فيما يلي كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في العيد الفضي للمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم في مجمع سيد الشهداء (ع) 19-10-2018.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
أولا أبارك للإخوة والأخوات جميعا في هذه المؤسسة المباركة. المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم مدارس الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. لمجلس الإدارة رئيسا وأعضاء، للكادر التعليليمي والإداري ولكل موظفيها والعاملين فيها ولكل طلابها ولكل خريجها. بهذه المناسبة الجميلة والطيبة والمباركة. خمسة وعشرون عاما مضت من عمر هذه المؤسسة مع كل هذه الإنجازات والعطاءات والتضحيات والنتائج الطيبة التي نراها شاخصة أمام أعيننا اليوم. يشرفني أن أشارككم في إحتفالكم الكريم هذا بهذه المناسبة الجليلة.
بطبيعة الحال كالعادة أنا أقسم الكلام قسمين:
قسم له علاقة بالمناسبة والمؤسسة وما يحيط بها ضمن الوقت المتاح. وقسم يتعلق بالوضع العام لأنه في نهاية المطاف يتوقع مني أنه يجب أن أتناول الأحداث السياسية.
في القسم الأول لا شك أننا نحن أمام جهود وتضحيات كبيرة جدا وعطاءات مهمة حصلت منذ إنطلاقة هذه المؤسسة عام 1993 وأنا أذكر البدايات وعلى طول هذه المسيرة عندما نتحدث عن العمل وعن الجهد وعن الناتج وعن الإنجاز أنا دائما أقول هو حصيلة جهود الجميع لا يجوز أن نختصر تضحيات وعطاءات وإنجازات جماعة كبيرة من عدة ألاف من الأشخاص من الإخوة والأخوات بشخص واحد أو بعنوان واحد.
هذه ثمار جهودكم أجمعين كتفا إلى كتف ويدا بيد. طبعا لابد في بداية الكلمة أن يحضرنا الذكرى الطيبة والعطرة لأخ عزيز ومعلم كبير وعالم مجاهد وجليل كان منذ بدايات مسيرة هذه المؤسسة كان في التأسيس مؤسسا، وأبا وأخاً كبيرا وفي الحقيقة بذل في سبيل هذه المؤسسة، وأمان بها، وبذل فيها خلاصة عمره، هو سماحة المرحوم سماحة الشيخ مصطفى قصير رحمة الله عليه ورضوان الله تعالى عليه. الذي أنفق بقية عمره، بقية عمره كلها كانت في هذه المؤسسة، مع العلم أنه بمسيرة حزب الله كان يمكن أن يتحمل مسؤوليات أكبر، كان يمكن أن يتواجد في مواقع بحسب الظاهر أهم أو أشد أو أقوى تأثيرا إلا أن إيمانه بهذه المؤسسة، إيمانه بهذا المشروع لأننا نحن لا نتحدث عن كيان بمعزل عن المشروع وعن الهدف، الأمال التي كان يعقدها كما نعقدها نحن أيضا على هذه المؤسسة وعلى هذا المشروع جعله يصرف كل وقته وكل عمره إلى الرمق الأخير من حياته وهو على فراش المرض والموت رحمة الله عليه.
نحن اليوم عندما نتطلع إلى المؤسسة، شاهدنا التقرير على الشاشة، يوم أمس أنا وصلني تقرير مفصل أوسع مما عرض على الشاشة حول عمل المؤسسة في الجوانب المختلفة أرسله الأخ العزيز الدكتور حسين وأنا قرأته بالكامل وأعتقد أننا في الحقيقة بعد خمسة وعشرين عاما أمام تطور نوعي كبير وأمام تطور كمي كبير في عمل المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم.
وعلى كل الصعد، على كل الصعد التي يمكن أن نتحدث عنها، سواء على مستوى الرؤية الفكرية والتربوية التي تستند إليها وضوح الطريق، وضوح الأهداف، هذا امر مهم أن يسير الواحد على هدى واضح هو إلى أين يريد أن يصل وما هي الطريق التي سيسلكها وما هي الأعمال التي يجب أن يقوم بها، السير على هدى وليس خبط عشواء.
على مستوى الرؤية، على مستوى الكادر البشري، التعليمي والإداري وتتطور هذا الكادر وكفاءات هذا الكادر على مستوى المناهج وتطور وتطوير المناهج على مستوى المنشآت وعددها طبعا مع الظروف الصعبة التي مررنا بها خلال 25 سنة سواء الظروف الأمنية أو السياسية أو الضغوط أو الأوضاع المالية أو الاستحقاقات المتنوعة التي كانت تواجهنا مع ذلك، هذا العدد من المنشآت خلال هذه المدة من الزمن هو عدد كبير وعدد الطلاب الموجودين وعدد الخريجين والنتائج أيضا، النتائج كمحصلة هي مهمة جدا.
أنا منذ البداية كبقية إخواني عندما إتخذنا هذا القرار نحن بدأنا بهذا الموضوع كنا ندرسه ونفكر به عامي 91 92 ، عام 93 نضج بشكل كبير وعزم الإخوة على أن نسير في هذا الطريق وتم تأسيس المؤسسة وإلى اليوم المسار العملي، الإنجاز، يعزز هذه القناعات، أنا أقول لكم بكل صراحة أنا كنت أؤمن بهذه المؤسسة ومازالت أؤمن بها كبقية إخواني أؤمن بها بقوة وأراهن عليها، على دورها، على موقعها في هذه المسيرة وأفتخر أيضا بإنجازاتها ونجاحاتها وسنبقى إن شاء الله بهمتكم العالية تصنع الإنجازات والانتصارات ونفتخر بها.
من الواضح أيضا أن الجهد الذي بذل جهد كبير لأن الظروف كما قلنا كانت ظروف صعبة، تارة هناك مؤسسة تنطلق وتتحرك بمناطق مختلفة في ظروف أمنية جيدة ومساعدة، تعلمون منذ العام 93 لليوم دائما كان هناك أحداث وتطورات وصعوبات وتحديات ومخاطر سواء على المستوى الأمني، على المستوى السياسي، على مستوى الضغوط والاستحقاقات المختلفة كما أشرت قبل قليل هذا يعني أن ما بذل هو جهد مضاعف.
