قالت كلارا غريما، الأستاذة الجامعية الإسبانية في علوم الرياضيات، إن الأطفال يكتسبون كره الرياضيات قبل دراستها، لأن هذا الموقف منتشر في كل مكان حولهم.
فقد انتشر التباهي بعدم القدرة على استيعاب الرياضيات أو العمل بها بين المشاهير على شاشات التلفزيون وبين بعض نجوم موقع يوتيوب، الأمر الذي خفّض، رويداً رويداً، من اهتمام وحب الناس للرياضيات، بحسب ما تقول لـ”بي بي سي”.
وأضافت أن “الشيء الجميل في الرياضيات هو التفكير، والقيام بشيء لا تعرف الآلات كيفية القيام به”، مشيرة إلى أنها “لعبة وعليك فقط تعلم قواعدها ولعبها”.
وتابعت “في مرحلة الطفولة كنت أحب أن أكون فيلسوفة لأنني كنت أهوى الكتابة. إلا أن أستاذي في مادة الفلسفة، نصحني بدراسة الرياضيات، لسببين، وهما أنني كنت جيدة فيها أيضا، فضلا عن إمكانية حصولي على وظيفة بشكل أسرع في المستقبل”.
“لقد كان محقا، وكان أول درس تعلمته في الرياضيات هو التواضع؛ إذ طمرت كبريائي وغروري في الوحل بطريقة قاسية، لأنه تبين لي أنني لم أكن جيدة، كما توهمت، ثم اكتشفت جمال الرياضيات، وتعلمت النظر إلى العالم بطريقة مختلفة”.
وقالت “بالنسبة لي، الغسالة تغسل بشكل أفضل مما أستطيع، والسيارة تسير بسرعات لن أحققها إطلاقاً، والآلة الحاسبة تعمل أسرع مني في الحساب. فأنا أحمل درجة الدكتوراه في الرياضيات، ولا يمكنني تقسيم عدد مكون من ثلاثة أرقام أو حساب الجذر التربيعي في ذهني”.
وتضيف “عندما أقول إنني باحثة رياضية، يقولون لي: ما الذي يمكنك أن تكتشفيه؟ فنحن نعلم أن 2+2=4، ولكني أرى أن هناك العديد من الأشياء التي يمكن اكتشافها، لأن الرياضيات تتجاوز عمليات الحساب، ففي الواقع، لا نزال نفتقر لاكتشاف المزيد، فكل اكتشاف يفتح أمامنا أبواباً لاكتشافات أخرى، وما وراء الباب عبارة عن ممر ضخم طويل لا نهاية له، مليء بالأبواب الموصدة، التي يجب فتحها لأن المعرفة تتسع.
المصدر: سبوتنك