واصل رئيس “تكتل لبنان القوي” وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زيارته قضاء جبيل، فزار والوفد المرافق، بلدة رأس أسطا، حيث أقيم له احتفال شعبي امام حسينية البلدة، شارك فيه وزير الدفاع إلياس بو صعب، النائب سيمون أبي رميا، ممثل النائب مصطفى الحسيني نجله فراس، مسؤول المنطقة الخامسة في “حزب الله” الشيخ محمد عمرو، مسؤول حركة “أمل” في كسروان وجبيل المقدم علي خير الدين، منسق العلاقة بين المرجعيات الروحية و”التيار الوطني الحر” غابي جبرايل، مسؤول البلديات في “حزب الله” في جبل لبنان والشمال حسن المقداد، منسق قضاء جبيل في “التيار الوطني” أديب جبران، رئيس البلدية علي حيدر أحمد ومختار البلدة عدنان حيدر وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والأهالي.
علي أحمد
بداية، آيات من القرآن الكريم تلاها حسين حيدر أحمد، ثم النشيد الوطني، تبعه نشيد حزب الله، فكلمة عريف الاحتفال الإعلامي محمد الحاج حسين، ألقى بعدها رئيس البلدية كلمة، فقال: “رأس أسطا هي قرية شهداء المقاومة الإسلامية، شهداء كل الوطن، وقرية العيش المشترك. ونحن كبلدية وأهال نتشرف بحضوركم بيننا، بما تمثلون من قيم ومبادئ وطنية، والتي تجلت تفاهما عميقا، توجه سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الرجل الوطني الشامخ، الذي نكن له كل المحبة والتقدير”.
وتوجه إلى باسيل بالقول: “هذه القرية ومحيطها، تحتاج إلى الكثير من التطلع والدعم للنهوض بها، وسد حاجاتها. وما نتمناه لفخامة رئيس الجمهورية ولسماحة السيد حسن نصرالله، هو طول العمر ودوام التحالف والتوافق والمزيد من العزة والانتصارات لمقاومتنا، والسلام والازدهار لوطننا الحبيب لبنان”.
عمرو
وألقى عمرو كلمة رحب فيها بالحاضرين باسم حزب الله، وقال: “نجتمع، نلتقي، نتعاون، نتفق، وكلنا اتفاق، فهذا هو لبنان، الذي أحببناه ودرجنا على أرض ترابه وتحت سمائه. لبنان الذي سقطنا شهداء دفاعا عن أرضه وعزته وكرامته، لأننا لا نقبل له أن يكون محتلا أو مهيمنا عليه بأي قرار خارجي، فهذا هو واجبنا جميعا، ونحن دفعنا وكل اللبنانيين دما ثمن الأرض والعزة والكرامة، لكن هذه العزة لا تكتمل إلا بأن نكون مقاومة في وجه الهيمنة والسيطرة والاستقواء والغطرسة والاستكبار، وأي شيء من هذه العناوين، التي تريد أن تفرض علينا قرارا سياسيا أو اقتصاديا أو سياديا”.
أضاف: “لبنان الصغير رسالة للعالم، كما قال قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، ولأننا رسالة، لا نقبل احتلالا ولا هيمنة ولا ظلا ولا استعطاء من أحد. لدينا قدرات وإمكانات كبيرة جدا جدا، نستطيع أن نغير وجه الشرق الأوسط بقدرات أبنائنا الكبيرة في كل المجالات، ولهذا نحن نثق بقيادة فخامة رئيس الجمهورية المقاوم العزيز، الذي يقف شامخا، ليترجم حركة ودم وجراحات وتعب وعرق وأفكار أبنائه، ونحن نعلم أن هناك في الداخل، من لا يريد ذلك، لكننا يدا بيد مع التيار الوطني الحر، برئاسة الجنرال العماد القائد الرئيس الشامخ الجبل، الذي لا يلين ولا يستكين نحن معه، ومع كل ما يمثله، لأننا في حزب الله، نرى أنه وجهنا الآخر المشرق، يدنا وأفكارنا، هي حزب الله الآخر الذي هو التيار الوطني الحر”.
وتابع: “من أرض الشهادة والشهداء، رأس أسطا، ومن أبناء كل المناطق الذين لهم أمل كبير بحركتكم التغيرية والإصلاحية التحية، لأنها حركة الأنبياء الذين دورهم في التاريخ، التغيير والإصلاح، ونحن ننظر إلى التيار الوطني الحر، أنه مصلح ومغير، ولأنه كذلك، فهو يوافق فكرنا وقاعدتنا الفكرية والدينية، ولهذا نحن معه في هذا الطريق، بشرطها وشروطها، أن يكمله إلى آخره، مهما كانت الصعاب، لأن الذي يذلل صعاب الاحتلال ويقهر إسرائيل وجبروتها، بكل أعوانها الإقلميين والدوليين، يستطيع أن يقهر الأعوان الداخليين، مهما لعبوا، وكان أخطبوطهم الواقعي على الاقتصاد، وعلى النظام الاقتصادي في لبنان”.
