حسب بيانات موقع “وورلد ميتيرز” فقد تعافى أكثر من 447 ألف شخص من فيروس كورونا حتى الآن، لكن ماذا نعلم عن شفاء المصابين ورحلتهم إلى التعافي.
وقال مدير تعليم علم الأوبئة في جامعة إنديانا الأمريكية، توم دوسينسكي: “في نهاية المطاف، إذا سار كل شيء على ما يرام، فإن جهاز المناعة سيقضي تمامًا على الفيروس، والشفاء يعني أن الشخص الذي أصيب بالفيروس نجا منه بدون آثار صحية أو مشاكل طويلة الأمد”، بحسب ما نقلته “سيانس أليرت”.
تأثير المرض بعد التعافي
لكن لدى العلماء العديد من الشكوك حول كيف سيؤثر المرض على المتعافين على المدى الطويل أو كم من الوقت سيبقون محصنين، كما أن عدد المتعافين غير معروف بشكل دقيق، ويمكن أن يكون في الحقيقة أكبر بكثير.
في هذا الصدد قال المتحدث باسم الجامعة، دوغلاس دونوفان: “حالات التعافي خارج الصين هي تقديرات على مستوى الدولة تستند إلى تقارير وسائل الإعلام المحلية، وقد تكون أقل بكثير من العدد الحقيقي”.
تطور المرض
كما لا يتم ضم العديد من حالات الإصابات الخفيفة أو الأشخاص التي لا تظهر عليهم الأعراض فهم على الأغلب لا يخضعون لاختبار الكشف عن الفيروس فيركز الأطباء على الإصابات الشديدة والأكثر خطورة.
حيث أشار المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور مايك رايان، في مؤتمر صحفي في مارس/آذار: “إن التعافي من هذا المرض يستغرق ستة أسابيع. يمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض شديد للغاية أن يستغرقوا شهورا للشفاء من المرض”.
الحاجة إلى جهاز التنفس الاصطناعي
أما المرضى الذين يحتاجون إلى جهاز تنفس اصطناعي فيستغرق شفاؤهم وقتا أطول، وقال الأستاذ في المركز الطبي بجامعة واشنطن، الدكتور راندال كورتيز: “إن ما نراه لدى المرضى الذين ينتهي بهم الأمر إلى أجهزة التنفس الصناعي، هو أنهم غالبا ما يحتاجون إليها لعدة أسابيع. وبعد ذلك، غالبا ما يظلون في وحدة العناية المركزة لعدة أيام، ثم يعودون إلى غرف العناية العادية لأسبوع أو نحو ذلك لاستعادة قوتهم”.
ووفقا لبيانات هيئة مستشفى هونغ كونغ في مارس/آذار، ضمن مجموعة من 12 مريضا تم شفاؤهم، أظهر 2 إلى 3 مرضى انخفاضا في سعة الرئة… وكان هؤلاء المرضى القلائل يلهثون للحصول على الهواء عندما كانوا يمشون، وفقا لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ”.
وقال الخبراء، إن بعض المصابين بالتهاب الرئة الحاد قد لا يستعيدون وظائف الرئة الكاملة.
تطوير الجسم للأجسام المضادة
ويطوّر الأشخاص المصابون أجساما مضادة يمكنها محاربة فيروس كورونا، في حال واجهوه مرة أخرى، ما يجعلهم محصنين، ولكن من غير الواضح إلى متى تستمر الحماية.
ويقوم الخبراء الأمريكيون في الوقت الحالي نقوم بأخذ عينات الدم وفحصها للبحث عن الأجسام المضادة الطبيعية التي يشكلها الجسم لمحاربة الفيروس، وكميتها في الدم، والتي يمكن أن تعطي الكثير من المعلومات حول إصابة المريض بفيروس كورونا المستجد.
من جهة أخرى أكد مسؤولو منظمة الصحة العالمية، يوم أمس الاثنين، أن الأشخاص المتعافين من الإصابة بفيروس كورونا ليس بالضرورة أن يكتسبوا أجسامًا مضادة لمكافحة العدوى مرة ثانية، مما يثير القلق من أن المرضى قد لا يطورون مناعة بعد التعافي من “كوفيد 19”.
كيف تعلم أنك قد تعافيت
وحسب إرشادات مركز السيطرة على الأمراض يعتمد الشفاء من الفيروس على ثلاثة شروط، لم تعان من الحمى لمدة 72 ساعة على الأقل (بدون أدوية خفض الحمى)، وأعراضك الأخرى (مثل ضيق التنفس أو السعال) تحسنت، ومرت 7 أيام على الأقل منذ ظهور الأعراض.
وفي حال خضعت للاختبار، فأنت بحاجة إلى أن يكون سلبيا مرتين، بفارق 24 ساعة، قبل ترك العزلة. ويجب إجراء هذه الفحوصات بعد عدم الإصابة بالحمى (بدون أدوية خفض الحمى) وبعد تحسن الأعراض الأخرى.
وينبغي تقليل الاتصال بالآخرين إلى الحد الأدنى، وكذلك تطهير جميع الأسطح والملابس والأشياء التي لمستها.
المصدر: سبوتنيك