كل مكان للجلوس في الطائرة له مزاياه وعيوبه. والسفر بالطائرة لمسافات قصيرة لا يستلزم قلقا كثيرا بخصوص مقعد الجلوس، لكن الأمر مختلف في الرحلات الطويلة. ومن المفيد للمسافر قبل اختيار المقعد أن يعرف نوع أو طراز الطائرة حتى يختار المقعد الصحيح لجلوسه. لأن كل طراز من الطائرات تتوزع فيه المقاعد بشكل معين، بل وفي الطراز ذاته يختلف توزيع المقاعد من شركة طيران لأخرى، حسب موقع (flug-gepaeck) الألماني. وكثير من شركات الطيران توفر في الإنترنت حاليا رسوم “غرافيك” لتوزيع المقاعد في الرحلة ليقرر كل راكب مسبقا ما هو المقعد الأنسب له. وهناك مواقع في الانترنت تقدم المساعدة والنصيحة حول أفضل وأسوأ المقاعد بالطائرة، حسب كل طراز.
الجلوس في مقاعد درجة رجال الأعمال بالطائرة يجعلك تحصل على مقعد أكثر راحة ومساحة أكبر لحركة القدمين واليدين عن مقاعد الدرجة الاقتصادية، غير أن ذلك يكلفك ماديا أيضا.
من يكون متعجلا وليس معه أمتعة كثيرة على الطائرة، يكون الجلوس في الأمام مناسبا له حتى يغادر الطائرة مبكرا. أما من يخاف من ركوب الطائرة أو لديه معدة حساسة فعليه أن يتجنب الجلوس في مقاعد مؤخرة الطائرة، لأنه عند وجود مطبات هوائية يكون اهتزاز الطائرة في الخلف أقوى من الأمام.
ويوضح أندرياس شتروماير من معهد تصميم الطائرات في جامعة شتوتغارت الألمانية: “في حقيقة الأمر يشعر المرء بأقل قدر من الاضطرابات في منتصف الطائرة”. تهتز الطائرة لأقل قدر في المكان الذي يوازي التصاق الأجنحة ببدن الطائرة. وبالإضافة لذلك، بالنسبة للركاب الجالسين بالقرب من منتصف الطائرة يبدو أن الطائرة لا تنحرف كثيرا عندما يحرك الطيار عصا القيادة. وعلى الجانب الآخر، الجزء الأكثر اهتزازا بالطائرة يميل ليكون في مؤخرة الطائرة.
ونقل موقع مجلة “شتيرن” الألمانية عن الطيار ماركوس فال، وهو لديه خبرة نحو 15 عاما، أنه كلما جلست في مقدمة الطائرة بعيدا عن أجنحتها ومحركاتها يكون هناك هدوء أكبر. فالموجات تدفع بالصوت نحو مؤخرة الطائرة. كما أن من يجلس بجانب مخارج الطوارئ يسمع صوتا مرتفعا للمحركات لأن الأبواب لا تكون محكمة بشكل أقوى من جسم الطائرة.
لكن الجلوس بالقرب مخارج الطوارئ يمنح مساحة كبيرة لحركة الرجلين كما أنه المكان الأكثر أمانا بالطائرة في حالة الهبوط الاضطراري حيث تكون هناك إمكانية لمغادرة الطائرة بسرعة، وفقا لدراسة تحدثت عنها “شتيرن”.
الجلوس قرب الممر له مزايا أهمهما أن المسافر يمكنه الذهاب لدورة المياه بحرية دون أن يطلب من جاره القيام من كرسيه أو أن يزعجه. كما أن هناك مسافة حرة على جانبه الأيمن أو الأيسر حسب الممر.
والجلوس بجانب النافذة له مزايا أيضا، أهمها النظر عبر النافذة إلى خارج الطائرة، كما أنه بالإمكان الاستناد إلى جسم الطائرة لمن يريد الاستراحة، إضافة إلى أن أحدا لن يطلب منك القيام من مكانك للمرور إلى دورة المياه، حسب موقع “flug-gepaeck”
المصدر: dw.com