وأردف: “نحن بحاجة إلى تغيير لسياسة النظام الاقتصادي في لبنان. فالمشكلة الأساسية ليست في إصلاحات جزئية، بل بإصلاح النظام من جذوره، لأن هذا النظام وضع لأجل أن يخدم فئة خاصة، وليس لخدمة الناس والشعب، لا الفقراء، ولا حتى متوسطي الدخل، بل فئة قليلة تريد أن تستأثر بمال واقتصاد الناس، فأصبحنا نرى قهرا وظلما وفقرا شديدا، وقلة من الناس تزداد غنى، وهذا هو الخلل الكبير في المجتمع، الذي يحتاج إلى مصلح ومخلص ومغير، كيفما يكون الخلاص وبأي طريقة”.
وتحدث عن “الحرمان الذي تعيشه بعض قرى بلاد جبيل، على الصعيد الإنمائي في كافة المستويات، حيث أبناؤنا يحتاجون إلى الاهتمام بشؤونهم وشجونهم”، مؤكدا أن “الأمل كبير بالوزير باسيل، لتحقيق هذه المطالب الإنمائية، لما يتمتع به من عمل دؤوب وذكاء خارق، لم نشهده في رجالات لبنان”.
وختم “الحاجات والعناوين كثيرة، لكن يكفي أن نشعر نحن وإياكم، بأننا شركاء حقيقيون في هذا البلد، فأنتم استطعتم في فترة وجيزة، أن تفرضوا وتأخذوا حقوقكم، لكن يبقى لنا حق نحتاجه، وهذه الحقوق لا نريدها إلا أن نكون معكم، ويدا بيد، لنصل للبنان النموذج والرسالة والعزة والكرامة والاستقلال، وذلك لا يكون إلا بالمقاومة والجيش والشعب كله دون استثناء”.
باسيل
وألقى باسيل كلمة، فقال: “تعمدت خلال زيارتي لقرى قضاء جبيل، زيارة هذه البلدة العزيزة، للحديث معا دائما من القلب والصراحة، التي تعودنا الكلام بها مع بعضنا كشركاء، لم نمر لا بالصدفة، ولا من دون قصد، بل عن قصد كامل، لنأتي ونقول لكم، إننا عندما نزور أهلنا في جبيل، من الطبيعي والواجب أن نزوركم لأنكم أهلنا”.
أضاف: “أنا أتحسس وأشعر مع أي إنسان يشعر أنه مظلوم وحقه مهدور، ونحن نرفض ولا نقبل الشعور بالاستثناء، في بعض الأمور، إذا ما كان لنا أي علاقة بها، فأخواننا الشيعة في جبيل، وفي كل لبنان، أعزاء كغيرهم، لا بل أحسن، وممنوع استثنائكم، كما هو ممنوع استثناء أحد في هذا البلد، فكل واحد في هذا البلد، يفكر أنه هو الأكثرية فيه، يجد نفسه في مكان آخر، أنه أقلية، فكما يتحدثون عن تحالف أقليات، نقول لهم إننا جميعنا أقلية في هذا البلد، ومهما اعتبر الإنسان أنه كبير يذهب إلى أي مساحة انتماء أوسع في قلب الوطن، أو خارجه، يرى الدور معكوسا، لذا نحن نستطيع أن نكون معا أكثرية بحقوقنا، التي تجمعنا، وهذه هي الشراكة، التي بنيناها مع بعضنا البعض، ويجب أن نكون كذلك في كل مرة”.
وتابع: “منذ العام 2006 حتى اليوم، هكذا كانت ويجب أن تبقى، وفي وقت الحقيقة والجد عندما كل واحد منا، يشعر أنه بحاجة للآخر، يجب أن يجده إلى جانبه، لأنه شعر بخطر أو استشعر بهاجس وجودي، أو ظلم في مرحلة معينة، يجب أن يشعر أن الآخر إلى جانبه وهذا يصح في المحطات الاساسية”.
وعن فترة الانتخابات النيايبة، قال: “تعلمون أننا في الانتخابات النيابية لم نكن مع بعضنا في قضاء جبيل، وكان هناك سبب لذلك، لأننا شعرنا في مكان أننا لا نتعامل كما يجب أن تتعاملوا أنتم أو العكس كذلك، وهذه هي الشراكة الحقيقية الصادقة، التي تبنى على الندية والمساواة والصراحة وإيمان الواحد بالآخر والثقة، التي لم يعد فيها حساب، لأنه يعرف أنه وقت الحقيقة، سيلاقي الآخر إلى جانبه، وهذه الشراكة تمر بتجارب، يتعلم منها الإنسان من أجل تمتينها، ولكن النتيجة يجب أن تكون ألا تشعروا أنه لا يوجد نائب في قضاء جبيل يمثلكم، بل عليكم أن تعتبروا أن نائب التيار سيمون أبي رميا هو نائبكم، سواء ربحتم أو خسرتم بالانتخابات، ستجدونه معكم، وكذلك التيار الوطني الحر، في كل مكان لا وجود لنواب لكم فيه، هو إلى جانبكم ويمثلكم وحقوقكم محفوظة، وإذا كانت هذه الحقوق مهدورة، في مكان ما، أمانة أن نعمل معا لنيلها، وأنا على يقين أنكم ستكونون إلى جانبنا، لأنه هذه هي الشراكة الحقيقية، التي تخلق شعبا مقاوما”.