هذه النتائج اليوم التي نحتفل بها بعد 25 سنة هي ببركة إخلاصكم أنتم وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى لكم بالدرجة الأولى وهذا فضل الله عليكم لكن بالمباشر بالأسباب الطبيعية هو ببركة إخلاصكم جميعا وتفانيكم وعملكم الدؤوب وعقولكم النيرة، وتعاونكم الصادق فيما بينكم وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن ونحن بالتأكيد نتطلع إلى مستقبل واعد لهذه المؤسسة ولمدارسها ونتطلع إلى المزيد من التطور النوعي وإلى المزيد من التطور الكمي على كل صعيد.
وأنا أقول لكم نحن مسيرة إن شاء الله في كل مساراتها ومؤسساتها وتشكيلاتها وبرامجها هي تسير إلى الأمام. نحن سوف نضمي إلى مزيد من التطور النوعي والكمي رغم رهانات الاعداء رغم العقوبات، رغم الراهنات المتنوعة لأننا نحن سنذهب إلى ظروف صعبة. نحن أين كنا؟ نحن منذ ولدنا كحركة ومسيرة مقاومة نعيش ظروفاً صعبة وقاسية بل بالعكس أنا أقول لكم أقول لكم بضرس قاطع على كل المستويات السياسية، والأمنية، والنفسية، والروحية، والمعنوية، والمالية والشعبية والأجتماعية، والمحلية، والإقليمية نحن أفضل من أي زمن مضى.
أفضل من اي زمن مضى وسنكون كذلك إن شاء الله في وضعنا الحالي رغم كل الصعوبات التي تحيط بنا إذا ما قسنا ذلك بعديدنا وعدتنا ومالنا وإمكانيتنا بالثمانينات أو بالتسعينات أو حتى في العقد الماضي وضعنا بألف خير وسيبقى إن شاء الله بألف خير. ولذلك التصور هو أننا سنضمي إلى الأمام ولن نقف حيث نحن هذا الأمر يجب أن ينعكس على كل المؤسسات ضمن المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم.
من خلال إطلاعي على التقرير يبدو أنه ليس لدينا الكثير من الأمور التي يجب أن نقولها للإخوة والأخوات في المؤسسة ولكن بعض الأمور لابد من التذكير بها والتأكيد عليها ومن باب التأكيد والتركيز. النقطة الأولى التأكيد على العمل بروحية الوثيقة التربوية التي شاركت أيضا إدارة المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم إضافة إلى بية المؤسسات والوحدات التربوية في وضعها وإقرارها مؤخرا على المستوى الداخلي. هذا أمر مهم لأنه يعطينا وحدة رؤية نسير من خلالها جميعا وكلنا يلتزم بالدور الموكل إليه وبموقعه وبالوظيفة المحددة له ونسير كجسم واحد متكامل باتجاه الهدف الواحد والمحدد.
الأمر الثاني هو أهمية ما بدأتم به في السنوات الماضية، التواصل بين المؤسسات. أهم أمر أن لا تكون لدينا حالة من العزلة، صحيح عمل المؤسسة بالأعم الاغلب عمل داخلي لديه 17 مدرسة يعمل بهم بأساتذتهم وطلابهم معلميهم مناهجهم تطويرهم مشاكلهم اللوجستية غالبا هذا المستوى من الانشغال يدفع إلى العزلة أو الانزواء. أنا ما يجب أن أؤكد عليه هو الانفتاح التواصل والانفتاح على جميع المؤسسات التربوية في لبنان في الوسط الإسلامي وفي الوسط المسيحي بمعزل عن أي حدود أو فواصل مذهبية أو طائفية بل اكثر من ذلك حتى بمعزل عن الحدود والفواصل السياسية.
لأن التواصل في القطاع التربوي بين العاملين في المجال التربوي يمكن أن يشكل نوعاً من الحصانة الوطنية والحصانة الاجتماعية بالرغم من وجود خلافات سياسية أو خصومات سياسية أو نزاعات وصراعات سياسية في البلد. في مكان ما مهما كان الصراع السياسي والخلاف السياسي في البلد يجب أن لا يؤدي إلى انقسامات حادة على المستوى الاجتماعي وهناك أطر ومؤسسات وشرائح يجب ان تحرص على مستوى من التواصل فيما بينها والمؤساست التربوية هي الأجدر أن تقوم بذلك لأن ما بينها من طبيعة المهام ومن المشتركات ومن القضايا المطلبية أيضا في المجال المطلبي هو كبير، حجم التلاقي بين المؤسسات التربوية في لبنان وإن كانت لها إنتماءات سياسية مختلفة ومتناقضة أحيانا، حجم التلاقي يمكن أن يكون كبيرا. هذه نقطة أنا أعلم أن المؤسسة سارت بها وبقية المؤسسات التربوية أيضا سارت بها لكن أحببت اليوم أيضا في هذه الذكرى ان أؤكد على أهمية هذا الموضوع.
الامر الثالث، من الواضح من خلال التقرير انه يوجد جهد مميز يعطى في مجال التربية، وانا اريد أن أؤكد على هذه النقطة، احياناً يحكى عن التربية والتعليم ويا أخي نحن نرضى أن يكونوا في كفةٍ ككفتي ميزان، وهنا نكون كمن يتنازل في الحقيقة. الأولوية يجب ان تكون للتربية ثم التعليم، الاصل هكذا، بالمرجعية الفكرية التابعة لنا هكذا. الله سبحانه وتعالى عندما يتكلم عن بعض الانبياء عليهم السلام وخصوصاً عندما يتحدث عن رسول الله (ص) يقول: “ويزكيهم ويعلمهم” ولم يقل: يعلمهم ويزكيهم، فهو قدم التزكية بالنفس، يعني في المصطلح الحالي نقول التربية. تربية الاشخاص، تربية الانسان، قدمها على التعليم ونحن ما نطمح إليه أن يأتي يوم وتصبح فيه المدارس هي مدارس تربية قبل التعليم، وتصبح مدارس تعليم بعد التربية، وان تًخرج الانسان. الانسان صاحب الصفات الانسانية والاخلاقية والايمانية والوطنية المطلوبة لمجتمعه ووطنه ولشعبه وبيئته وأمته.
في المؤسسة انا احب ان أؤكد على هذا الموضوع، لأنه في الحقيقة كما كنا نتكلم دائماً ان العلم لوحده بمعزل عن جانب التربية والتهذيب والتزكية للأنفس والاشخاص، العلم هو سلاح ذو حدين مثل أي شيئين مثل المال سلاح ذو حدين، السلاح والبندقية والصاروخ أيضاً هؤلاء سلاح ذو حدين ويمكن ان يستخدم هذا السلاح وهذه البندقية وهذه الطائرة وهذه الدبابة وهذا الصاروخ للعدوان على الناس ولإحتلال اراضي الاخرين وانتهاك مقدساتهم كما حصل ويحصل في فلسطين وفي اكثر من بلد في العالم وللهيمنة والسيطرة، ويمكن ان يستخدم نفس هذا السلاح للدفاع عن المظلومين والمضطهدين والمعذبين والمحتلة ارضهم او للدفاع عن شعبنا وأرضنا وعن خيراتنا.
السلاح نفسه ممكن أن يأخذ عنوان الخير ومن الممكن أن يأخذ عنوان الشر بحسب النية والاستخدام. المال كذلك الامر، فمرة تبني بالمال المدارس، وتبني مستشفيات ومراكز صحية، وتبني به طرقات ومساكن للناس، وتنفق من خلاله على إيجاد بنية إقتصادية حقيقية في بلدك حتى تعيش الناس ولو في مستوى الحد الأدنى من العيش الكريم، أو أن تستخدم هذا المال في الفتنة وفي التحريض والانقسامات، وفي الحروب الأهلية، وفي الحروب المدمرة، وفي استرضاء الأعداء من أجل كرسي هنا أو عرش هناك كما يحصل. العلم، نفس الامر، فقد يستخدم في خدمة الانسانية، وأيضاً في القضاء على الانسانية، في خدمة العدل وفي خدمة الظلم.
اليوم أميركا وإسرائيل يستخدمان العلم والتكنولوجيا والتطور العلمي للهيمنة والاستكبار والسيطرة والنهب وسرقة أموال الشعوب، ومقدرات الشعوب، وإذلال الشعوب والحكومات والحكام، وبالنهاية هذا علم. ومن هنا أتى التأكيد الدائم على أهمية التربية قبل التعليم. دائماً أرى المؤسسات التربوية تتنافس في المجالات العلمية وتتنافس في الانجازات والنتائج. العديد من المؤسسات الاعلامية يهمها أنه عندما تنتهي امتحانات البريفيه أو البكالوريا القسم الثاني، كوننا نتكلم عن الثانويات، أن تأتي وتقدم تقريراً أنه مثلاً مستوى النجاح لديها 100% او 98-99% وهكذا، ومن أجل أن يصلوا الى ال 100% او 99% يقومون بمجموعة اجراءات قد تكون أحيانا قاسية على الطلاب وعلى اهالي الطلاب، وقد يكون لها مردودات نفسية أيضاً سلبية وغير مناسبة لكن يقول لك ان لديّ هدف وأريد أن أحافظ عليه ولو كان له سلبيات او عوارض جانبية من هذا النوع.
انا ادعو المؤسسات هذه الى التنفاس ليس فقط من الناحية العلمية ونتائج الشهادات (لا اعلم كيف يمكن ان يعالج هذا الموضوع ، توضع له ضوابط ومعايير) هذه المدارس من تخرج؟ جيد، هذا الاول على لبنان وهذا الثاني وهذا الثالث وهذا جيد وممتاز، لكن في الصفحة الثانية نحن الشخص الذي نخرّجه من المدرسة هذا انسان خلوق؟ انسان متواضع؟ انسان خدوم؟ انسان مستعد للتضحية؟ انسان مؤمن؟ انسان يريد الخير للآخرين؟ او في المقابل هو انسان متكبر ومتعجرف وانسان أناني ويهمه مصلحته ولو على حساب حقوق الآخرين وكرامة الآخرين ومشاعر الآخرين؟
هذا الانسان الذي نقدم له شهادة عالية وندوّن بالانجاز العلمي انه متقدم جداً. هذا الجانب يجب أن نضع له معايير وموازين وأن يكون هو أيضاً مجال من مجالات المنافسة، وأنتم قادرون أن تقوموا بهذا الموضوع لأن واحدة من مهام المدارس هي صناعة الإنسان.
نحن كنا بالمدارس ونعلم، وعندما أكملنا بالحوزات العلمية التي هي ايضاً مدارس ونعلم مدى تأثر الطلاب بأساتذتهم ومعليمهم. يتأثرون كثيراً، وأستطيع أن أدعي بنسبة مئوية كبيرة أنهم يتأثرون أكثر من الأب والام. في مثل الوضع الذي نعيشه نحن من سنوات يمكن الطلاب يرون أساتذتهم أكثر مما يرون أهلهم خصوصاً مع الخليوي، لا احد يرى أحداً، ولكن في الحد الادنى بالمدرسة هو مجبر ان يغلقه وان يرى الاستاذ والمعلمة ويسمع لهم ويتكلم معهم ويسألوه وانا أدعي اليوم انهم يرون الأساتذة والمعلمات اكثر مما يرون الوالد والوالدة وفي طبيعة الحال في هذه السن شخصية الانسان تصاغ بالعمر الذي يأتي اليكم ( روضة، ابتدائي، تكميلي وثانوي) ليس بالجامعة تصاغ شخصيته. بالجامعة يذهب ويعبر عن شخصيته ويعبر عن انتمائه الفكري وعن انتمائه السياسي لذلك ترون الجامعات هي مساحة للنشاط الفكري والسياسي والحزبي وما شاكل اذا انفتح المجال. ليس في الجامعات تنبني شخصيته وإنما تبنى هنا في الروضة والابتدائي والتكميلي والثانوي) اكبر مهمة وأعظم مهمة وأقدس مهمة اليوم موجودة بين أيديكم التي هي صناعة الانسان، ومن هو الانسان الذي نقدمه؟
هذه نقطة أنا اتمنى ان تُدرّس ويأخذ بها. بعض المؤسسات تعمل على بناء جدول تنافسي لانه هذا مما يجب ان نتنافس فيه، التنافس الايجابي، مثل ما نتنافس من يقدم ناجحين اكثر لمجتمعه ومن يقدم متفوقين اكثر لمجتمعه يجب ان نتنافس من يقدم “أوادم” اكثر لمجتمعه ومحترمين اكثر ونزيهين اكثر ومتواضعين اكثر وخدومين اكثر لانه بالفهم الديني والاسلامي المجتمع يبدأ من هنا.
قبل الذهاب الى محاربة الظالم، اريد ان احاول ان لا يكون هناك ظالم، وقبل محاربة الفساد لاذهب واحاول ان لا يكون هناك فاسد وقبل الذهاب لعمل اجراء على الحرامي لأذهب واعمل لكي لا يكون هناك حرامي وهذا المدخل الطبيعي والصحيح والسليم.
الامر الأخير الذي له علاقة بالمؤسسة والمناسبة هو في الموضوع العلمي.
الاضافة التي اريد ان اضيفها في الموضوع العلمي وان اقوم بالإلفات إليها انه مرة يكون الاساتذة ( الاخوة والاخوات) همهم ان ينجح هذا الطالب آخر السنة وان يصعد الى الصف الأعلى ويأخذ الشهادة او ان يكون متفوق بمعزل عن حقيقة المستوى العلمي الحقيقي له او التحصيل العلمي له.
الدقة اين؟ هناك فرق كبير بين الحفظ والفهم، انا اتكلم لانني درست في المدارس وذهبت الى الحوزة العلمية واقول لكم انه يوجد فرق اساسي في الحوزة العلمية اسمه ليس المهم ان تحفظ بل المهم ان تفهم، وليس مهماً كم تحفظ بل المهم كمية استيعابك للفكرة وفهمك لها واختلاطها بدماغك وقلبك، وبالتالي تصبح جزءاً من كيانك.عندما تحفظ يمكن أن تنسى لاحقا ( سنة، سنتين او ثلاثة) يذهب عن بالك هذا الموضوع ولا يعود حاضرا. انا ارى مثلاً في كثير من الطلاب خصوصاً ببعض المواد مثلاً على سبيل المثال لنذهب الى مادة التاريخ او الجغرافيا او التربية الوطنية او الادب العربي او ما شابه تجدهم يحفظون ويذهب الطالب(ة) ويسمع بصم ويكتب بالامتحان بصم، ممتاز وأخذ الشهادة ومن الممكن ان يكون متفوقاً ولكن بعد سنة او سنتين انتهى كل شيء، لان الذي يحفظه سينساه ولكن الذي يفهم يكتب ويترسخ بالدماغ عنده ويصبح حاضراً ويصبح جزءاً من شخصيته.
نحن لا يجب ان يكون هاجسنا الشهادة والتفوق، بل ان يكون هاجسنا المضمون العلمي والتحصيل العلمي. هذا الجيل الذي نقوم بتعليمه من المهم ان يكون جيلاً يفهم كل شيء عن عقل ووعي وعن دراية وحتى لو لديه نقاش فلندعه يناقش، ويجب أن نشجع الطلاب على المناقشة ولا يجب ان يكونو متلقين فقط، فعندما يكون متلق فقط يكون فهمه ايضاً متزلزلاً.
ندخل الى النقاش حتى في هذا العمر، لأن هذه المرحلة هي التي تبنى فيها القناعات، وتبنى فيها المرتكزات الفكرية والعناصر الاساسية في شخصية الانسان. المهم ان يصبح لدينا علماء حقيقيون وليس حفظة فقط وإنما علماء حقيقيون وهذا لاحقاً يعبّرعن نفسه في الجامعة وفي الاختصاص وحتى في المستوى الذي يجب ان ندفع به مجتمعنا اليوم، الذي هو ان لا يبقى مجتمعنا على المستوى العلمي بكل اختصاصته وعلى المستوى الفكري، يبقى فقط متلقياً ويتابع التطور العلمي والفكري في العالم، ونحن قادرين على ان نكون منتجين، ويجب ان نكون منتجين، ويجب ان ننتقل الى مرحلة الانتاج، لكن لا نستطيع ان نكون منتجين فكرياً وعلمياً اذا كان هناك فقط حفظة بل يجب ان يكون لدينا علماء حقيقيون في كل المجالات وكل الاختصاصات وهذا يبنى من البداية ولا يمكن ان نقوم به فقط في الجامعة وانما منذ البداية.
مسؤوليتكم كبيرة ، مسؤوليتكم في صنع الانسان هي مسؤولية مهمة وخطير وجسيمة وانتم اهل لها ان شاء الله، حتى الأن ليس فقط لنعطي شهادة لكم ليس فقط النجاحات التي لها علاقة بالشهادات والتفوق ايضاً في الاجيال التي قدمتموها والتي رأيناها في مسيرتنا ورأيناها في مجتمعنا وبلدنا وأين حضرت وكيف مارست وفي أي جبهات وأي متاريس وأي مواقع التحقت، سواء على المستوى الجهادي او المستوى الاجتماعي او على مستوى الخدمة العامة وهذا الأمر يجب ان نكمل به ونركز عليه ان شاء الله وانتم اهل لأن تنجزوا هذه المهمة الكبيرة والحساسة والصعبة.
