هناك أدلة متزايدة من الصين ، حيث نشأ الفيروس ، ومن إيطاليا ، الدولة الأوروبية الأولى التي أبلغت عن حالات ، أن المرضى الذين تم تشخيصهم حتى بحالة خفيفة من فيروس كورونا قد يتركون يعانون من مشاكل صحية طويلة الأمد بعد فترة طويلة من ترك الفيروس لأجسادهم.
وقال البروفيسور روبرتو بيدريتي ، رئيس قسم أمراض القلب في المعهد العلمي السريري في بافيا بإيطاليا : “ما نراه في المستشفيات هو قمة جبل الجليد، تركيزنا في الوقت الحالي هو علاج المرضى في المرحلة الحادة لمساعدتهم على التعافي من Covid-19. ولكننا نحتاج أيضًا إلى النظر في التأثيرات الصحية المستقبلية للفيروس”.
واحدة من هذه الأضرار المحتملة على المدى الطويل للرئة ، والتي يخشى البروفيسور بيدريتي من ترك الخدمات الصحية في جميع أنحاء العالم تكافح من أجل مواجهة الأعداد المتزايدة من الناجين من Covid-19 الذين يعانون من إعاقة بسبب انخفاض سعة الرئة ويتطلبون إعادة تأهيل واسعة النطاق لاستعادة نوعية حياتهم .
في الحالات الشديدة ، يتغلغل السارس – (الفيروس الذي يسبب عدوى Covid-19 في الرئتين ، مما يؤدي إلى التهاب الأكياس الهوائية الصغيرة وملئها بالسوائل. هذا يمنع الأكياس الهوائية من القيام بعملها في نقل الأكسجين من الرئتين إلى مجرى الدم وإخراج ثاني أكسيد الكربون.
وقد أبرزت العديد من الدراسات الحديثة الأدلة المتزايدة على أن Covid-19 يسبب التليف. أفادت ورقة بحثية نُشرت في مجلة صينية في مارس (آذار) أن أدلة “واسعة النطاق ” تشير إلى أن” التليف الرئوي” قد يكون أحد المضاعفات الرئيسية [طويلة المدى] لدى مرضى Covid-19 “.
كشفت السلطات الصحية في هونغ كونغ في مارس ( آذار) أنه من بين العشرات من المرضى الذين خرجوا من المستشفى بعد العلاج من مرض Covid-19 الشديد ، لا يزال 25 في المائة يعانون من ضيق في التنفس ، في حين يبقى الشخص “يلهث” عند المشي بسرعة أكبر قليلاً.
يقول الدكتور أوين تسانغ تاك-ين ، المدير الطبي لمركز الأمراض المعدية في مستشفى برينسيس مارجريت في هونغ كونغ ، إنه على الرغم من التعافي الواضح ، “قد يعاني بعض المرضى من انخفاض بنسبة 20 إلى 30 في المائة في وظائف الرئة”.
حذرت المجموعة الاستشارية العلمية البريطانية لحالات الطوارئ من أن مرضى “Covid-19 ” قد يعانون من “التعب الشديد وضيق التنفس لعدة أشهر”.
وتظهر أدلة على أن الفيروس قد يصيب الدماغ في بعض الحالات ، مما يتسبب في النوبات والسكتة الدماغية ، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالكبد والكليتين والقلب والأوعية الدموية.
وأشارت دراسة أخرى من ووهان نُشرت في فبراير (شباط) إلى أنه من بين 36 مريضًا تم نقلهم إلى العناية المركزة ، يعاني 16 (44.4 في المائة) من اضطراب انتظام القلب (عدم انتظام ضربات القلب).
يُعتقد أن مشاكل القلب تحدث نتيجة لفيروس يسبب “عاصفة سيتوكين” ، حيث يتفاعل الجهاز المناعي مع العدوى ، مما يؤدي إلى التهاب عضلة القلب (التهاب عضلة القلب)، ونتيجة لذلك ، يضخ القلب بشكل أضعف ، مما يتسبب في أعراض مثل ضيق التنفس.
يقول الدكتور محمد مجيد ، طبيب القلب في جامعة تكساس: “يمكن أن يؤثر Covid-19 على نظام القلب والأوعية الدموية من خلال مسارات متعددة، وفي الحالات الشديدة ، هناك خطر كبير من الإصابة بالجلطات ، والتي يمكن أن تسبب مشاكل في القلب أو الرئتين وقد تؤدي إلى السكتة الدماغية.
ولكن يبدو أن الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ مع مشاكل في القلب معرضون للخطر بنفس القدر. يقول:” الالتهاب الذي يحدث في القلب لا يقتصر على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو الأوعية الدموية ويمكن أن يحدث مع أي شخص. ومع ذلك ، لا نعرف حتى الآن لماذا يعاني الأشخاص الذين ليس لديهم عوامل خطر بعض الأمراض الشديدة والبعض الآخر لا.”
المصدر: ديلي ميل
