ظلت البيوت التقليدية المبنية من الطوب اللبن مصدرا للفخر لدى اليمنيين وعلى مدار عام من الحرب المدمرة توفر هذه البيوت فرصا للعمل مطلوبة بشدة في العاصمة القديمة صنعاء.
وفي مصنعه التقليدي للطوب اللبن خارج المدينة يشرف علي الصباحي على عملية التصنيع كما هي دوما في الأيام السعيدة وفي الظروف الصعبة الآن.
ويخلط العمال الطين بالقش وروث الحيوانات والماء ويتركونه ليجف في الشمس لعدة أيام قبل أن يشكلونه في قوالب مستطيلة الشكل.
وبعد جفافه مرة أخرى تحمل القوالب إلى فرن لحرقه وتحتاج مدة الحرق ما بين 15 و20 يوما.
ونجت معظم المنازل التقليدية في صنعاء المدرجة في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي والتي يقال أن ابن النبي نوح هو من شيدها.
وأسفر العدوان عن قتل ستة أشخاص وسوت بالأرض عددا من المنازل الطينية في حي القاسمي أحد الأحياء القديمة بالمدينة في يونيو حزيران.
وبعمله في فرن للطوب بالعاصمة صنعاء يقدر إبراهيم العمري البالغ من العمر 25 عاما على إعالة أبويه وأسرته.
وقال العمري “لا يحتاج هذا العمل إلى شهادة أو مؤهل إنه يحتاج لعضلات حتى تتمكن من العمل هنا.”
وأضاف قائلا “إنه عمل ورثناه من الأجيال الماضية…أعمل هنا منذ كان عمري 12 عاما.”
ورغم تهديد التدمير وانتشار أبنية مشيدة بالخرسانة على مدار عشرة أعوام والميزانيات التقشفية بسبب العدوان لا تزال الرغبة في الفن القديم قوية.
وقال محمد العماري الذي يعمل في صناعة الطوب “مرونة الطوب وسهولة تشكيله هندسيا يجعله جذابا للزبائن في التشييد والزينة.”
وبفضل جهوده ستظل منازل المدينة تحتفظ بجمالها الفريد لأجيال مقبلة على الأرجح.
المصدر: رويترز