دامت الحاجة قائمة

قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن الهدف من العدوان الذي شنّه الكيان الإسرائيلي على إيران، ليل الخميس – الجمعة، هو إزالة ما وصفه بـ”التهديد الوجودي” الذي تواجهه “إسرائيل”، مشيرًا إلى أن العملية ستستمرّ ما تطلّب الأمر ذلك.

وفي مقطع مصوّر نُشر بعد نحو ساعة من بدء العدوان، أعلن نتنياهو أن جيش الاحتلال استهدف “عددًا كبيرًا من الأهداف في جميع أنحاء إيران”، مضيفًا أن “هدف هذه العملية غير المسبوقة هو الإضرار بالبنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والقدرات العسكرية الإيرانية”.

وأضاف نتنياهو: “هذه العملية ستستمرّ ما دام ذلك ضروريًا، حتى نُكمل مهمتنا ضد الخطر الوجوديّ الذي يحوم فوق رؤوسنا”، لافتًا إلى أن “إيران لا تزال تمتلك قدرات هائلة لإلحاق الضرر بنا، ونحن مستعدون لذلك أيضًا”.

كما توجه نتنياهو إلى المستوطنين بالقول: “أطلب منكم جميعًا التعاون الوثيق في الساعات والأيام المقبلة، نحن بحاجة إلى هذا الصمود نفسه، بل وأكثر؛ الآن وفي الأيام المقبلة”، في إشارة إلى احتمال استمرار التصعيد لعدة أيام.

من جهته، شدّد رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، على أن “الهجوم جاء بعد الوصول إلى نقطة اللاعودة”، في تأكيد على خطورة الموقف ودلالاته الاستراتيجية بالنسبة للكيان.

المصدر: موقع المنار