وجد العلماء مؤخرا أن الإشعاعات السينية الخفية، التي كانت قد اعتبروها أثرا لتشتت جسيمات المادة المظلمة وسط مجرة درب التبانة، ناجمة في الحقيقة عن أيونات الكبريت الفاقدة لإكتروناتها.
وقال الباحث (هوسه كريسبو) في معهد الفيزياء النووية الألماني : “اتضح لنا في نهاية المطاف مع الوضوع في الحسبان أخطاء القياسات، أن تبادل الشحنات بين ذرات الكبريت والهيدروجين قد يسلط الضوء على تلك الإشارات الخفية ذات الطاقة 3.47 كيلوألكترون فولط التي عثر عنها منذ عامين.
والمقصود بالأمر هو الإشعاعات السينية الخفية المرسلة بموجات وطاقات غير معروفة سابقا والتي اكتشفها مرصد ” XMM-Newton ” أثناء رصده لوسط مجرة درب التبانة وجارتها مجرة “اندروميدا”.
وكما اتضح فيما بعد فإن هاتين المجرتين و7 مجرات أخرى تضم مادة خفية ترسل إشعاعا سينيا مبعثرا بطاقة 47 كيلوألكترون فولط، لم يلتقطه علماء الفلك أبدا ولا علاقة له بأي عنصر كيميائي آخر. وقد أثار هذا الاكتشاف ضجة في الأوساط العلمية إذ أن هذا الإشعاع السيني الغريب يشبه انبعاث الطاقة أثناء تشتت الجسيمات الثقيلة جدا للمادة المظلمة. ألا أن علماء الفيزياء بدؤوا بعد تلاشي الضجة يشككون في كونه آثرا للمادة المظلمة، لأن تلك الانبعاثات لوحظت في أماكن لا يُفترض أن توجد فيها المادة المظلمة.
وقد طرح كريسبو وزملاؤها فرضية أخرى تفسر نشوء تلك الإِشعاعات السينية ، وذلك بعد دراسة تصرف ذرات وأيونات ذات عدد صغير جدا من الالكترونات.
وأجرى فريق كريسبو تجربة عملية وضعوا فيها مزيجا من الكبريت والهيدروجين داخل مصيدة أيونية خاصة، ثم قاموا بقصفه بواسطة تيار من الالكترونات ذات الطاقة العالية. وبينت أرصاد تلك الأيونات أنها تبدأ بعد تحررها في اختطاف الالكترونات الحرة من ذرات الهيدروجين، الأمر الذي يرافقه انبعاث كميات كبيرة من الطاقة على شكل الإشعاعات السينية التي تبلغ طاقتها 47 كيلوألكترون فولط.
واتضح أن الإشارات الخفية للمادة المظلة تعد في حقيقة الأمر إشعاعات سينية تولدها ذرات الكبريت المؤينة في وسط المجرات.