اختم هذا الشق لأقول عندما اتكلم هنا في الموضوع العلمي وايضاً اتكلم هنا في الموضوع التربوي نحن واياكم المؤسسة الاسلامية للتربية والتعليم وكل المؤسسات التربوية وليس فقط في الجانب التربوي، نحن اليوم نواجه تحدي أيها الأخوة والاخوات. انا اتابع، والاخوان يأتون الي بخلاصات، اليوم ترى في اماكن عديدة يوجد دفع باتجاه مثلاً الالحاد! تسأله لماذا يا اخي انت ذاهب الى هذا الاتجاه يأتي ويقول أنا كفرت بالإسلام .
الان بعد الذي حصل في هذه الستة سبع سنوات يوجد شواهد من هذا النوع، لماذا؟ لأنني عندما أنظر الى العالم العربي والاسلامي لا أجد سوى الأمية والتخلف، ما هو العلاقة بين هذه وهذه، هنا مظلومية الإسلام، أنا شخصيا لا أعتقد أن هناك دينا، مع أنه كل الأديان السماوية أكدت على هذا الموضوع، لكنني أريد أن أتكلم بحجم التأكيد، لا يوجد رسالة أو حضارة طوال التاريخ أكدت على موضوع العلم والمعرفة مثل الإسلام، في القرآن تقرأه كله، موضوع العلم والعلماء والذين أوتوا العلم وووو الخ… في أحاديث النبي وفي سيرته، في موضوع العلم حتى من المهد الى اللحد، هذا الشعار معروف، يعني يجب أن تعلمه منذ أن كان رضيعا، ويظل يقرأ ويكتب ويتعلم ويسمع ويدرس حتى وهو على فراش الموت، وهذا موجود.
يوجد سابقة مثلا، في معركة بدر، سابقة ليس لها مثيل في التاريخ، ولا أعتقد أنها حصلت بعد ذلك، أن النبي لما أخذوا الاسرى في بدر من مشركي قريش من عبدة الاوثان، مع أن النبي والصحابة في ذلك الوقت كانوا بحاجة شديدة الى المال، وتعرفون أن قريش كانت قد صادرت أموالهم في مكة، وبيوتهم وكل ما يملكون، النبي لم يطلب فدية مالية مقابل الاسرى، لأنه كان بينهم أناس متعلمين وذاك المجتمع كان أمياً، قال لهم النبي: كل واحد منكم يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة مقابل حريته، اقرؤا التاريخ، هل يوجد قائد قام بما قام به الرسول؟ لم يأخذ ذهباً وفضة ولم يطلب المال، طلب التعليم، طبعاً هذا درس تاريخي، دائماً كان هناك تأكيد على طلب العلم والمعرفة، لذلك عندما كان الغرب غارقاً كله في الظلمات والجهل والامية ويحاسب العلماء ويعلقهم على أعواد المشانق ويقتلهم وووو إلخ كانت العصور الذهبية في هذه المنطقة، لا يجوز أن يأتي أحد ليحمّل الاسلام مسؤولية الأمية والجهل والتخلف الموجود اليوم في العالمين العربي والإسلامي، كلنا يعرف من الذي يتحمل المسؤولية، كذلك يقول لك أنه أنا يعني كفرت بالاسلام لأنني عندما أنظر الى العالم العربي والاسلامي والى شعوبنا لا أجد إلا الفقر والجوع والمرض والبطالة والعوز، يا أخي ما هي علاقة الإسلام بهذا الموضوع، مع العلم، أن الإسلام كدين سواء على مستوى القرآن الكتاب والسنة، حتى القرآن الكريم تجده تطرق الى هذه التفاصيل، عندما تكلم عن الزكاة وعن الصدقات الواجبة وعن الصدقات المستحبة ومستوى هائل من الاهتمام بشريحة الفقراء والمساكين والأيتام والمعوزين وابن السبيل الذي ضاقت به السبل، على مستوى التشريعات الدينية والإسلامية يوجد شيء مهول، ولو طبقت لما كان هناك فقير ولا مسكين ولا معوز ولا مديون، المشكلة ليست بالإسلام، المشكلة فينا، كذلك في الصورة التي قدمت الان في السنوات الاخيرة، طبعاً قدمت الان بشكل أبشع وأشد، صورة التوحش وتقطيع الايدي والأرجل والرؤوس وإستخراج الأكباد، وحرق الأجساد وما شاكل، ما علاقة الإسلام بهذا الموضوع !؟ انظروا أخواتي وإخوتي الى الاسلام، النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا تمثلوا، التمثيل يعني أن تأتي بشخص على قيد الحياة أو ميت وتقوم بتقطيع جسده وتمثل به أو تحرقه، يقول الرسول: لا تمثلوا ولو بالكلب العقور، يعني حتى الكلب الذي يعتدي على الناس، ويهاجم الناس، في الاخير ستقتله، قتلته، لا تمثل فيه، لا تقطعه، لا تشقفه، حسناً، إذا كان هناك من يقطع في هذه الايام، في السيوف والمناشير، ما دخل الإسلام؟! ما دخل الإسلام في هذا الموضوع؟َ! حتى لو كان يقول من الصباح الى المساء، أشهد أن لا إله الا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. محمد رسول الله (ص) هذا من 1400 سنة يقول وإلى قيام يوم الساعة لا تمثلوا ولو بالكلب العقور، ما علاقة الاسلام بهذا الموضوع؟ عندنا على المستوى الديني يوجد إحترام شديد للميت، يوجد حرمة للميت، لجسد الميت، فضلاً عن الحي، المسؤولية تقع على عاتق الذين لا يلتزمون بالإسلام ولا يقيمون الإسلام.
