بعد أن نجت السلسلة سيئة الذكر «باب الحارة» من فخ الرقابة التي جرّبت إنهاء هذه المسخرة الفنية، تمكّن عرّابها بسّام الملا بمساعدة «نمسه» الممثل مصطفى الخاني تجاوز هذا المطب (الأخبار 15/6/2016). لكن رغم فراغ كاتب السيناريو سليمان عبد العزيز من جميع حلقات الجزء التاسع الذي وُقّعت عقوده مع غالبية الممثلين والفنيين، والذي كان من المفترض أن يبدأ تصويره منذ فترة ليعرض في رمضان المقبل، دبّ خلاف في صفوف صانعي هذه «التحفة» ولم نعد نملك سوى الدعاء لمزيد من الشقاق والفرقة بينهم عساها تكون خاتمة أحزان المشاهدين وإنهاء مسيرة واحد من رموز انحطاط الدراما السورية!
وسام كنعان/جريدة الاخبار
في التفاصيل، سبق أن علمت «الأخبار» عن استياء عدد كبير من نجوم المسلسل وعلى رأسهم عبّاس النوري (الصورة) من الشكل الذي ظهر عليه في الجزء الأخير، ومن تسيّد «النمس» المشهد وتحوّله الجذري من أبله منبوذ في الأجزاء السابقة، إلى شخصية لا يشق لها غبار تكشف جريمة تهريب آثار كبيرة، فضلاً عن أنه يسحب المسلسل مع مجموعة ممثلين آخرين نحو التهريج المبتذل. إلى جانب بزوغ نجم عائلة الملا الجديد «بكر الآغا» و«عكيد الحارة المنتظر» أدهم بسّام الملا.
كل ذلك، جعل من هذا المرض التلفزيوني مستعصياً، ليس على «العطّار أبو عصام» وحده، بل على جميع رجال «حارة الضبع» وحكمائها، ومن حلف بمجدهم الضائع!
توريث الفن فكرة استساغها «صانع الفانتازيا الشامية»، فقرّر أن يضم إلى عائلة المسلسل ابنته شمس الملا بدور أساسي في المسلسل، إلى جانب ازدياد مساحة الرجولة و«الزكرتاوية» في دور أدهم في الجزء التاسع! في حين سيبقى «النمس» مستفرداً بالبطولة ولا أحد يضاهي حضوره. كيف لا؟ وصاحب هذه الشخصية بات يلقّبه زملاؤه في الوسط الفني بـ «صهر الدولة» لما يملكه من حظوة واسعة في سوريا هذه الأيّام.
هذه المعطيات جعلت النجم عبّاس النوري يعيد حساباته، ويعد للألف، قبل أن يوافق على تجسيد دوره في الجزء التاسع، رغم أنه أبرم عقداً على الجزأين معاً (الثامن والتاسع)، وتقاضى أجراً كبيراً جداً، هو الأعلى في المسلسل. غير أنّ الصيغة التي كُتب من خلالها الجزء التاسع تقرّب النوري من الاعتذار عن عدم العمل فيه.
أيام قليلة وسيسمع جمهور «باب الحارة» الكثير من المفاجآت، عساها تكون خيراً ونقفل صفحة مهينة في تاريخ الدراما السورية!
المصدر: جريدة الاخبار