التهمت الحرائق غابات الأمازون في الأيام الماضية، ودقت ناقوس الخطر المناخي حول العالم، ولكن ما يعلمه الكثيرون أن الطلب العالمي على لحوم البقر وحبوب الصويا، كان له أثر كبير على تأزيم الحرائق.
ونشر مرصد وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” صورا على موقعه الإلكتروني ظهر فيها غطاء كثيف من الدخان يغطي مساحات كبيرة من غابات أميركا اللاتينية في حين أعلنت ولاية أمازوناس البرازيلية حالة الطوارئ بسبب الحرائق، إذ امتدت طبقة الدخان على مساحة 3.2 مليون كيلومتر مربع فوق القارة اللاتينية.
وقال المعهد الوطني لأبحاث الفضاء، في بيان إنه تم رصد 1663 حريقًا جديدًا في البرازيل يومي الخميس والجمعة، نصفهم في غابات الأمازون.
وقال الباحث في “غرين بيس” رومولو باتيستا إن “تربية البقر المكثّفة هي السبب الأبرز لقطع الأشجار في الأمازون. وتحتلّ المراعي اليوم أكثر من 65 بالمئة من الأراضي التي قطعت أشجارها في الأمازون”.
وضاعف قطع الأشجار لمساحات كبيرة في انتشار الحرائق، التي انتقلت بسرعة كبيرة في الحقول التي تستخدمها المزارع لتربية الأبقار.
وتعدّ البرازيل أكبر مصدّر في العالم للحم البقر. وبلغت صادراتها من لحوم البقر كمّية قياسية سنة 2018 تقدّر بـ 1.64 مليون طنّ، بحسب جمعية الصناعات المصدّرة للحوم في البرازيل.
وقد احتلّت البرازيل صدارة هذا المجال نتيجة النموّ الفائق السرعة الذي شهدته طوال أكثر من 20 عاما. فعلى سبيل المثال، ازدادت صادرات لحوم البقر 10 مرات بين 1997 و2016، من حيث الكمّية والقيمة على حدّ سواء.
أما الأنشطة الزراعية، فهي تحتلّ حوالى 6.5 بالمئة من المساحات التي قطعت أشجارها.
وتعتبر البرازيل أيضا أكبر مصدّر عالمي للصويا، متقدمة على الولايات المتحدة في هذا المجال. وصدّرت كمّية قياسية من الصويا سنة 2018 بلغت 83.3 مليون طنّ، أي أكثر بـ 22.2 بالمئة من صادرات العام 2017، بحسب وزارة الاقتصاد البرازيلية.
المصدر: سكاي نيوز