اليوم هذه الاموال بدل أن تنفق على التعليم وعلى رعاية الفقراء والمساكين وعلى بناء المدارس والمستشفيات، وعلى إيجاد فرص العمل، للأسف الشديد تنفق مئات المليارات اليوم في العالم العربي والاسلامي على الحروب بلا طائل، على تدمير المجتمعات خدمة لإسرائيل، وتدفع مئات من مليارات الدولارات من أجل استرضاء السيد الاميركي، أو السيد الغربي من أجل أن يصل فلان الى العرش أو أن يبقى فلان على العرش، هؤلاء الذين يجب أن يكفر بهم الناس، لا أن يكفروا بالدين وبالاديان وبالانبياء ويصل الامر أن يكفروا بالله عز وجل، وتصل النوبة الى الإلحاد، لذلك اليوم أيضاً، مسؤوليتنا ليست فقط في صنع الانسان، وإنما في الدفاع عن أنبياء الله عن موسى وعيسى ومحمد، عن الاديان السماوية، عن الرسالات السماوية وبالتحديد عن الإسلام، وبالتحديد عن نبي الإسلام، يوجد درجة عالية من الاستهداف ويتم إستغلال هذه الممارسات الخاطئة والبشعة من أجل هذه الاساءة، ندافع أولاً بالبيان بالتوضيح بالشرح بالتبيين التي هي مسؤوليتنا جميعاً، كل واحد منا اليوم، كل شخص، كل أخ، كل أخت، كل سيد وسيدة، كل رجل أو إمرأة، معنيون أن يبينوا، أن يشرحوا، وأن يدافعوا، لأن المعركة اليوم هي معركة رأي عام، ومعركة قناعات ومعركة إقتناع وهذا الامر يسوق له ويصنع ويبرمج ويمارس فيه حرب نفسية هائلة، وثانياً، من خلال تقديم النموذج المختلف، الانسان المؤمن والمضحي والانسان الحضاري والخلوق والمؤدب والعطوف، نموذج مختلف تماماً هو أهم رد على ما يجري وما جرى من خلال السنوات الاخيرة في المنطقة.
أنتقل كلمتين في الموضوع السياسي.
ثلاثة عناوين سريعة، العنوان الاول، المنطقة كلها الان تترقب وخلال هذه الساعات، يعني الان أنا أتكلم معكم، لا أعرف ما هو المستجد، ما يجري في قطاع غزة خصوصاً، لأنه الان يوجد جو كبير من التحدي والمخاطر، يوجد جو كبير من الاستنفار والاستنفار المتبادل، يوجد تصعيد اسرائيلي باللهجة، بالميدان وبالتحضير وبالاجراءات وبالتدابير وتهويل على الفلسطينيين. في المقابل يوجد تصميم فلسطيني وإصرار فلسطيني على مواصلة مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها بالرغم من الشهداء والجرحى والتضحيات الجسام التي تقدمها مسيرات العودة كل يوم جمعة في مثل هذه الساعات، وأيضاً الموقف الحاسم الذي أعلنته غرفة عمليات فصائل المقاومة الفلطسنية في غزة، وكل فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة أعلنت أيضاً هذا الموقف وهو عدم التراجع والاستعداد للمواجهة والتحدي، الى أين يمكن أن تتجه الامور؟ هذا ما يجب أن نترقبه أن نتابعه خلال هذه الساعات وهذه الايام، الفلسطينيون في طبيعة الحال في غزة ليست لديهم خيار أخر، سوى الوقوف والصمود والمواجهة، العدو الاسرائيلي يضعهم بين خيارين، إما القتال وإما الموت جوعاً، من خلال الحصار المطبق، والفلسطينيون حسموا خياراتهم في قطاع غزة، هم رفضوا أن يموتوا جوعاً، هم يريدون أن يقفوا على أقدامهم والوقوف على الأقدام ليس يعني حتماً وحكماً أنهم يموتون، قد يسقط البعض شهداء ولكنهم قد يستطيعون فرض خياراتهم وكسر الحصار المفروض عليهم وفرض شروطهم على هذا العالم، على كل ما يجري خلال الساعات المقبلة أو خلال الأيام القليلة المقبلة مهم جداً لقطاع غزة وأيضاً مهم جداً للمنطقة، لأن أحداث من هذا النوع في غزة قد تكون لها تداعيات كبيرة وخطيرة على مستوى المنطقة.
العنوان الثاني، الحدث المهم الذي بكل الأحوال تحول إلى حدث أول، خلال الأيام القليلة الماضية في العالم، وهو ما جرى في القنصلية السعودية في إسطنبول في تركية، وحادثة، إخفاء أو إختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي. الآن ترامب يقول، يبدو، وما بات لعله شبه محسوم أو مقطوع، لأنه لا أحد بعد يعمل على فرضية أخرى، أن الرجل خطف في القنصلية وعذب وقتل، والآن يوجد فرضية التقطيع أيضاً، التقطيع بالمنشار. حسناً، هذا الموضوع يضخم في الاعلام، في الرأي العام، طبعاً، في الولايات المتحدة الاميركية هذا الموضوع ضخم خصوصاً هذا تصادف مع إنتخابات نصفية وكان هذا الموضوع للمناكفة بين الحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري، ومادة إعلامية بين وسائل الإعلام وبين الرئيس ترامب، أيضاً حتى الغرب الذي سكت خلال الأسبوع الأول، عاد للكلام من جديد. فرنسا بريطانيا المانيا هولندا… هذا الموضوع ضخم، أنا طبعاً لا أريد أن أتكلم عن هذا الموضوع وعن دلالاته، وعن تبعاته، وعن خلفياته، وأن أقيمه وما شاكل، لكن أحببت أن أقف عنده لأوجه دعوة، نحن طبعاً من بداية هذا الحدث رغم الصراع الكبير الموجود في المنطقة، وطبعاً تعرفون أن الصراع الموجود في المنقطة يقوده المحور الأميركي السعودي، بشكل أساسي، والمشروع الذي كان يحصل في المنطقة خصوصاً فيما يعني لبنان وسورية والعراق واليمن والبحرين هو مشروع أميركي سعودي، والأخرون تم توظيفهم في هذا المشورع مع إحترامنا لهم، سواء كانوا دولاً أو حكومات أو جماعات أو أحزاب أو تنظيمات، أو ما شاكل، رغم ألمنا الكبير جداً من النظام السعودي والحكام في السعودية خصوصاً فيما يتعلق بحرب اليمن، وما يجري في منطقتنا لكن منذ اليوم الاول الى اليوم ليس فقط حزب الله، عموماً بمحور المقاومة حاولنا أن نبقى قليلاً في موقع المراقب، بالرغم من أن هذه الحادثة يمكن الاستفادة القصوى منها، بالصراع الفكري والسياسي والثقافي والتعبوي والكلامي الذي يدور بين المحورين، الأن لأسباب عديدة ليس هناك من داع للدخول بها، ولذلك أنا لن أتي لأخذ هذا الموضوع وأشن من خلاله هجوماً، وأفتح نقاشاً إنسانياً وأخلاقياً وفكرياً وسياسياً وتعبوياً ووووو إلخ.
