ترددت شائعات على مدار أشهر عديدة حول وجود قطار ألماني يعود لحقبة الحرب العالمية الثانية مدفون تحت الأرض غيَّر مدينة بولندية وضواحيها وجعل المواطنين في حالة تحفز مستمر حول إمكانية العثور على أكبر اكتشاف في التاريخ الحديث.
منذ عام تقريباً وسكان منطقة والبرزيش في محافظة سيليزيا السفلى البولندية في توتر مستمر. السبب هو خبر بدء مؤرخين هاويين في التنقيب عن “قطار الكنز النازي” المدرع، الذي فقد إبان الحرب العالمية الثانية ويعتقد أنه مدفون تحت الأرض منذ عقود. يعود أصل القصة إلى شائعات تتردد منذ أعوام طويلة حول اختفاء قطار نازي يحمل ذهباً وكنوزاً قرب نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتكثر الشائعات في المنطقة منذ عقود بأن النازيين أخفوا ذهباً وكنوزاً أخرى من القوات السوفييتية الغازية في نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن لم يتم العثور على أي شيء مطلقاً. ويزعم أندرياس ريشتر وبيوتر كوبر أنهما عثرا على قطار ألماني مدرع في نفق تحت الأرض بين فروتسلاف ووالبرزيش العام الماضي، مستخدمين راداراً يخترق الأرض، ويقودان الآن فريقاً يضم نحو 35 شخصاً للحفر في الموقع منذ السادس عشر من من الشهر الحالي.
يقع مكان البحث عن قطار الذهب المزعوم على خط السكك الحديدية على مسافة 65 كيلومتراً بين فروتسلاف ووالبرزيش. وتوجد في هذه المنطقة منظومة من الأنفاق تحت الأرض بناها الألمان أثناء الحرب في منطقة والبرزيش الجبلية ومدينة فروتسلاف، التي يعتقد أن القطار انطلق منها. وشهدت هذه المنطقة، التي كانت أراض ألمانية في ذلك الوقت وأصبحت جزءاً من بولندا بعد نهاية الحرب، بناء منظومة أنفاق على يد سجناء من معسكر الاعتقال “إروس غوزن”. وكلفت عملية البناء أرواح الآلاف من حياة معتقلي المعسكر، الذي يتوقع المؤرخان الهواة الاصطدام ببقايا جثثهم أثناء عملية الحفر.
لم يستطع المؤرخان الهواة البدأ في عملية البحث عن الكنز المفقود فوراً، فبعد إعلانهما عن المكان المحتمل للكنز في شهر أغسطس/ آب العام الماضي توجب عليهما توفير جميع الشروط الإدارية لدى السلطات المحلية للشروع في بحثهما. عملية تقديم جميع الطلبات للحصول على الموافقات استغرقت حتى نهاية شهر يونيو/ حزيران هذا العام، بعدها تم تطويق المنطقة وقطعت الأشجار للتمهيد لعملية الحفر. وتسبب خبر الكنز المفقود في إثارة الحماس في سكان مدينة والبرزيش والمناطق المجاورة لها، ما أدى إلى ارتفاع عدد زوار الفنادق لهذه المنطقة وانتعاش المحلات التجارية.
المصدر: dw.com