أكد وزراء خارجية دول الناتو عزم الحلف الحفاظ على وجوده العسكري في البحر الأسود، “ردا على تصرفات روسيا”، حسبما أفاد الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبيرغ، اليوم الثلاثاء.
وفي ختام اللقاء الذي عقد في بروكسل، بمشاركة كل من جورجيا وأوكرانيا، قال ستولتنبيرغ: “على مدار السنوات الأخيرة قام الناتو، ردا على تصرفات روسيا العدوانية، بتعزيز ملحوظ لوجوده في منطقة البحر الأسود، بحرا وجوا وبرا”، مضيفا أن “لقاء اليوم مع الحلفاء أعطى رسالة واضحة بشأن مواصلة تقديم الدعم العملي لأوكرانيا، وكذلك بشأن الحفاظ على وجودنا في منطقة البحر الأسود”.
وتطرق ستولتنبيرغ إلى الحادث في مضيق كيرتش (الرابط بين البحر الأسود وبحر آزوف)، حيث استخدم حرس الحدود الروسي، يوم 25 نوفمبر، القوة لاحتجاز 3 سفن حربية أوكرانية خرقت حدودها البحرية. وبهذا الصدد، اتهم مسؤول الناتو روسيا باستخدام شبه جزيرة القرم لبسط السيطرة المطلقة على بحر آزوف. ودعا ستولتنبيرغ روسيا إلى الإفراج عن السفن الأوكرانية وطواقمها بصورة فورية، مضيفا أن على موسكو ضمان حرية الملاحة في المنطقة وتوفير الوصول إلى الموانئ الأوكرانية بدون عوائق.
كما دعا الأمين العام للناتو موسكو إلى سحب اعترافها باستقلال جمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا، والذي أعلنت روسيا عنه عام 2008. وقال ستولتنبيرغ إن “على روسيا وقف الاعتراف باستقلال كلا الإقليمين وسحب قواتها العسكرية من هذه الأراضي الجورجية”، مجددا بذلك تمسك الحلف بمبدأ “سلامة جورجيا الإقليمية”.
وفي استعراضه لرؤية الحلف العامة لعلاقاته مع روسيا، قال ستولتنبيرغ إن الناتو يقر بأهمية مواصلة الحوار مع موسكو وبقاء قنوات الاتصال العسكرية معها مفتوحة، لمنع وقوع حوادث. مع ذلك فقد شدد الأمين العام على أن سياسة الحلف تجاه موسكو “ستبقى كما كانت في السابق ما لم تظهر في تصرفات روسيا تغيرات إيجابية، وخاصة في تعاملها مع أوكرانيا”.
وتأزمت العلاقات بين روسيا والناتو في مارس 2014، على خلفية انضمام شبه جزيرة القرم، التابعة لأوكرانيا السوفيتية (منذ 1954) ثم أوكرانيا المستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي (أواخر 1991)، إلى روسيا، وذلك بناء على نتائج استفتاء شعبي نظم في القرم إثر انقلاب فبراير 2014 في أوكرانيا. واتهمت السلطات الأوكرانية إضافة إلى الدول الغربية، روسيا بـ”ضم” القرم بطريقة غير شرعية، الأمر الذي تنفيه موسكو بشدة.
المصدر: وكالات