توصلت مجموعة من العلماء من أمريكا وجنوب أفريقيا إلى الأسباب التي تحدد شكل المجرى العملاقة “إكس” التي تبعد عن الكرة الأرضية حوالي 800 مليون سنة ضوئية.
ومن خلال صورة التقطها المرصد الراديوي الجنوب أفريقي “ميركات”(MeerKAT) الموجود شمالي العاصمة كيب تاون، والذي يتكوّن من 36 طبقا لاقطا، تمكن العلماء من فهم سرّ الشكل العجيب الذي تتخذه هذه المجرة في السماء.
وتوصف المجرة “إكس” بأنها من المجرات الراديوية، وهي تتميز بإطلاق نفاثات إشعاعية قوية في نطاق موجات الراديو من الطيف الكهرومغناطيسي.
مجرتنا (درب التبانة) تطلق أيضا نفاثات راديوية شبيهة، لكنها أقل كثافة من النفاثات الراديوية للمجرة “إكس” بفارق شاسع، بحسب ما نقله موقع “عمون”.
ويعد السبب الرئيسي لانطلاق تلك النفاثات الراديوية من المجرات هو الثقوب السوداء العملاقة الموجودة في مركزها، حيث تزدحم المادة بكثافة هائلة للدخول إلى الثقب الأسود، ويتسبب ذلك في انطلاق أشعة ذات سرعة قريبة من سرعة الضوء من أعلى وأسفل الثقب الأسود، مما يصنع زوجا من النفاثات العالية الطاقة.
ومنذ اكتشافها قبل ستة عقود، شكلت المجرة الراديوية “إكس” سرا ألهب حماس العديد من الفرق البحثية.
وتتخذ المجرة “إكس” شكل الحرف X في الإنجليزي، وتحتوي على زوجين من النفاثات الراديوية، لا زوجا واحدا كما هو معتاد في هذا النوع من المجرات: الأول طويل يصنع شكل حرف X، والثاني صغير جدا يصنع فقاعتين صغيرتين حول المجرة.
وتراوحت الفرضيات السابقة التي شرحت ظاهرة هذه المجرة، بين كون المجرة تحتوي على ثقبين أسودين معا في مركزها يطلق كل منهما زوجا من النفاثات، أو أن الثقب الأسود في مركز المجرة قد عكس اتجاهه بشكل ما فأنشأ نفاثات راديوية جديدة إلى جوار القديمة الآخذة في التلاشي.
لكن العلماء في الاكتشاف الجديد، ومن خلال “ميركات”، توصلوا لفرضية جديدة، وهي أن جزءا صغيرا من مادة النفاثات الراديوية الضخمة المنطلقة من الثقب الأسود، قد تراجع مع الزمن بسبب جاذبية المجرة له، فصنع فصين صغيرين حولها تاركا البقية لتنطلق في الفضاء بين المجرّي.
وسيدخل هذا الاكتشاف كفاعل رئيس في مشروع هائل يسمى “خارطة تطور الكون” (EMU)، سيعمل خلاله المرصد الجنوب أفريقي على فحص 70 مليون مجرة راديوية، بهدف رسم أدق سيناريو ممكن لتطور الكون منذ لحظة الانفجار العظيم.
المصدر: سبوتنيك