في الوقت الذي أصبح فيه السفر لمسافة تبعد أكثر من كيلومترين مجرد حلم بعيد عن متناول الملايين من الأشخاص حول العالم، ليس من المستغرب أن الموقف غير مناسب للمضي قدماً في خدمة رحلة الطيران بدون توقف بين لندن وسيدني، تستمر لـ19 ساعة.
وحطمت شركة طيران “كانتاس” الأسترالية رقمين قياسيين عالميين في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي برحلتها التجريبية “GF789″، والتي أصبحت أطول رحلة ركاب في العالم من قبل شركة تجارية من ناحيتين، وهما: المسافة، إذ وصلت إلى 17 ألف و800 كيلومتر، ومدة الرحلة التي وصلت إلى 19 ساعة و19 دقيقة.
وكانت الرحلة جزءاً من خطة طموحة لشركة “كانتاس” تُدعى “Project Sunrise “، والتي تضمنت أيضاً خدمات بدون توقف بين مدينتي نيويورك وسيدني. وبدا العالم على استعداد للدخول في جيل جديد من الرحلات الطويلة المدى بشكل فائق.
وكان من المتوقع أن تعلن الشركة في الأسابيع القليلة قرارها حول ما إذا كانت ستمضي قدماً في الخدمات التي تقدمها، ولكن، عرقل ظهور فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” خططها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة طيران “كانتاس”، آلان جويس، في اتصال مع صحفيين في 5 مايو/أيار عبر تصريحات أكدتها الشركة لـCNN: “لدى مشروع Sunrise إمكانات هائلة، ولكن الوقت ليس مناسب نظراً لتأثير كوفيد-19 على السفر حول العالم”.
وكانت “كانتاس” تأمل في جعل المسار الجديد جزءاً من جدولها المنتظم بحلول عام 2023.
وفي ديسمبر/كانون الأول، أُعلن أن شركة الطيران اختارت “إيرباص” كشريك لها في هذه المسارات، وأنها تقوم بصياغة صفقة تشمل 12 طائرة معدلة من طراز “A350”.
وقال جويس في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرج”: “من الواضح أننا نتحدث لإيرباص بشأن الطائرات من طراز 350″، ثم أضاف: “بينما نحن في مرحلة التعافي من كوفيد-19، ليس من المناسب لنا وضع طلب لهذا العدد الكبير من الطائرات”.
وعلّقت الشركة جميع رحلاتها الدولية حالياً، إضافة إلى رحلات شركتها الفرعية “Jetstar، ومعاً، أوقفت الشركتان عمل أكثر من 150 طائرة. وتحتفل “كانتاس” بالذكرى المائة لإنشاء الشركة في عام 2020.
وكان الهدف الأساسي للشركة خدمة منطقة شمال أستراليا التي تتمتع بكثافة سكانية منخفضة، وكانت طائرتها الأولى عبارة عن ناقلة جوية من طراز “Avro 504″، وهي طائرة ذات سطحين سبقت الحرب العالمية الأولى، وكانت لها القدرة على استيعاب طيّار، وراكب واحد.
المصدر: سي ان ان