تنافس الدراما السورية بقوة الأعمال الرمضانية العربية في ظل الأزمة التي تضرب البلاد منذ 5 سنوات، لكن العائق الأساسي أمام الممثلين لم يعد الحرب بل تداعياتها الاقتصادية.
إذ انعكس الأمر على الممثلين الذين أصبحت أجورهم جد منخفضة بالمقارنة مع ظروف المعيشة، وذلك جراء حصولهم على بدل أتعابهم بالعملة المحلية الليرة السورية المنهارة أمام الدولار منذ بداية الأزمة في البلاد.
كما أصبحت شركات الإنتاج تتعامل مع الممثلين بـ “مزاجية” حيث تدفع أجور الممثلين بالعملة المحلية فيما تبيع أعمالها بالدولار الأمريكي، لكن الأمر لا ينطبق على الجميع حيث يُمنح نجوم الصف الأول في الدراما السورية أجورهم بالدولار.
وفيما كثرت الشكاوى من تدني الأجور وظروف الإنتاج لا يملك الممثلون سوى الرفض أو القبول في غياب من يحاسب أو يدقق أو ينظم قطاع أجور الفنانين، حيث أكد عدد من الممثلين السوريين من قبيل الممثل فادي صبيح والممثلة شكران مرتجى، أن عددا كبيرا من الشركات المنتجة باتت تتعاطى مع الأجور ومواعيد الدفع بطريقة مهينة إلى درجة أنها تمتنع عن الرد على اتصالات الممثلين، وكأنهم يتسوّلون أجورهم.
لكن الأمر ليس ساريا على جميع الشركات المنتجة حيث ما تزال بعض الشركات تتعامل مع الممثلين بحرفية واحترام رغم الأجور المتدنية بسبب الأزمة الاقتصادية.
وتركز شركات الإنتاج على الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد بتهاوي الليرة السورية أمام الدولار وفقدانها قيمتها، فضلا عن تذرعها بصعوبة تسويق الأعمال الفنية.
ويظهر في الأفق مشكل آخر يؤثر على أزمة تدني الأجور وهو “ظهور منتوج صيني” في الدراما السورية، وهي ظاهرة وجود أعمال درامية تنتج بمبالغ لا تتعدى 40 ألف دولار أي ما يعادل اجر ممثل واحد قبل الحرب،
بالإضافة إلى المنتجين الدخلاء الذين بدأوا إنتاج مسلسلات “سخيفة” ميزانيتها لا تتعدى أجر ممثل واحد.
في المقابل لم ترد أية إجابات من قبل شركات الإنتاج التي وإن أجابت عن هذه القضية قالت إن “الأجور كلها ارتفعت رغم أن بعضهم يقبض بالدولار وبعضهم الآخر يقبض بالليرة السورية، إلا أن المبالغ متقاربة جداً بالنسبة للجميع”، فيما أشارت بعض الشركات الأخري إلى أنها تدفع أجورها بالدولار لبعض الممثلين وبالليرة السورية لممثلين آخرين، كل وفق مكانته وبالمستوى الذي سيخدم فيه المشروع.
ورغم كل تلك المشاكل التي يعانيها الممثلون السوريون فإنهم يجمعون على ضرورة العمل على تخطي مثل هذه الأزمات بتقديم أعمال جيدة يمكنها خوض المنافسة بقوة وسط سباق الدراما الرمضانية وتحقيق النجاح المطلوب ورضى المشاهد العربي.