اتضح أن مليارات الدولارات التي أنفقتها السعودية على العتاد العسكري الغربي لا سيما المصمم لردع أي هجمات على ارتفاعات عالية لم تحقق لها الندية في مواجهة صواريخ كروز والطائرات المسيرة عقب العمليات الاخيرة التي نقذها اليمنيون على منشآت ارامكو رداً على العدوان السعودي – الاميركي.
وجاء في تقرير نشرته وكالة رويترز كشف الهجوم الذي وقع يوم السبت على منشآت نفطية سعودية وقلص إنتاج المملكة إلى النصف مدى ضعف استعدادات هذه الدولة الخليجية للدفاع عن نفسها رغم تكرار الهجمات على أصول حيوية خلال الحرب المستمرة منذ تدخلها (عدوانها) في اليمن قبل أربعة أعوام ونصف العام”.
وتنقل وكالة رويترز عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “إن إيران تمتلك أكبر قدرات من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز في الشرق الأوسط ويمكنها التغلب فعليا على أي دفاعات صاروخية سعودية في ضوء قربها الجغرافي ووجود الفصائل التي تدعمها على المستوى الإقليمي”.
وتضيف الوكالة “غير أن هجمات على نطاقات أصغر كان لها وطأة كبيرة في السعودية ومنها هجمات في الآونة الأخيرة قال الحوثيون (اتصار الله) إنهم شنوها بنجاح على مطار مدني ومحطات لضخ النفط وحقل الشيبة”.
وقال مصدر أمني سعودي ”نحن مكشوفون. فأي منشأة حقيقية ليس لها غطاء حقيقي“.
وقال محلل أمني سعودي طلب عدم نشر اسمه ”الهجوم مثل هجمات 11 سبتمبر (أيلول) بالنسبة للسعودية وسيغير قواعد اللعبة“.
وتساءل قائلا ”أين نظم الدفاع الجوي والسلاح الأمريكي الذي أنفقنا عليه مليارات الدولارات لحماية المملكة ومنشآتها النفطية؟ إذا كانوا قد فعلوا ذلك بهذه الدقة فبإمكانهم ضرب محطات تحلية المياه وأهداف أكثر“.
وتتمثل منظومة الدفاع الجوي الرئيسية في السعودية في نظام باتريوت بعيد المدى الأمريكي الصنع وهو منصوب للدفاع عن المدن والمنشآت الكبرى.
وقال مسؤول خليجي كبير ”الطائرات المسيرة تمثل تحديا ضخما للسعودية لأنها تطير في كثير من الأحيان دون مستوى الرادار ونظرا لطول الحدود مع اليمن والعراق فإن المملكة مكشوفة جدا“.
وقال مصدر خليجي مطلع على عمليات أرامكو “إن النظام الأمني في أبقيق غير مثالي في مواجهة الطائرات المسيرة”.وأضاف المصدر أن السلطات تتحقق مما إذا كانت أجهزة الرادار قد رصدت الطائرات التي نفذت ضربتها في الظلام قبل الفجر.
وقال مسؤول تنفيذي بشركة غربية للمعدات الدفاعية تتعامل مع السعودية إن صواريخ باتريوت كانت تحمي أبقيق حتى عام مضى.
كما تنقل وكالة رويترز عن المصدر الأمني السعودي ومصدران بالصناعة إن الرياض مدركة لخطر الطائرات المسيرة منذ سنوات وإنها تجري مباحثات مع مستشارين وشركات للوصول إلى حلول ممكنة لكنها لم تنصب أي نظم جديدة بعد.
وقال المصدر الأمني إن السلطات نقلت بطارية صواريخ باتريوت إلى حقل الشيبة النفطي بعد إصابته الشهر الماضي. وتوجد صواريخ باتريوت عند مصفاة رأس تنورة التابعة لأرامكو.
وقال ديف ديروش من جامعة الدفاع الوطني في واشنطن ”أغلب أجهزة الرادار التقليدية للدفاع الجوي مصممة للتهديدات على ارتفاعات عالية مثل الصواريخ“.
وأضاف ”أما صواريخ كروز والطائرات المسيرة فتعمل بالقرب من الأرض ولذا لا يتم رصدها بسبب كروية الأرض. والطائرات المسيرة صغيرة جدا وليس لها بصمة حرارية بالنسبة لأغلب أجهزة الرادار“.
كما أن اعتراض الطائرات المسيرة التي قد تكون قيمتها عدة مئات من الدولارات فقط بنظام باتريوت مكلف للغاية أيضا إذ يبلغ ثمن الصاروخ الواحد من صواريخ باتريوت نحو ثلاثة ملايين دولار.
وقال جورج لامبريكت الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس بشركة ديدرون الأمريكية للأمن الجوي إن ثمة وسائل أكثر فاعلية في التصدي للطائرات المسيرة لا سيما إذا كانت تطير في مجموعات.
وأضاف أنه يمكن رصدها بالجمع بين أجهزة الرصد اللاسلكي والرادار واستخدام كاميرات عالية الدقة في التحقق من حمولاتها وتكنولوجيات مثل التشويش في تعطيلها.
غير أن أحدث وسائل التكنولوجيا تجلب معها تحديات خاصة فالتشويش على الموجات اللاسلكية قد يعطل أنشطة صناعية ويكون له آثار سلبية على صحة البشر.
وتقول مجموعة سوفان الاستشارية الأمريكية إن الطائرات المسيرة المسلحة أصبحت متوفرة ولذا فإن التهديد الذي تتعرض له البنية التحتية الحيوية يتزايد بشكل غير متناسب.
وقال المصدر السعودي إن المسؤولين السعوديين يخشون منذ فترة طويلة وقوع هجوم على محطة تحلية في الجبيل تخدم وسط السعودية وشرقها وإن من الممكن أن يسفر هجوم ناجح عليها عن حرمان الملايين من المياه وربما يستغرق إصلاحها وقتا طويلا.
وقال مصدر بالصناعة على دراية بالوضع في السعودية ”هذه بيئة في غاية الثراء بالأهداف. وقد ضربوهم حيث يؤلم الضرب ويوجد الكثير (من الأهداف) حولهم“.
المصدر: وكالة رويترز