قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن الفحوصات الطبية التي خضع لها عمال مناجم الذهب في مدينة لارينكونادا جنوب شرق بيرو -أعلى مدينة في العالم- بينت أن أجسامهم قد وصلت إلى أقصى درجات التحمل، وأنها بلغت درجة مخيفة من شأنها أن تدخلهم إلى غرفة الطوارئ.
وأوضحت الصحيفة أن حجم كريات الدم تكون أكبر بنحو 80% من الوضع العادي لدى الأشخاص الذين يعملون على ارتفاع 5300 متر فوق مستوى سطح البحر، وأن لديهم ثمانية ليترات من الدم بدل خمسة المعتادة وأن الأوعية الدموية والبطين الأيمن لديهم متسعان على الدوام.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الظروف الجسدية تظهر نتيجة نقص الأكسجين الذي يكون أقل بنسبة 50% في الأعلى منه على مستوى سطح البحر، مما يدفع جميع من يعيشون في الأعالي إلى تحمل أقصى حدود قدرات الجسم البشري حتى إن لم يشعر جميعهم بالمرض.
وكان فريق من 12 عالما يترأسه صامويل فيرجيس من مختبر نقص الأكسجة وعلم وظائف الأعضاء قد وضع مختبرا لفحوص الدم والتنفس والوراثة في لارينكونادا، تلك المدينة الشبح التي ولدت من الهجرة الجماعية بحثا عن الذهب، حيث يعيش أكثر من خمسين ألف شخص دون مياه جارية أو صرف صحي أو أطباء.
وأراد الباحثون بهذه الفحوص فهم أسباب اقتصار ظهور أمراض الجبال المزمن -متلازمة تجمع بين عدة أعراض مثل الصداع وضيق التنفس والخفقان والتهاب المفاصل وطنين الأذن واضطراب النوم واضطرابات الأوعية الدموية- على ربع سكان هذه المناطق، في وقت يعتقد فيه أن الحياة البشرية الدائمة فيها مستحيلة.
المصدر: لوموند