في اليوم الـ21 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بدأت “كتائب القسام” عملية تسليم ثلاثة أسرى صهاينة اليوم السبت إلى الصليب الأحمر في دير البلح وسط قطاع غزة. عملية التسليم هذه تأتي في إطار “الدفعة الخامسة” ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف اطلاق النار، مقابل إفراج العدو الاسرائيلي عن العشرات من الأسرى الفلسطينيين.
وخلال عملية التسليم، قال أحد الأسرى الصهاينة المفرج عنهم إنه “على عائلات الأسرى مواصلة جهودها لإتمام الصفقة”، مطالباً حكومة الاحتلال بأن تسير في مفاوضات المرحلة الثانية. كما دعا إلى إتمام مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، معرباً عن أمله في أن تستمر المفاوضات وأن تنتهي الحرب.
وفي السياق، وصلت سيارات الصليب الأحمر إلى دير البلح وسط قطاع غزة، لتسلّم الأسرى الصهاينة الثلاثة من “كتائب القسام” (الجناح العسكري لحركة حماس). وعن مكان التسليم، لفتت “القناة 12” الاسرائيلية إلى أن “حماس تختار هذه المرة منطقة مأهولة، ربما كإشارة لترامب الذي ادّعى أن القطاع مدمر بالكامل وغير صالح للسكن”. في وقت سبق أن أشارت مصادر فلسطينية إلى أن الاحتلال أطلق النار على طول محور صلاح الدين وسط قطاع غزة.
في حين تستعد مصلحة السجون للإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من سجن كتسيعوت في صحراء النقب”. وقال جيش العدو إن سلاحه الجوي أنهى استعداداته لاستقبال الأسرى العائدين إلى الأراضي المحتلة من القطاع.
تغطية صحفية: مقاومو القســــام ينتشرون بعتادهم العسكري قبيل تسليم أسرى الاحتلال في دير البلح، ضمن صفقة طـــوفان الأحرار. pic.twitter.com/IuVjZIvDQr
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 8, 2025
ووفقًا لمكتب إعلام الأسرى، من المفترض أن يفرج الاحتلال عن 18 أسيرًا من “المؤبدات”، و54 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية، و111 أسيرًا من أسرى القطاع من “غير المتورطين”، بحسب توصيف العدو، بأحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وبحسب القائمة التي نُشرت مساء أمس، فإن 7 من الأسرى سيتم إبعادهم خارج فلسطين. وينتمي 38 من المشمولين بالدفعة الخامسة لحركة حماس، و30 لحركة فتح، وواحد لحركة الجهاد الإسلامي، و3 لا ينتمون لتنظيمات.
قائمة الأسرى الذين سيُفرج عنهم غدًا ضمن الدفعة الخامسة من صفقة “طوفان الأحرار”. pic.twitter.com/PddbiDNjT9
— فلسطين بوست (@PalpostN) February 7, 2025
الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أعلن مساء أمس الجمعة أسماء الأسرى الصهاينة الثلاث المزمع الإفراج عنهم، وهم: إلياهو داتسون يوسف شرابي، أور أبراهم ليشها ليفي، أوهاد بن عامي.
يُذكر أنه في الدفعات الأربع السابقة، جرى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وسط حشد عسكري لـ”كتائب القسام” (الجناح العسكري لحركة حماس) وفصائل مقاومة أخرى، مما أثار امتعاض حكومة العدو الإسرائيلي.
وفي هذه الدفعات الأربع، جرى تبادل 13 أسيراً إسرائيلياً مقابل 586 أسيراً فلسطينياً أُبعد العشرات منهم للخارج.
وكما في الدفعات السابقة، حذر العدو أهالي الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم اليوم، من الاحتفال بخروج ذويهم من الأسر. وفي هذا الاطار، قامت قوات الاحتلال باستدعاء أهالي الأسرى المقدسيين المدرجة أسماؤهم بقائمة الدفعة الخامسة من صفقة التبادل للتحقيق في مركز شرطة “المسكوبية “، وذلك كدليل على مدى تأثير مظاهر احتفال وانتصار وصمود الفلسطنيين على معنويات الرأي العام لدى كيان الاحتلال.
