كان يومك يسير على ما يرام، قبل أن يدخل طفلك منزعجاً من الباب، محبطاً، غاضباً، ليزول كل ما كنت تشعر به. ربّما تريد حلحلة المشكلة على الفور، فتُخبر طفلتك الصغيرة أن كل شيء سيكون على ما يرام، كما تقول لطفلك المراهق الذي يشكو من أن مدرّسه يكرهه، إن كل شيء سيكون على ما يرام. على الرغم من أن هدفك هو تحسين الأمور، إلا أن هذا ليس هو السبيل إلى ذلك، بحسب موقع “واشنطن بوست”.
تقول ويندي موغيل، المتخصصة في علم النفس العيادي: “يتحمّل الأهل مسؤولية كبيرة عن الحالة المزاجية لأطفالهم، ما يجعلهم يشعرون بأن وظيفتهم هي حلحلة المشكلة في أقرب وقت ممكن. لكن حين يحاولون إصلاح كل شيء لأطفالهم، فإنهم لا يتعلمون كيفية العمل خلال وجود هذه المشاكل”.
في بعض الأحيان، تقول روبي فوكس، مستشارة التعليم المستقل: “قد يرغب الطفل في التنفيس عن نفسه. إذا اندفعنا بسرعة كبيرة فقد نجعل المشكلة تبدو أكبر مما هي عليه، أو يبدو أننا غير قادرين على معالجتها”. من هنا، تقترح على الآباء ممارسة “الاستماع التأملي”. على سبيل المثال، “يعود الطفل إلى المنزل ويشعر بالإحباط بعد يوم صعب في مادة الرياضيات. ثم يقول الوالد: يبدو أن مادة الرياضيات كانت منهكة حقاً اليوم. فيقول الطفل شيئاً آخر، ويعكس الوالد مشاعره مرة أخرى”. تضيف: “في كل مرة يسمعون الحقيقة، تنخفض العواطف ويتمكنون من رؤية المشكلة على حقيقتها”.
وتقول المتخصصة في العلاج النفسي للعائلات إيموري لوس بالدوين: “من الصعب أن ترى أطفالاً غاضبين أو محبطين، لكن يمكن تذكيرهم بأن أفضل شعور في العالم لا يدوم إلى الأبد، كما هو حال الأسوأ”. تضيف: “لا نريد تبشير أو تعليم أطفالنا، خصوصاً حين يكونون منزعجين. يمكنك أن تقول لهم إننا آسفون لأنهم يشعرون بالسوء في الوقت الحالي، كما أنهم يتفهمون أن يومهم كان يوماً صعباً للغاية. ومن المهم التركيز على أن الأمر آني ولن يستمر طويلاً”.
لا بأس إن اختبر الأطفال يوماً سيئاً. على الأقل، سيسعون إلى أن يكون الغد أفضل. يجب الاعتراف بمشاعرهم ووضع خطة لمساعدتهم على التعامل معها. هناك أوقات تكون فيها المشكلة أكبر وتتطلب خطة أكبر ونقاشات مع المدرسين وأكثر من ذلك. لكن في الكثير من الأحيان، اليوم السيئ بالنسبة للأطفال هو يوم سيئ. من هنا، تجب مساعدة الأطفال على التواصل مع ما يجعلهم يشعرون بتحسن أكبر.
المصدر: العربي الجديد