وأكد أن “المقاومة تحتاج إلى الكثير من الإيمان بالذات وبالآخر، فالإيمان بالذات أساسي لكي ينطلق منه الإنسان، لكنه ليس كافيا لكي يربح الشخص معركة الجماعة والوطن، وهذه المقاومة عشناها مع بعضنا بعضا في أصعب الظروف، ففي العام 2006، كانت محطة لكنها أسست لمحطات كثيرة من بعدها، جعلت هذا البلد قويا، لينتقل مفهوم المقاومة فيه من المفهوم العسكري لتحرير لبنان والحفاظ على سيادته، إلى أشكال كثيرة من المقاومة”.
ولفت إلى أن “رئيس الجمهورية تحدث عن المقاومة الاقتصادية، من أجل بقاء البلد، وأنا تحدثت عن المقاومة البيئية للحفاظ على لبنان الأخضر، وكذلك نتحدث عن مقاومة الفساد، حيث أننا وحزب الله متعاقدون للقيام بها سويا، لأنه لدينا الشرعية الحقيقية للقيام بها، فتاريخنا ليس ملطخا بالفساد، ولا مستقبلنا سيكون كذلك، وإذا كان الشعب اللبناني مؤمنا أن هناك من يريد أن ينتشله من الفساد، فهو هذا الذي يملك نفس المقاومة، وتاريخه يسمح له بأن يعد الناس بمستقبل واعد، خال من الفساد، وهذا هو التحدي الكبير، الذي نواجه في الأيام المقبلة، فبالقدر الذي نكون سويا، نكون على قدر آمال الناس، بأن نبني لهم دولة”.
وإذ سأل “ما قيمة الحرية والاستقلال، إن لم يعطيا لدولة وشعب عيشهما في ظل قوانين واحدة ومساواة؟”، أكد أن “هذه هي الشراكة التي تبني دولة ناسها، مواطنين متشاركين في الفرح والحزن. فالشهيد هو شهيد الكل، والمنتصر هو منتصر للكل، فالأفضل لا سمح الله، أن ننهزم سويا، من أن يكون بيننا، منتصر على آخر في الداخل، لأن هذه هي الهزيمة الكبيرة للوطن، وتحمل لنا في المستقبل هزيمة من نوع آخر، لذا ننهزم كلنا مع بعضنا وننتصر كلنا مع بعضنا، وهكذا نكون شركاء ومواطنين حقيقين في بلد واحد. نعيش فيه ونتقاسم فيه، وخصوصا عندما نعرف ما يهددنا من أخطار وتهديدات، ستكون صعبة جدا علينا إن لم نعش هذه الشراكة، أما إذا جسدناها بعمل واحد مشترك، فتكون سهلة علينا من أجل مستقبل زاهر لأولادنا”.
وشدد على أن “هذا هو الخيار الذي لا يمكن للتيار الوطني أن يخطئ فيه، فلا يعود المهم لا الربح ولا الهزيمة، لأن الذي يختار الغريب على أهل بلده، مهما كان هذا الغريب قريبا منه، في الدين أو الثقافة، يبقى من غير أهل وطنه. هذا هو لبنان وقيمته ورسالته، التي نصدرها للخارج، وهذا هو المفهوم، الذي وللاسف، بعض اللبنانيين من أجل مصالح صغيرة، أو تفكير آني محدود، يخطئون ولا يفكرون بالمستقبل، فأخطاء الآخرين اتجاهنا بالمفرق أو الجملة كثيرة، وهي أخطاء في النهاية، باتجاه الوطن، فالبعض نكاية بشريكه في الوطن، لسبب صغير خاص به، يهدد الوطن كله، من خلال بيع موقف للخارج، تكون كلفته غالية جدا على الوطن. ولا يفكر بما سيأتي غدا، أو أن خسارة أرض من الوطن، هي خسارة لكل الوطن، ولا يفكر أن خسارة كرامة الوطن، هي خسارة لكل أهل الوطن”.
وختم “تأكدوا أن التيار الوطني الحر، سيكون دائما في الموقف الصحيح، لأنه سيختار وطنه وأهل وطنه، على كل الأوطان وعلى كل الشعوب”.
وفي ختام الاحتفال، قدم عمرو لباسيل هدية تذكارية، عبارة عن قذيفة استخدمتها المقاومة في معركة تحرير جرود عرسال في العام 2017.
المصدر: الوكالة الوطنية