لكن بكل الأحوال واضح أن هذا الحدث يكبر وواضح أن إدارة ترامب محشورة حشرة “واحد إثنان ثلاثة”، حشرة كبيرة جداً، وأن الحكام في السعودية في وضع لا يحسدون عليه، في وضع صعب جداً، وفي أزمة دولية حقيقية، ويوجد مناخ لمقاطعة دبلوماسية ومقاطعة سياسية، ويمكن أن تؤدي إلى شكل من أشكال المقاطعة الإقتصادية وعقوبات وإلخ… حسناً، يجب على المرء متابعة هذا الموضوع وسيأتي وقت لاحق سيحكى عن دلالاته ولكن المهم أنه كيف سينتهي هذا الملف، ونتائج هذا الملف، وتداعيات هذا الملف، بالتأكيد اليوم في السعودية يجتمعون ويفكرون، أنه يا أخي ما هو العمل؟ لأن حكاية عناصر غير منضبطة وعناصر مارقة هذا كله لا يقطّع، طبعاً من النكت التي سمعتها أنا بالاسبوعين الماضيينلا تستحق حينذاك أن يقوم الواحد ليطلع ببيان أو أن يعقب وقتها، لكن الآن أقول على سبيل النكتة أنني رأيت بعض الفضائيات العربية، حيث طلع بعض المعلقين السعوديين وبعض الأشخاص الذين يطلعون ليعلقوا في هذه البرامج، التي يطلعوا المستمعين ويتكلمون فيها، من الأمور المضحكة جداً أنه يوجد بعض السعوديين طلعوا على التلفزيونات واتهموا حزب الله، أنه بعد في القنصلية السعودية في أسطنبول وجمال خاشقجي، فهذا الذي يعمل حوار معه الذي لا أظنه من المحبين لنا على كل حال، قال له: يا أخي بس إحكي معي شيء يدخل الدماغ، فماذا تتكلم معي عن القنصل، إلى هذا المستوى الجماعة إختلقوكم، إختلقوا القنصل والأجهزة الأمنية والشرطة والجيش والطب الشرعي والحراسات والكاميرات، ودخلوا إلى القنصلية ، وصار يقول له: نعم ما إيران ..، الآن يوجد أحد أحلى من هذا، قال له: إيران وحزب الله والرئيس بشار الأسد، والدليل الذي لديه، قال أن الدليل الذي لديه أنه يوجد مقدم سوري منشق كان في تركيا وخطفوه وأتوا به إلى سوريا، فالذي يخطف المقدم السوري المنشق يستطيع أن يدخل إلى القنصلية ويعمل هذه العملية العظيمة من أجل الإيقاع بين السعودية وتركيا وبين السعودية وأميركا وبين السعودية ودول العالم.
على كل حال، كي لا نضيع وقتنا، فقط على سبيل اللطافة أحببت أن أذكر أنه توجد سخافات إلى هذا المستوى، القصة كما قلت أن الموضوع منتهي، الموضوع عندكم يا شباب، فإنظروا ماذا أنتم فاعلون، من الذي تحاسبون وبرأس من تطلعوها ، هذا كله الذي يناقش الآن، أكيد أنهم الآن قاعدين في محل ويناقشون ما الذي يجب أن نعمله ونسويه، أنا أريد أن أستفيد من هذه المناسبة لأقول للحكام في السعودية والمسؤولين في السعودية: اليوم هو الوقت المناسب كي تتخذوا موقفاً كبيراً وجريئاً وشجاعاً في وقف الحرب على اليمن، الآن عندما طلع أحد الصحفيين الكبار وهو قريب من الديوان الملكي ونزل كلام بأنه : نحن نعمل ثلاثين إجراء ونحن نرد ونحن نرجع نضبط العلاقات مع إيران، وحزب الله وحماس يرجعوا يصبحوا صديقين، كلنا نعرف حتى الأمريكان الذي يتهددون بهذا الكلام يعرفون أن هذا الكلام بلا طعم، هذا كلام فارغ، ولا يوجد أحد في هذا النظام في المملكة العربية السعودية يجرؤ أصلاً أن يفكر بهذه الطريقة، فضلاً عن أن تذهب إلى خطوات من هذا النوع، هؤلاء الحكام اليوم معنيين ليروا كيف يلموا أنفسهم، أهم خطوة يستطيعوا أن يقوموا بها هي وقف الحرب على اليمن، ويطلع ويعلن وقف إطلاق النار على كل الجبهات، والإذن لليمنيين أن يذهبوا إلى الحل السياسي والمصالحة الوطنية، لماذا؟ لأنه حكام السعودية يجب أن يعرفوا أن الغطاء الدولي والغطاء العالمي لحربهم على اليمن قد بدأ ينهار، وخصوصاً بعد هذه الحادثة، بدأ ينهار، اليوم صورة المملكة في العالم لم يسبق لها من السوء، في وضع لم يسبق له مثيل منذ مئة سنة، بهذه الصورة أنت لا تستطيع تكمل الحرب ، أنت والعالم كله كان معك لم تستطيع أن تحقق نتائج في هذه الحرب،ولم تستطع أن تنتصر في هذه الحرب، بل أن خسائرك في هذه الحرب على كل صعيد ضخمة جدا، أخلاقياً وإنسانياً وإقتصادياً وعسكرياً وبشرياً، الآن هو الوقت المناسب لتقوم السعودية أو الحكام في السعودية بخطوة تاريخية وإنسانية وأخلاقية وسياسية كبيرة هي إعلان وقف الحرب ولو من طرف واحد، لأنها حكماً سوف تقف من الطرف الآخر، الطرف الآخر هو في وقت دفاعي بحت منذ البداية، وقف الحرب على اليمن وفتح المجال أمام اليمنيين ليذهبوا يعملوا حوار مع الأمم المتحدة ومع أي أحد في العالم يرعى هذا الحوار، ويذهب اليمن إلى السلم والسلام ، وأنظروا أنتم كيف تلموا المشكلة، الإستمرار بهذه المنهجية وبهذا العناد وبهذه الطريقة وبهذا السلوك بالتأكيد سوف يؤذي إلى الهلاك، وسوف يؤذي إلى المهلكة، العالم لم يعد قادراً على تحمل هذا المستوى من السلوك، أنا فقط أحببت أن أؤكد على هذه النقطة في هذه المناسبة، لا أريد أن أتوغل في هذا الموضوع أكثر من ذلك.
