لسنوات عديدة، دعا “فيسبوك” (ومواقع أخرى) مستخدميه لتأمين حساباتهم عبر المصادقة الثنائية أو التوثيق بعاملين، والتي تتطلّب إدخالهم أرقام هواتفهم، كي يتلقّوا رسالةً نصيّة تتضمّن رمز أمان كي يدخلوا إلى حساباتهم، في كلّ مرةٍ يفعلون ذلك من جهاز جديد. لكنّ ميزة الأمان تلك، لم تؤدّ الدور الذي ظنّه المستخدمون منها، بل أضعفت أمنهم الإلكتروني.
أكد “فيسبوك”، العام الماضي، أنه يستخدم أرقام الهواتف التي يدخلها مستخدموه لحماية حساباتهم، إلا أن الباحثة في مجال أمن المعلومات والكاتبة في صحيفة “نيويورك تايمز”، زينب توفكي، أوضحت مؤخرا أن منصة التواصل الاجتماعي تسمح بالبحث عن أي مستخدم من خلال رقم هاتفه نفسه، والذي كان من المفترض أن يستخدم لأهداف أمنية فقط، وفقا لموقع “فاست كومباني”.
ولا يسمح “فيسبوك” لمستخدميه بإيقاف هذه الخاصيّة التي تنتهك خصوصيّتهم، إذ إنّهم لا يستطيعون حذف أرقام هواتفهم من بيانات “فيسبوك”. وأقصى ما يمكن للمستخدمين فعله في هذه الحالة هو جعل أرقام هواتفهم تظهر للأصدقاء فقط، وليس للعموم. ولفعل ذلك، على المستخدم الدخول إلى صفحة الإعدادات، والضغط على “كيف يمكن للناس العثور عليك والتواصل معك”، واختيار “من يمكنه البحث عنك باستخدام رقم الهاتف الذي زودتنا به”، ثم تغيير الخيار من “العامة” إلى “الأصدقاء”.
وتسبّب هذا الكشف بغضب المستخدمين الذين يكتشفون يوماً بعد يوم استغلال “فيسبوك” لبياناتهم وانتهاك الموقع لخصوصيّتهم، تحديداً بعد فضيحة “كامبريدج أناليتكا” العام الماضي، والكشف عن استغلال البيانات بغرض استهداف المستخدمين بالإعلانات.
المصدر: العربي الجديد