لا يتوقف ضرر الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة على تعديل الآراء والأفكار بشكل سطحي، بل يمكن أن تؤدي إلى تطورات كارثية وصلت إلى حد إثارة أحداث عنف وهجمات ومشاكل صحية خطيرة. وعندما يتعلق الأمر بفيروس كورونا المستجد، يؤكد الخبراء أن أضرار الشائعات تتجاوز الفيروس نفسه.
وقال موقع “بي بي سي” إن فريقه حقّق في عشرات الحالات التي أثرت فيها الشائعات على صحة وسلامة وحياة من صدقوها.
وبعد أن سمع الزوجان واندا وغاري لينيوس عن هيدروكسي كلوروكين واحتمال فعاليته في علاج كورونا، تجرّع الاثنان مكونات زجاجة قديمة كانت لديهما في بيتهما بسبب تشابه الأسماء، كانت الزجاجة تحوي منظفاً به مادة كيمياوية سامة مختلفة. أدى هذا إلى وفاة غاري وبقاء زوجته في المستشفى، ونقلت “بي بي سي” عن الزوجة تبريرها تصرفهما بأن “ترامب ظل يقول إنه علاج جيد”.
وأشار ترامب إلى أن حقن المطهرات قد تحيد الفيروس قبل التراجع عن هذه الأقوال، لكن مواطنين أخذوا هذا الكلام على محمل الجد. تلقت هيئة مكافحة التسمم مكالمات هاتفية تطلب النصيحة، وقيل إن شخصاً بلع صابونة بعد مؤتمر لترامب، ابتلاع هذا النوع من المواد قد يسبب مشاكل صحية مثل السرطان ونزيف في الجهاز الهضمي.
أدت شائعة تتعلق بكورونا إلى إشعال حرائق واعتداءات، مثل تدمير أكثر من 70 هوائياً خاصاً بشبكات الهواتف بسبب إشاعات حول كون 5G يسبب الفيروس.
وفي إبريل/نيسان، هوجم ثلاثة مسلمين بعنف في حوادث منفصلة في دلهي. وضرب الأشخاص الثلاثة بعد انتشار إشاعات بأن المسلمين ينشرون الفيروس، وادعت مقاطع “واتساب” أن موظفي الرعاية الصحية يأخذون المسلمين الأصحاء ويحقنونهم بالفيروس. وفي بريطانيا ظهرت شائعة تقول إن المرضى غير البيض تُركوا بلا رعاية ليموتوا.
ونقل الموقع عن رئيس الجمعية الملكية للأطباء العامين في بريطانيا، مارتن مارشل، أنه هو وزملاؤه رأوا مرضى أخذوا نصائح مضللة من الإنترنت، مثل حبس النفس كطريقة للفحص، والمشروبات الساخنة لمكافحة الفيروس، بينما كرّر بعضهم ادعاءات ترامب عن المطهرات.
وقال أطباء في نيويورك إن أناساً أصيبوا بالفيروس وماتوا لأنهم يعتقدون أن التباعد الاجتماعي غير فعّال، أو أن فيروس كورونا خدعة ومؤامرة.
المصدر: العربي الجديد