يحلو للبعض الحديث عن “معجزة” ألمانية ما في التعامل مع جائحة كورونا، ما جعل عدد الوفيات فيها منخفضا نسبيا، مقارنة بغيرها من الدول التي تفشى فيها الوباء. مهلاً! صرح رئيس معهد روبرت كوخ الحكومي الألماني، لوتر فيلر، وقال إن “نسبة الوفيات في ألمانيا لم يتم تقديرها بشكل صحيح. عدد الوفيات بالفيروس أكثر، على الأرجح، من الأرقام الرسمية”، حسب ما نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “بيلد” الواسعة الانتشار يوم الثلاثاء (السابع من نيسان/أبريل).
وأرجع لوتر فيلر السبب إلى أن الفيروس يختفي من الجسم بسرعة بعد الموت، ما يجعل التشخيص غير ممكن.
ومن جهتها، كتبت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن بعضاً ممن يداهمهم الموت في بيوتهم أو في مأوي العجزة لا يتم فحصهم لتبيان إصابتهم بكورونا من عدمه. كما يرى بعض العاملين في الملف في الولايات المتحدة أن فحص الموتى هو تضييع لموارد، الأحياء أحق بها.
ويذهب الباحثون، الذين يحللون نسبة الوفيات بالإنفلونزا وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي، إلى أن جزءاً ممن يموتون بأمراض تشبه أعراضها أعراض كورونا تدخل في الإحصاءات.
في إيطاليا قال عمدة مدينة نيمبرو ن عدد المتوفين بكورونا بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس هو 158 حالة، بينما كان قد أعلن سابقاً أن العدد 131. وفي فرنسا أخذت السلطات منذ بداية الأسبوع المنصرم تدخل الموتى في دور المسنين في الإحصاءات الرسمية، ما رفع عدد حالات الوفاة بالفيروس. وبلغ عدد الموتى من تلك الفئة لوحدها 2000 حالة.
في الصين لم تكتفِ السلطات الحاكمة بإخفاء حقيقية تفشي الوباء في ووهان فترة من الزمن، بل يعتقد أن عدد الوفيات أكبر من المعلن عنه، وهو 2500. هذا في حين يقدره بعض المحللين بـ 40000.
علمتنا جوائح سابقة أن الأرقام المعلن عنها للوفيات في وقت حدوثها مضللة في غالبها. في 2009 أحصت منظمة الصحة العالمية عدد الموتى بإنفلونزا الخنازير بـ 18631، بينما يذهب فريق من الباحثين الأميركيين في “مركز مكافحة الأمراض” الحكوميCDC إلى أن الرقم الحقيقية كان أكثر بـ 15 ضعفاً.
المصدر: dw.com