أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله “أن المقاومة صنعت القوة من الإيمان والإرادة، وراكمت الانجازات لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم، لتصبح من ضمن معادلة الجيش والشعب والمقاومة مظلة الحماية لبلدنا، والقادرة على التأثير في المعادلات الإقليمية، ففي السابق كان الإسرائيلي يقول إنه يستطيع أن يحتل لبنان بفرقة موسيقية، وكنا نحن العرب والمسلمون وفي لبنان نذهب ونبكي على أبواب مجلس الأمن ولا يفتح أحد لنا الأبواب، ولكن المعادلات تغيرت اليوم، وأصبح لبنان بفضل هذه المقاومة هو الذي يؤثر في المنطقة، وهناك من يدعوه للانسحاب من معادلات المنطقة، بعدما كنا في السابق ندعو إلى انسحاب القوات الأجنبية من لبنان، وهذا بفضل هؤلاء المجاهدين والشهداء”.
وخلال رعايته حفل توقيع المجموعات القصصية الثلاث للعلامة الشيخ كاظم ياسين في قاعة المنتدى الثقافي الاجتماعي في بلدة العباسية الجنوبية، شدد فضل الله على “أن هذه أدوار جديدة كنا ملزمين أن نؤديها من أجل حماية بلدنا، فعندما انتصرنا في العام 1985، وحررنا أرضنا في العام 2000، وانتصرت دماء الشهداء في العام 2006 وكذلك في مواجهة التكفيريين، أصبح للبنان إسم ودور اليوم، ما دفع بنتنياهو للذهاب إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة ليقدم الشكاوى”.
وأكد فضل الله “أن قوة المقاومة في حال تصاعدية أيا تكن التحديات والتهديدات والعقوبات التي لن تؤثر لا على قوة المقاومة ولا على صلابتها ولا على إرادتها، وهذا دليل على ضعف أعدائها، حيث أنهم ما عاد بإمكانهم أن يهزموها في الميدان، وهي في كل تاريخها منذ العام 1982 إلى اليوم، لم تهزم في الميدان، وحققت الانتصار تلو الانتصار، والانجاز تلو الانجاز، إلى أن وصلنا إلى بلد يعيش في أمن وأمان واستقرار، وهذه من نعم الله الكبرى علينا، فضلا عن أنها أعطت الكرامة والعنفوان لمن يريد أن يعيش بكرامة وعنفوان في لبنان، وإذا كان هناك من لا يريد أن ينال هذه الكرامة ويعيش في شيء آخر فهذا شأنه، ولكن نحن نتحدث عن أهل الكرامة والعنفوان”.
وأسف لـ”عدم استطاعة جزء كبير من السياسيين في لبنان أن يلتقط هذه الفرصة التاريخية التي أصبح فيها لبنان آمنا ومستقرا وقويا وعزيزا وكريما، ليسهموا في بناء مؤسسات في دولة تكون بمستوى تضحيات هؤلاء الشهداء والشعب اللبناني، لأن هناك في لبنان من لديه عقل في جيبه، فيفكر من جيبته، ونبض قلبه من حسابات البنك، فيفكر كم في مقدوره أن يحصل على النقود، وعليه فإننا نعيش بهذه والمآسي والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، بسبب وجود طغمة سياسية في لبنان تفكر بهذه الطريقة”.
وأشار إلى أنه “لا يزال لدينا أفرقاء سياسيون في البلد يتناتشون على الحصص والمغانم والمكاسب، ويتصارعون من أجل أنفسهم وليس من أجل البلد الذي ينتظر تشكيل الحكومة، بسبب عدم وجود موازين ولا معايير موحدة”، متسائلا: “لماذا تضيعون الوقت يا من تشكلون الحكومة علما أنكم في النهاية ستشكلونها، ولماذا لا تعطون كل صاحب حق حقه، لا سيما وأن الانتخابات النيابية أفرزت واقعا معينا”.
ولفت إلى “أن اليوم هناك مشكلة على المستوى الاقتصادي والمعيشي وكذلك في مالية الدولة، وجزء من هذه المشكلة هو الهدر والفساد، وهناك من لا يتحسس المسؤولية، ويعتبر أنه لا يوجد حسيب ورقيب، ولا سلطة رأي عام ولا إعلام ولا مجلس نيابي ولا رقابة تؤثر فيه، لأن البلد بني كله بهذه التركيبة العوجاء”.
وأضاف فضل الله “نحن في حزب الله أطلقنا وعلى لسان سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مشروعا لمكافحة الفساد، يتمتع بصدقية وبجدية عالية، وقد وضعت له الآليات وبرنامج العمل، وجزء منه يتعلق بالتشريعات، وجزء آخر بأداء المؤسسات، ولكن هذا المشروع يستهدف حماية المال العام وفق خطة عملية، ونحن نعمل وفق الأولويات التي تحددها قيادة حزب الله، وإن شاء الله بالتعاون مع المخلصين، نتمكن من الحد من الهدر ومواجهة الفساد وحماية المال العام، بقدر الإمكانات المتوفرة لدينا والآليات القانونية الموجودة، ولا أحد يقيس هذا الملف على أداء المقاومة في الميدان، لأن الموضوع مختلف تماما، فهناك من يطرح علينا دائما سؤالا، بأنه من يغير المعادلات في المنطقة، ألا يستطيع أن يأتي بالفاسدين واللصوص إلى السجن، ولكن المعادلة هنا مختلفة، فالقضاء هو من يأتي بالفاسدين إلى السجن، ونحن لسنا الجهة التي تلقي القبض على الفاسد وتأخذه إلى السجن، بل نحن نفضح الفاسد، ونراقب عمل الوزارات والإدارات، ونقدم المعطيات وفق الآليات القانونية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام