كانت صور المدينة الجنوبية على موعد مع الشعر الجميل مع التميّز والتمايز والحضور اللافت لعديد من الشعراء والادباء والمهتمين بالشعر حيث وقّع الشاعران حسن حجازي وخليل عاصي مجموعتيهما الشعرية .
“تفاحة أخرى لحواء” للشاعر حسن حجازي واسقاطاته الابداعية الخاصة التي تنهل مفرداتها الرشيقة من التفاصيل الحياتية المعاشة .
المجموعة الثانية “لو أن الضوء ينام” للشاعر خليل عاصي الذي تشعر معه أنك تعيش داخل السؤال وليس يجول حولك إلا علامات التعجب والاستفهام والفضاء المفتوح الذي ما إن تخرج منه حتى تدخل في فضاء سؤال آخر .
يقول الناقد والشاعر العربي عبد القادر الحصني في كلمته التي القاها بالمناسبة عينها أنّ كلا الشاعرين يعيش عذابه الخاص فالشاعر حسن حجازي معذب حياتيا لذلك نراه يعالج هموم الحياة بسلاسة مأنوسة أما الشاعر خليل عاصي فمعذب فلسفيا وفكريا فهو شاعر مفكر تشغله الاسئلة وقضايا الوجود والانسان لذلك نرى عمقاً وبعدا في الرؤية في شعره كما أنهما مختلفان عن غيرهما بتموضعهما في الوسط بين رمزية لا تجد طريق اذن الى المتلقي وبين اهتمام بفنية اللغة وتراكيبها بعيدا عن المعالجة والمضمون والشعرية.
وختم الحصني قائلا إن الشاعرين عاصي وحجازي يعتبران من طليعة شعراء اليوم في العالم العربي
و أعتقد أنه لو تترجم هاتان المجموعتان الى لغات العالم لأخذت موقعا مهما في الادب الانساني والجمالي.
أما الشاعر باسم عباس رئيس المنطقة التربوية في الجنوب وممثل الحركة الثقافية فقدم دراسة نقدية مهمة حول المجموعتين واستعرض لأهم الصور والاشارات معتمدا على المنهج السيميائي البنيوي كالعلاقة بين تكرر وورود بعض المفردات وربطها بواقع الشاعر وبيئته.
وكانت كلمة رئيس الملتقى الثقافي اللبناني ونائب رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين الشاعر الشيخ فضل مخدر وجدانية أدبية لافته ومعبرة تشي بما يكنّه من حب لهذين الشاعرين وبإيمانه بهما.
كما تألقت الشاعرة أسيل سقلاوي في تقديم الحفل واضافة اليه جمالا حيث أنها حاكت كنزة لكل كلمة في الحفل مشغولة بحبكة خاصة لا تشير الا عليها.
بعد ذلك وقع الشاعران مجموعتيهما الشعرية بجو من الالفة وبحضور الأهل والاصدقاء والمهتمين .
المصدر: موقع المنار