يستعد سكان العاصمة الفرنسية لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قد تكون الأعلى في تاريخ المدينة هذا الأسبوع، مع اجتياح موجة حر جديدة شمال أوروبا.
وبلغت درجات الحرارة الاثنين (22 تموز/يوليو) في باريس أكثر من 30 من درجة مئوية، إلا أن الحرارة سترتفع بشكل اكبر لتتجاوز 40 درجة مئوية الخميس (25 تموز/يوليو) وتكسر المستوى القياسي الذي سجلته في 1947.
ويتوقع أن تطاول الحرارة المرتفعة التي يتوقع الراصدون أن تستمر بضعة أيام، شمال فرنسا وأجزاء من بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا.
وصرح فرنسوا جوبار، الراصد الجوي من مكتب ميتبو فرانس لوكالة فرانس برس “من المرجح أن تسجل هذه الدول الثلاث درجات حرارة تزيد عن 40 درجة لأول مرة”.
وتأتي موجة الحر الجديدة بعد أقل من شهر من موجة حر اجتاحت أوروبا في نهاية حزيران/يونيو، وزادت من الاهتمام بمشكلة التغير الحراري.
وجاء في عنوان صحيفة “لو باريزيان” الاثنين (22 تموز/يوليو 2019) “موجة الحر التي تفوق الاحتمال”، مؤكدة أن “الفصل الثاني” من الطقس الصيفي الشديد الحرارة هذا العام سيضر بإنتاج محاصيل مثل البطاطا والعنب.
أضاف جوبار من مكتب الأرصاد الفرنسي “من المتوقع أن يكون يوم (الخميس 25 تموز/يوليو) أكثر الأيام حرارة في التاريخ، توقعاتنا تشير إلى وصول درجات الحرارة إلى 41 أو 42 درجة مئوية في باريس الخميس، وهناك فرصة كبيرة بتخطي المستوى القياسي”.
وكانت أعلى درجة حرارة سُجلت في العاصمة باريس 40,4 درجة مئوية في 1947. ومنذ بدء تسجيل درجات الحرارة في 1873 كانت هذه هي المرة الوحيدة التي تسجل فيها درجة حرارة تزيد عن 40 درجة في العاصمة الفرنسية، بحسب جوبار. وقد تشهد مدن فرنسية أخرى وصول درجات حرارة إلى مستوى قياسي ومن بينها بروج وليل وكليرمان فيران، وفقاً لجوبار.
ومن جهة أخرى، ستشهد بريطانيا أيضاً درجات حرارة مرتفعة، ولكنها ستبقى أقل من الدول الأخرى في القارة.
ويتوقع الراصدون كسر الرقم القياسي البالغ 36,7 درجة مئوية في شهر تموز/يوليو والذي تم تسجيله في (الأول من تموز/يوليو 2015) في مطار هيثرو في لندن.
وتشهد ألمانيا العديد من حرائق الغابات وجفاف مجاري الأنهار، بينما يخشى المزارعون من موسم محاصيل سيئ آخر بعد انخفاض المحاصيل العام الماضي بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير معتادة خلال الصيف.
وحذرت الحكومة الفرنسية من أن إنتاج النبيذ سينخفض بمعدل 6 إلى 13 بالمائة مقارنة بالعام 2018، لأسباب من أهمها موجة الحر المستمرة.
وتمت السيطرة على الحرائق الهائلة التي اجتاحت منطقة كاستيلو برانكو الجبلية في وسط البرتغال وأدت إلى إصابة العشرات، بنسبة “90 في المائة”، بحسب ما أفادت دائرة الاطفاء أمس، والتي حذرت من أن الرياح القوية يمكن أن تتسبب في انتشار ألسنة اللهب.
تأتي موجة الحر الشديدة في شمال أوروبا فيما تعاني الولايات المتحدة كذلك من ارتفاع شديد في درجات الحرارة. وأدى ذلك إلى إلغاء سباق الترياثلون في مدينة نيويورك والذي كان مقرراً (الأحد 21تموز/يوليو) لأول مرة منذ بدئه في 2001.
ويؤكد العلماء بأن التغير المناخي الذي سببه الإنسان يؤدي إلى إطالة وشدة موجات الحر. وقالوا ان ارتفاع درجة الحرارة بمعدل قياسي في حزيران/يونيو سببه على الأرجح الاحتباس الحراري.
وأشارت دراسة أجراها المعهد التكنولوجي الفدرالي السويسري أنه لولا التغير المناخي لكانت موجة الحر التي استمرت أسابيع في شمال أوروبا في 2018 مستحيلة.
وشهدت فرنسا أعلى درجات حرارة في تاريخها في 28 حزيران/يونيو الماضي حيث بلغت 46 درجة مئوية في فيرارغ في مقاطعة ايرو.
المصدر: dw.com