تعود الحياة إلى حالتها الطبيعية تدريجياً في مدينة الحسكة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين السلطات الرسمية الحكومية وقوات “الأسايش” الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني وذلك في إطار حرص الدولة السورية على تغليب لغة العقل والحوار ومنع وقوع أي ضحايا بين المواطنين في الحسكة.
وأفاد مراسل سانا في الحسكة بأن خرق قوات “الأسايش” لاتفاق وقف إطلاق النار لم يمنع الأهالي من العودة إلى أعمالهم وحياتهم الاعتيادية حيث شهدت الاسواق بعد ظهر اليوم حركة ونشاطاً مقبولاً.
وذكر مصدر أمني في محافظة الحسكة لـ سانا أن قوات “الأسايش” خرقت بعد ظهر اليوم اتفاق وقف إطلاق النار حيث أطلقت نيران قناصتها على أحد عناصر قوى الأمن الداخلي في الحي العسكري المتاخم للسوق المركزي من الجهة الغربية ما أدى إلى استشهاده على الفور.
وكانت السلطات الحكومية الرسمية توصلت أول من أمس لاتفاق تهدئة مبدئي في مدينة الحسكة مع قوات “الأسايش” التي قامت بخرق الاتفاق بعد أقل من 10 ساعات على التوصل إليه وعادت إلى أعمالها الاجرامية بالاعتداء على الأحياء السكنية والمؤسسات الخدمية.
وذكر المراسل أنه لم يتم حتى الآن تنفيذ جميع بنود الاتفاق وأن العمل جار الآن لإنجاز الترتيبات النهائية اللازمة لإعادة فتح الطرق وتبادل جثامين الشهداء والجرحى ونقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج وإعداد لوائح بأسماء المفقودين ليصار إلى تنفيذها في وقت لاحق غداً. وتحافظ وحدات من القوات المسلحة السورية وقوى الأمن الداخلي على تواجدها في المدينة لحماية المواطنين وتوفير الخدمات اليومية لهم.
وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه اليوم البدء بتسليم الجرحى وجثامين الشهداء وتبادل الأسرى عند الساعة التاسعة من صباح اليوم وفتح طريق الحسكة القامشلي والطرق المؤدية إلى أماكن تمركز الجيش والقوات المسلحة للجمهورية العربية السورية داخل المدينة وخارجها وفتح جميع الطرق في المدينة واستمرار العمل والمساعدة بخصوص حل المشكلة الكردية والبدء بمناقشة أحوال الموظفين المسرحين من عملهم في الدوائر الحكومية.
وقامت قوات “الأسايش” الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني بداية الأسبوع الماضي بالاعتداء على مؤسسات الدولة وإشاعة حالة من الفوضى في الحسكة الأمر الذى استدعى رداً مناسباً من قبل الجيش العربي السوري باستهداف مصادر إطلاق النيران وتجمعات العناصر المسلحة المسؤولة عن هذه الأعمال الإجرامية بهدف منع تفجر الوضع في الحسكة حفاظاً على وحدة أراضي سورية وسلامة وأمن مواطنيها أينما كانوا.
وعلى مدى الأشهر الماضية وحفاظاً على استقرار مدينة الحسكة وأرواح وممتلكات المواطنين عملت المؤسسات الحكومية والاجهزة الأمنية ووحدات الجيش العربي السوري في المدينة على تجنيب المدينة أي اقتتال ولكن الارتباط الخارجي لقوات “الاسايش” وعلاقاتهم مع قوات التحالف الأمريكي دفعهم لمواصلة محاولتهم فرض سيطرتهم على مدينة الحسكة.
المصدر: وكالة سانا