تتطلب حياتنا العملية الاختلاط بالآخرين والعمل ضمن نظام فرق من أجل زيادة الإنتاجية وإنجاح المهام التي نضطلع بها، لكننا قد نجد أنفسنا في بعض الأحيان ملزمين بإلقاء خطاب ما أو التعبير عن رفضنا أو تأييدنا لأحد القرارات علانية، وهو ما يمثل مشكلة كبرى بالنسبة لكثيرين. ويعتبر التحدث أمام الآخرين هاجسا يؤرق كثير من المتحدثين، ويمكن أن يمثل تجربة مرهقة للأعصاب بشكل كبير.
وقدمت الكاتبة ليزا إيفانز، في تقرير نشرته مجلة “فاست كومباني” الأميركية، جميع الأسباب التي تؤدي لفشل الأشخاص في التحدث أمام العامة وسبل معالجتها:
-عدم معرفة وفهم الجمهور الذي تتحدث أمامه: ذكرت إيزولدا تراختنبيرغ، مؤلفة كتاب “تحدث من الداخل: تفاعل وألهم وحفز أي جمهور”، أن أحد أكثر الأسباب التي تجعل الأشخاص يعانون من التحدث أمام العامة، هو أنهم لا يفهمون توجهات ورغبات الجماهير التي ستستمع إليهم.
يمكنك التدرب على خطابك مرارا وتكرارا بهدف إتقان إيقاع كلماتك وتوقيت قولها، فقضاء الوقت في تعزيز مهارات الاستماع والوعي والإدراك سيمكنك من تقديم خطاب أكثر إقناعا بالنسبة لك ولجمهورك، يمكنك الطلب من منظم الحفل أن يمدك بلائحة الأشخاص الذين سيكونون حاضرين، حتى يتسنى لك الاستعداد بشكل جيد انطلاقا من فهمك لهذه الجماهير.
ويمكنك بناء علاقة ودية مع جمهورك فور صعودك فوق المنبر الذي سيحتضن خطابك من خلال سؤالهم عن هويتهم وعن الأمور التي يتطلعون لها نظير تخصيص وقتهم للاستماع إليك.
-حفظ الكلمات وعدم التدرب على حركات الجسد: يتطلب التحضير لإجراء عرض تقديمي أو التحدث أمام الجمهور أكثر من مجرد حفظ كلمات الخطاب الذي ستلقيه.
إن إحماء جسدك وعقلك وروحك قبل الخروج إلى المسرح والتكلم أمام الناس، يعد أحد أسرار الإعداد المناسب. ولتحضير الجسد بشكل مثالي، توصي تراختنبيرغ بالمشي في المكان لمدة تتراوح بين دقيقتين وثلاث دقائق لتحسين عملية التنفس وإدخال مزيد من الأكسجين إلى الدم، وهو ما يجعل الجسد أكثر استرخاء، فأسوأ شيء يمكننا القيام به هو الصعود لإلقاء خطاب ما ونحن نشعر بالتوتر.
لذا يمكن إجراء تمرين التنفس بشكل عميق، الشهيق لأربع ثوان والزفير لأربع ثوان أخرى وتكرار ذلك مرة أخرى.
ويجدر بك تكرار هذه الدورة لثلاث أو أربع مرات، وهو ما سيسمح بإبطاء معدل ضربات القلب ويدفعك للشعور بالهدوء، فالتنفس بشكل طبيعي يقلل من مستويات التوتر ويساعدك في أن تبدو هادئا فور اعتلائك منبرا ما للتحدث أمام العامة.
-عدم التحدث من القلب: تحدثك من القلب والتعبير عن نفسك بواسطة كلمات حقيقية وغير مصطنعة خلال إلقائك لخطابك تعد أفضل طريقة للقيام بذلك. وبإمكان الخطابات النابعة من القلب أن تثير إعجاب الحاضرين وتجذبهم إلى عرضك وتخلق لحظات لا تنسى في حياتك.
-التدرب على إلقاء الخطاب بشكل مبالغ فيه: من المؤكد أن الممارسة تؤدي إلى الإتقان، لكن الإفراط في التدرب على خطابك يفقد كلماتك لهيبها، وهو ما سيجعلك تبدو مملا ويجعل خطابك رتيبا. ولتجنب حدوث ذلك، قم بكتابة النقاط الرئيسة التي ستتطرق إليها خلال خطابك على ورقة، لكن تجنب كتابة خطابك كاملا، فذلك سيمنعك من التفاعل بشكل كافٍ مع جمهورك.
في حين يشير قيامك بكتابة الأفكار الرئيسة فقط إلى أنك تعرف جوهر الأمور التي تريد قولها، فضلا عن أن ذلك سيسهم في إضفاء مزيد من المرونة على خطابك بشكل يجعل نسيانك لبعض الكلمات أمرا ثانويا.
المصدر: ديلي ميل