وقبل ساعات من بدء عملية التبادل الجديدة، اقتحمت قوات الاحتلال منازل أسرى سيُفرَج عنهم اليوم، وذلك خلال اقتحامها مدنا وبلدات في الضفة الغربية والقدس.
مفاوضات المرحلة الثانية من وقف اطلاق النار
في غضون ذلك، ينتظر أن يتوجه وفد العدو المفاوض اليوم السبت إلى العاصمة القطرية الدوحة لبحث اكتمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، حسب وسائل إعلام العدو. ومن جانبها، أكدت “حماس” أمس التزامها بتطبيق الاتفاق لتحقيق مصالح الفلسطينيين، وقالت إن “الاحتلال لا يزال يماطل في تنفيذ البروتوكول الإنساني، خاصة ما يتعلق بالإيواء والخيام ومعدات رفع الأنقاض والوقود ومتطلبات الترميم”.
وحذرت حماس من أن “عدم إدخال المعدات إلى غزة سيجعل من غير الممكن انتشال الأسرى الإسرائيليين القتلى من تحت ركام المباني المدمرة”.
وعلى الجانب الآخر، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مصادر قريبة من رئيس الوزراء أن الجيش “لن ينسحب من محور فيلادلفيا على الحدود الفلسطينية المصرية في اليوم الـ42 من الاتفاق بمرحلته الأولى، ما لم يتم التوصل إلى تفاهم مع حماس بشأن تفكيك سيطرتها على غزة، كما هو مقرر في المرحلة الثانية”، حسب تعبير مصادر الصهاينة. ونقلت القناة نفسها عن مصادر أن “هذا الشرط قد يعرقل تنفيذ الاتفاق، ويهدد ليس المرحلة الثانية فقط بل المرحلة الأولى أيضا”.
وقال نتنياهو أمس، في مقابلة مع القناة الـ14 الإسرائيلية، إن “المرحلة الثانية من اتفاق غزة ستكون أكثر تعقيدا لكنه متفائل بتحقيقها”، مضيفاً أن هدفه هو “الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات لدى حماس”، حسب زعمه.
وفي المقابلة نفسها علّق نتنياهو على سؤال عن “مطلب السعودية إقامة دولة فلسطينية كشرط لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل””، قائلاً “كانت هناك دولة فلسطينية، أطلقوا عليها اسم غزة. وغزة بقيادة حماس كانت دولة فلسطينية، وانظر ماذا حصلنا عليه. وإقامة دولة فلسطينية بعد السابع من أكتوبر هي جائزة ضخمة للإرهاب. انتصار كبير ليس فقط لحماس، بل لإيران. وهزيمة كبيرة لنا ولشركائنا”، حسب تعبير رئيس وزراء الاحتلال.
وعادةً ما يرأس رئيس “الموساد” ديفيد برنيع الوفد الإسرائيلي إلى المفاوضات، إلا أن إرسال وفد برتبة أدنى قد يشير إلى رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تأجيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً في ظلّ ما نقله موقع “والاه” العبري، عن مصادر أميركية وإسرائيلية من أن نتنياهو عرض خلال زيارته إلى واشنطن خطته لمواصلة تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، مقترحاً “تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق”. وقال مسؤول إسرائيلي للموقع، إنه “في حال عدم موافقة حماس على عدم السيطرة على غزة، فلن تنسحب “إسرائيل” من محور فيلادلفيا”.
من جانبها، دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو إلى استكمال صفقة التبادل لإطلاق جميع الأسرى، مشيرة إلى أنه لا يزال هناك 79 أسيراً في غزة. يأتي ذلك عقب زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإعلان الأخير عن خطة لاستيلاء بلاده على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين، مما أثار غبطة عارمة في أوساط الكيان إذ أوعز وزير الحرب يسرائيل كاتس لجيشه بالبدء بتحضيرات لما أسماه “هجرة طوعية” للفلسطينيين، فيما شككت أوساط اسرائيلية وأميركية بإمكانية تطبيق خطة ترامب التي وصفت بـ “محض خيال”، بحسب رئيس وزراء العدو الأسبق ايهودا باراك.
المصدر: مواقع إخبارية