أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة، أنه من المهم توحيد جميع الجهود لتجنب التصعيد في سوريا. وقال لافروف بعد محادثات مع وزير خارجية لوكسمبورغ ” أود أن أؤيد ما قاله وزير خارجية لكسمبرغ جان أسيلبورنعن ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف الخارجية، والتعاون من أجل تخفيف حدة التوترات، بل وعلى نحو أفضل إلى منع أي أزمات. وهذا ما ركزنا عليه في الحوار مع زملائنا من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ومع الولايات المتحدة على خط العلاقات الثنائية”.
وتابع وزير الخارجية بالقول “من المهم أن يتجلى هذا الفهم للحاجة إلى التعاون في جميع المراحل، ليس فقط عندما تكون العاصفة قد اندلعت بالفعل”. وأضاف وزير الخارجيّة الروسي “ينبغي أن يسترشد شركاؤنا الغربيّون بالطبع بمصالح كلّ اللاعبين المشاركين في هذا النزاع أو ذاك، وليس فقط بمصالحهم الجيوسياسية”.
وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن اعتقاده بأن ما يحدث لا يندرج تحت أي مادة من ميثاق حلف الشمال الأطلسي( الناتو). وقال لافروف ” المادة الخامسة تنص على أن الهجوم على إحدى دول الحلف وكما مكتوب فيه “في أوروبا أو أميركا الشمالية”، يستدعي التدخل، أي دخول آلية المشاورات واجراءات الرد حيز التنفيذ”، مضيفاً “لا أعتقد أنه ما يحدث الآن في سوريا، يندرج تحت أي مادة ضمن تلك اتفاقات واشنطن، التي ثبتت النهج الدفاعي الحصري لحلف الناتو، وتفترض إجراءات ردا على هجوم على أي عضو حلف الناتو”.
هذا أكد وزير الخارجية الروسي أنه “لا حلول وسط مع الأرهابيين في سوريا”، مشددا على ضرورة تطبيق الاتفاقات المبرمة بشأن إدلب. وقال لافروف خلال مؤتمره الصحفي إن موسكو “تبقى ملتزمة بما اتفق عليه رئيسا روسيا وتركيا بشأن إدلب، بما في ذلك فصل المعارضة عن الإرهابيين، وأن المشكلة تكمن في ترجمة الاتفاق حول إدلب على أرض الواقع”. وفيما يتعلق بسقوط ضحايا بين الجنود الأتراك في إدلب السورية جراء قصف للجيش السوري أمس الخميس، أكد لافروف أن وزارة الدفاع الروسية لم تتلق معلومات من تركيا حول وجود عسكرييها بالمنطقة المستهدفة. وأضاف أن تطبيق الاتفاقات بشأن إدلب كان يمكن أن يضمن عدم سقوط قتلى من الجيش التركي بسوريا. وأعرب لافروف عن تعازي موسكو بمقتل الجنود الأتراك، وأكد استعداد الجانب الروسي لمواصلة التنسيق مع تركيا في إدلب، معتبراً أنه ليس هناك مشاكل مستعصية تواجه عملية أستانا للتسوية في سوريا.
وأكد لافروف أن “الاتصالات بين روسيا وتركيا مستمرة على مختلف المستويات”، كاشفاً أن وفدي البلدين اللذين أجريا مباحثات في أنقرة يومي الأربعاء والخميس، قد اتفقا على مواصلتها الجمعة أيضا. وحذر لافروف الدول الغربية من مغبة تبييض وجه الإرهابيين من “هيئة تحرير الشام”، باعتبار ذلك “تكرارا لأخطاء الغرب السابقة والمتمثلة في الاعتماد على جماعات إرهابية لتحقيق مصالحها الجيوسياسية في سوريا”.
من جانبه، تطرق أسيلبورن إلى تقارير عن توجه تركيا لفتح حدودها أمام تدفق المهاجرين إلى أوروبا، مشيرا إلى أن قرار أنقرة هذا لم يكن مفاجئا، وأضاف أن سوريا تعيش مرحلة انعطاف هامة جدا، وهذه المرة يجب أن تضطلع الأمم المتحدة وليس أوروبا، بحل مشكلة اللاجئين والنازحين السوريين وتحسين أوضاعهم الإنسانية.
المصدر: سبوتنيك