اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض أن الموافقة على العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية ليس تنازلاً، وإنما هو استجابة للأمر الواقع وللمصلحة الوطنية، سيما وأنه الرجل الأقوى مسيحياً، والأكثر تمثيلاً على المستوى المسيحي، خاصة بعد دخول القوات اللبنانية على خط تبنيه رئيساً، وبالتالي فإن المسيحيين الآن يتبنون العماد عون رئيساً للجمهورية، فلماذا يقف البعض أمام هذه الحقيقة، ويحول دون وصول هذا الرجل إلى سدة الرئاسة.
كلام النائب فياض جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد محمد جمال حاريصي في حسينية بلدة طلوسه الجنوبية بحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، وعدد من رجال الدين، وفعاليات وشخصيات وأهالي.
ورأى النائب فياض أن اختيار الجنرال عون رئيساً للجمهورية والموافقة على هذا الأمر من شأنه أن يفتح ثغرة واسعة في جدار الأزمة اللبنانية، وأن يترك تأثيراته الإيجابية على حلحلة كل الملفات الأخرى العالقة، وأن ينقل الوضع اللبناني إلى مرحلة سياسية إيجابية وأكثر انفراجاً، وهذا الأمر إنما يصيب في مصلحة الجميع دون استثناء، وهذه حقيقة يجب أن يدركها أولئك الذين يكابرون في رفض الجنرال عون رئيساً للجمهورية، مشدداً على أنه لا يجوز ترك هذا الوطن في حالة تدهور وانحدار، حتى لا نُفاجئ بتداعيات اقتصادية ومالية غير قابلة للسيطرة، وهو ما سيدفع ثمنه لا سمح الله كل اللبنانيين، وكل هذا الوطن بكل مكوناته.
ولفت النائب فياض إلى أن أعداء المقاومة هم ثلاث، الأول هو العدو الإسرائيلي، والثاني هو الإرهاب التكفيري الذي يؤدي وظيفة العدو الإسرائيلي، والثالث هو الانقسام المذهبي، فالعدو الإسرائيلي والإرهاب التكفيري يسعيان لتقسيم هذه الأمة وإنهاكها، والعصبيات الطائفية والمذهبية إنما وظيفتها أن تقسم مجتمعاتنا وتنهكها، وأن تقيم الجدران والعوائق أمام مشروع المقاومة، كي لا يأخذ مداه في الأفق المفتوح على مستوى الوطن والأمة، مشدداً على أننا هزمنا العدو الإسرائيلي، ونقوم الآن بهزيمة الإرهاب التكفيري الذي لا مستقبل له، ويجب أن نهزم الانقسام المذهبي والعصبيات المذهبية التي تستخدم كأداة في مواجهة المقاومة التي هي مشروع وطني وعروبي وإسلامي، مجاله مجال الوطن والأمة، وبالتالي فإن أولئك الذين يرفعون العوائق الطائفية والمذهبية أمام هذه المقاومة، يدركون أن الطائفية العصبية إنما هي نقيضها، لأنها تتحرك في سبيل أهداف غير فئوية ومذهبية، وتتحرك دفاعاً عن الوطن بكل مكوناته، وعندما تقاتل، فإن نتائج قتالها وإنجازتها تصب في مصلحة الأمة بكل مكوناتها.