قال الصندوق العالمي للطبيعة إن البشر استنزفوا مع بداية العام الحالي نسبة 100% من الموارد المتجددة التي توفرها الأرض لمدة عام.
وبالعودة إلى التاريخ البشري استغلت الإنسانية، حسب بعض المختصين في البيئة، الخدمات الطبيعية لبناء المدن والطرق، وتوفير الغذاء وصناعة المنتجات، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون الناتج عن أنشطتها بمعدل يقع ضمن حدود قدرة الطبيعة على تجديد مواردها.
وفي بداية السبعينيات من القرن الماضي، تجاوزت البشرية لأول مرة العتبة الحرجة، وبدأ طلبها على الموارد يفوق قدرة الطبيعة على تجديدها، وهو ما يعرف باسم “تجاوز الحد” أو “الدَين البيئي” أو “عجز الأرض”. وذكر الخبراء أن البشر إذا ما سارت الأمور على هذه الوتيرة سيحتاجون مع حلول عام 2030 إلى كوكبين اثنين للتزود بالموارد الطبيعية التي يحتاجونها.
وذكر الباحثون أن انبعاثات الكربون هي أوخم ما خلفته البشرية من آثار على الطبيعة، وهي تمثل أكثر من نصف البصمة البيئية السلبية للبشرية.
وتكاليف هذا الإسراف في الاستهلاك والإنفاق البيئي تصبح أكثر وضوحاً يوماً بعد يوم وفي أشكال عدة كإزالة الغابات والجفاف وندرة المياه وتآكل التربة، وفقدان التنوع البيولوجي وتراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وأشار الباحثون إلى أن مجموعة من الدول تجاوزت فيها انبعاثات الغازات المؤشر المتوسط للبصمة البيئية.
تجدر الإشارة إلى أن البصمة البيئية (Global Footprint Network-GFN)، هي مساحة الأرض والماء التي يحتاجها السكان لتوليد الموارد المتجددة التي يستهلكونها، واستيعاب النفايات التي يتم إنتاجها بالمقابل، أي أن هذا المصطلح يقيس “كمية الطبيعة” التي نستخدمها بالمقارنة مع “كمية الطبيعة” الموجودة في الواقع.