تنتشر في الوطن العربي، أمراض كثيرة لأسباب متعددة ومختلفة حسب كل مجتمع، يتعلق أكثرها بطبيعة المجتمع وسلوكه الغذائي والصحي.
وحسب موقع طب ويب المتخصص، فإن أكثر خمسة أمراض منتشرة في الوطن العربي، هي تسوس الأسنان والاكتئاب والحساسية، ومرض السكري وارتفاع الكوليسترول. وتعود أسباب انتشار تسوس الأسنان، إلى قلة العناية بها، وكثرة تناول الحلويات والمشروبات التي تحتوي على السكّر.
ويحتوي تجويف الفم، كما أعضاء أخرى في الجسم، على أنواع عديدة من الجراثيم المختلفة، وبعض هذه الجراثيم ينمو ويتكاثر في بيئة من الأغذية أو المشروبات المختلفة التي تحتوي على السكريات أو النشويات المطبوخة، والتي تعرف أيضا باسم الكربوهيدرات المخمّرة.
وينتشر تسوس الأسنان بشكل واسع جدا إلى درجة إن كثيرين من الناس لا يتعاملون معه بالجديّة المناسبة، فمن الدارج، مثلا، عدم الاهتمام بإصابة الأطفال بالتسوس في أسنان الحليب، إلا إن تسوس الأسنان قد يؤدي إلى مضاعفات وتعقيدات خطيرة وبعيدة المدى، حتى لدى الأطفال الذين لم تنبت أسنانهم الثابتة بعد.
ومن بين هذه المضاعفات، أوجاع وخُراج في الأسنان وتساقطها ومشاكل في المضغ إضافة إلى التهابات حادة.
أما الاكتئاب، فمن غير المعروف حتى الآن الأسباب التي تؤدي إليه، فالاعتقاد السائد، كما الحال بالنسبة إلى أمراض نفسية أخرى، هو أن العديد من العوامل البيوكيميائية (البيولوجية – الكيميائية)، الوراثية والبيئية يمكن أن تكون المسبّب لمرض الاكتئاب.
والسبب الدقيق لظهور الاكتئاب ليس معروفا، لكن الأبحاث تشير إلى العديد من العوامل التي يبدو أنها تزيد من خطر الإصابة بمرض الاكتئاب، أو تسبب تفاقمه، ومن بينها وجود أقارب بيولوجيين مصابين بمرض الاكتئاب.
إضافة إلى وجود حالات انتحار في العائلة، وأحداث مسببة للتوتر في الحياة، مثل وفاة شخص عزيز، أو مزاج اكتئابي في فترة الصباح، وكذلك تناول متواصل، لفترة طويلة، لأدوية معينة، مثل أدوية من نوع معين لمعالجة فرط ضغط الدم، حبوب منوّمة وحبوب منع الحمل في بعض الحالات.
ثالث الأمراض الأكثر انتشارا عربيا، هو الحساسية، وهي ردة فعل جهاز المناعة لمواد غير مألوفة له، مثل حبيبات اللقاح، السم من جراء لسعة النحل أو وبر الحيوانات.
وينتج جهاز المناعة بروتينا يدعى الضدّ (أو: الجسم المضاد)، وهذه الأضداد تحمي الجسم من الأجسام الغريبة غير المرغوب فيها، التي قد تغزو الجسم وتسبب الأمراض أو العدوى.
وعندما يعاني شخص ما من الحساسية (الأَرَجيّة) لمادة معينة، فإن جهازه المناعي ينتج أضدادا تحدد المُسْتَأرِج (المادة المؤرِّجة، التي تسبب الحساسية) وتتعامل معه كعنصر ضارّ، على الرغم من إنه ليس كذلك، مما يؤدي إلى إفراز “الهيستامين” ومواد أخرى تسبب ظهور أعراض الحساسية.
وقد تسبب الحساسية (الأرَجية) أعراضا مختلفة يمكن أن تظهر على الجلد، في الجيوب الأنفية، في المسالك الهوائية التنفسية وفي الجهاز الهضمي. وتختلف حدة الحساسية ودرجة خطورة الحساسية من شخص إلى آخر.
مرض السكري يعد أيضا من أكثر الأمراض انتشارا عربيا، نتيجة عملية الأيض الطبيعية، والكربوهيدرات التي يحصل عليها الجسم من تناول الخبز، البطاطا، الأرز، الكعك وغيرها من أغذية عديدة أخرى، تتفكك وتتحلل بشكل تدريجي.
وتبدأ عملية التفكك والتحلل هذه في المعدة، ثم تستمر في الإثني عشر وفي الأمعاء الدقيقة، وتنتج عن عملية التفكك والتحلل هذه مجموعة من السكريات (كربوهيدرات) يتم امتصاصها في الدورة الدموية.
وكذلك من خلال خلايا الإفراز الداخلي الموجودة في البنكرياس، والتي تسمى خلايا بيتا، حساسة جدا لارتفاع مستوى السكر في الدم وتقوم بإفراز هُرمون الإنسولين. والإنسولين هو جسر أساسي لدخول جزيئات السكر، الجلوكوز، إلى داخل العضلات حيث يتم استعماله كمصدر للطاقة، وإلى أنسجة الدهن والكبد حيث يتم تخزينه.
المرض الخامس الأكثر شيوعا ، هو الكولسترول، وهو مركب موجود في كل خلية من خلايا الجسم، ويقوم باستعماله لبناء خلايا جديدة ومعافاة، ولإنتاج هورمونات ضرورية له.
وإذا كان مستوى الكولسترول في الدم مرتفعا، فمعنى هذا أن ترسبات دهنية ستتكون داخل جدران الأوعية الدموية، وستعيق هذه الترسبات، في نهاية الأمر، تدفق الدم في الشرايين.
وارتفاع مستوى الكوليسترول في الجسم ينتج عنه عدم حصول الدم على كمية الدم الغني بالأكسجين التي يحتاج إليها، الأمر الذي سيزيد احتمال الإصابة بنوبة قلبية، إضافة إلى عدم وصول الدم إلى المخ كما يجب فقد يؤدي إلى الإصابة بسكتة مخيَة (أو: سكتة دماغية).
المصدر: سكاي نيوز