كشفت دراسة جديدة أن مجرتنا تسطو على الغاز لدى مجراتها القمرية الصغيرة، ما يتيح لها تكوين النجوم والكواكب بمعدل أكبر.
واستخدم الخبراء البيانات التي التقطها تلسكوب هابل الفضائي لمسح هذه التدفقات من الغاز داخل وخارج درب التبانة، وفوجئوا بالعثور على المزيد من الغاز القادم إلى المجرة.
وحلل عالم الفلك أندرو فوكس، من معهد مراصد علوم الفضاء في بالتيمور بماريلاند، وزملاؤه، نحو 200 ملاحظة قديمة للأشعة فوق البنفسجية لهالة الغاز التي تحيط بمجرتنا، والتي التقطها تلسكوب هابل الفضائي التابع لكل من وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” ووكالة الفضاء الأوروبية.
واستخدم هابل قياسات الأشعة فوق البنفسجية لأن سحب الغاز التي تشكل الهالة المجرية مرئية فقط عند مشاهدتها عبر هذا الجزء من الطيف الضوئي.
واستخدم الضوء المنبعث من أشباه النجوم البعيدة (النجوم الزائفة أو الكوازار)، وهي المنطقة الغازية الساخنة المحيطة مباشرة بثقب أسود هائل، للكشف عن السحب الغازية.
وتمتص الغازات أجزاء معينة من ضوء النجوم، ما يسمح للباحثين بتتبع موقعها، وتم تحديد اتجاهات حركات الغازات من خلال كيفية تحول تردد الضوء في المقابل.
ومن هذا، حصل العلماء على نظرة غير مسبوقة لتدفق الغاز عبر المجرة وإنشاء أول مخزون غاز على مستوى المجرة.
وقال رونمون بوردولي، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة ولاية كارولينا الشمالية الحكومية، إن أفضل ما في أرشيف تلسكوب هابل الفضائية “هو تمكننا من استخدام نفس الملاحظات لدراسة كل من الكون البعيد والقريب”.
وأوضح عالم الفلك، الدكتور فوكس، أن الفريق توقع أن يجد توازنا بين تدفق الغاز إلى الداخل وإلى الخارج، لكن بيانات الأشعة فوق البنفسجية التابعة لتلسكوب هابل، أظهرت، بعد عشر سنوات، أن هناك المزيد من الغاز الداخل إلى المجرة أكثر من الخارج منها.
ومن المهم فهم التوازن بين هاتين العمليتين، لأن هذا ينظم كمية المواد المتاحة لتشكيل النجوم والكواكب الجديدة.
وعلى الرغم من أن مصدر هذا الغاز الإضافي ما يزال غامضا، إلا أن العلماء يرجحون احتمالين يتمثل الأول في أن الغاز ربما يجمع من الفراغ بين المجرات، بينما يقول الاحتمال الثاني إن مجرة درب التبانة ربما تقوم بمداهمة “احتياطيات” الغاز لدى مجراتها القمرية الصغيرة، مستخدمة جاذبيتها الأكبر لسلب موارد تلك المجرات.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور فيليب ريختر، من جامعة بوتسدام في ألمانيا: “دراسة مجرتنا الخاصة بالتفصيل توفر الأساس لفهم المجرات في جميع أنحاء الكون”، مضيفا: “لقد أدركنا أن مجرتنا أكثر تعقيدا مما تخيلنا”.
وفي الوقت الحالي، تعد مجرة درب التبانة، المجرة الوحيدة التي نملك بيانات كافية عنها لإجراء مثل هذه الحسابات الشاملة للغاز الداخل والخارج فيها.
ومع استكمال دراستهم الحالية، سيبحث العلماء عن مصدر تدفق الغاز الإضافي وسيعملون على معرفة ما إذا كانت المجرات الكبيرة الأخرى، مثل مجرة أندروميدا المجاورة، تتصرف بنفس الطريقة.
المصدر: دايلي ميل