التنمّر في المدارس، سواء بين التلاميذ أو من المعلمين تجاههم، بات قضية ملحّة في فرنسا، بعد انتحار طفلين مؤخراً
أدّى التنمر المدرسي إلى انتحار طفلة في فرنسا الشهر الماضي. ما أقدمت عليه إيفيل (11 عاماً) أثار جدالاً في البلاد حول التنمر المدرسي وآثاره، بعدما عثر عليها مشنوقة بمنديل، في غرفتها يوم الجمعة 21 يونيو/ حزيران الماضي في مدينة هيربلاي. نقلها والداها إلى المستشفى، وتمكن الفريق الطبي من إعادة تشغيل القلب لمدة ثلاث ساعات، لكنّها توفيت في قسم الطوارئ.
أما خلفية ذلك، فتعود إلى عدم تمكن الطفلة من تحمل الإهانة والمضايقات وحتى الضرب الذي كانت تتعرض له، في مدرسة “إيزابيل أوتيسير” التي كانت تدرس فيها منذ بداية العام، وكانت تتناول طعامها منعزلة في المقصف في معظم الأيام، لتتحول المدرسة إلى جحيم بالنسبة إليها.
صرحت والدتها ماري، لصحيفة “لوباريزيان”، أنّها كانت تتعرض لمضايقات بالمعنى الواسع، من قبل التلاميذ، وكذلك إحدى المعلمات التي وصفتها بالحمقاء. وأكد بعض التلاميذ أنّ تلك المعلمة عادة ما تصف التلاميذ بأنّهم سيئون جداً عندما لا يتمكنون من التجاوب معها. تحدثت الطفلة مع والديها حول الأمر، فقدما شكوى، ونقلا ابنتهما إلى مدرسة “جورج دوهاميل” بعد عطلة منتصف العام، لكنّ زملاءها واصلوا ملاحقتها ومهاجمتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أقيمت جنازة إيفيل في الثالث من يوليو/ تموز الجاري في مقبرة بير لاشيز بباريس، لكنّ إيفيل لم تكن الأولى في هذا العام الدراسي، إذ سبقها طفل يدعى ثيبو، انتحر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ولم يكن قد تجاوز 12 عاماً.
في مطلع يونيو/ حزيران الماضي، كان وزير التعليم الوطني الفرنسي قد كشف عن تدابير لمكافحة التنمر، ومن بينها تقديم التدريب للمدرسين والمشرفين على التلاميذ، من أجل الحد من هذه الحالات. كذلك، أكدت السيدة الفرنسية الأولى، بريجيت ماكرون، التزامها والتزام زوجها الرئيس إيمانويل ماكرون بمكافحة التنمر في المدارس، وذلك في كلمة ألقتها، خلال اجتماع تعليمي لمجموعة السبع. وحثت المتعرضين للتنمر على عدم الصمت، بل ضرورة التحدث، وعدم الخوف من الانتقام، أو الخجل من ظهورهم كضحايا.
أحدث انتحار إيفيل صدى واسعاً في فرنسا، وكثفت وسائل الإعلام تناول قضية التنمر المدرسي من جوانب عديدة، مع تقديم إرشادات للأهل حول العلامات النفسية والسلوكية والجسدية التي قد تظهر على الطفل ضحية التنمر.
من ناحيتها طلبت صحيفة “لوباريزيان” من قرائها مشاركة تجاربهم حول التنمر، سواء تعرضوا له بشكل شخصي أو تعرض له أطفالهم، وقد استجاب العديد من القراء الذين انفتحوا حول تفاصيل المضايقات والاستفزازات التي واجهوها، وأدلوا بشهاداتهم من أجل التنبيه إلى مدى خطورة التنمر وآثاره.
المصدر: العربي الجديد