النقطة الأخيرة، هي مسألة الحكومة في لبنان: في مسألة الحكومة في لبنان، يوجد شقي، يوجد شق له علاقة بالشكل ويوجد شق له علاقة بالمضمون.
في الشكل: الذي يتكلم عنه في هذه الأيام وهذا موجود في الإعلام العربي والإعلام الخليجي بالتحديد وموجود في الإعلام اللبناني، ويظهر أنه طالع من غرفة واحدة، في الشكل توجد مغالطات يتم التكلم بها، عن تشكيل الحكومة وعن بالآن عن الإندفاع الإيجابي بتشكيل الحكومة،على سبيل المثال، يعني هذا أحببت أن أذكرهم بالشكل لأنه يتكلم به في الصالونات والصحف ووسائل الإعلام: الربط بين لبنان والعراق، أنه في العراق سارت الأمور بشكل جيد، حيث انتخب رئيس مجلس النواب وانتخب رئيس الجمهورية وانتخلب رئيس الحكومة وسوف تتشكل الحكومة سريعاً لأنه هناك الوضع ليس كما لدينا، هناك توجد مهلة شهر أما عندنا ما شاء الله المهلة مفتوحة إلى ما شاء الله دستورياً، طلع البعض ليقولوا: كلا، في لبنان بدأت الإيجابية والأمور ذاهبة إلى الإيجابية، لأنه في العراق سارت الأمور بشكل جيد وكان يوجد تفاهم أميركي إيراني،كلا، لمعلوماتكم، هؤلاء الذين يكتبون ذلك لا يعرفون شيء، وهم بعيدون بعيدون بعيدون ما شاء الله، فالذي صار في العراق لم يكن تفاهماً أميركياً إيرانياً، الذي صار في العراق هو إرادة العراقيين الوطنيين الحقيقييين وفشل وهزيمة للسياسة الأميركية في العراق، وإلا الأمريكان مشروعهم الأساسي لم يكن يريدون رئيس المجلس الحالي رئيس مجلس ولا كانوا يريدون هذا الذي انتخب رئيساً للجمهورية، لم يكونوا يريدونه رئيساً للجمهورية ، بمعنى أنهم كانوا يريدون أحد آخر، كانوا يريدون أحد آخر رئيس مجلس وكانوا يريدون أحد آخر رئيس للجمهورية، وكانوا يريدون أحد آخر رئيس للحكومة.
الذي حصل في العراق هو هزيمة سياسية للأمريكان، وحتى في الوسط العربي يتكلمون عن هزيمة سياسية للسعودية، الآن لا نريد أن نكثر على السعودية اليوم، يكفي الذي تكلمنا به قبل قليل، أنه ربما العالم تسمع كلمة عقله وكلمة إنصاف في هذه المرحلة تجاه اليمن، ولذلك ما جرى في العراق ليس له علاقة بتفاهم أميركي إيراني حتى نأتي لنقول هذا ينعكس على لبنان.
ثانياً: أصلاً إيران لا تتدخل في الشأن الحكومي اللبناني وهذا تكلمنا به عشرين مرة منذ بدء تكليف الرئيس المكلف إلى اليوم، لا من قريب ولا من بعيد، لا همساً ولا ليلاً ولا نهاراً ولا شيء، حتى يتكلم أنه نعم في المنطقة توجد إشارات تفاهم وتقارب إيراني..، يا عمي أين يوجد تفاهم وتقارب إيراني .. ياعمي هؤلاء بأي عالم وبأي سياسة يفهموا هؤلاء، الأمور ذاهبة في الحد الأدنى إلى مواجهة إقتصادية وسياسية وإعلامية كبرى، بعد أيام وأسابيع قليلة توجد العقوبات الشديدة ومحاولة إيصال الصادرات النفطية إلى الصفر، وأنتم تتكلمون عن تقارب وعن تفاهم؟! هذا ليس له محل، أسمحوا لي أنا عادةً أحاول أن أكون مؤدباً كثيراً، لكن أسمحوا لي أن أقول: الذين يقولون ذلك ويكتبون ذلك أغبياء، إما أغبياء وإما كلا، هم أناس يعرفون الحقيقة لكن يحاولون أن يقدموها بصورة غير صحيحة وبصورة كاذبة.
أيضاً مما قيل وخصوصاً الآن في الأيام القليلة، يعني في هذين اليومين أو الثلاثة أن الوصاية الإيرانية في لبنان خلص أذنت بتشكيل الحكومة، والدليل قالوا له، الدليل أن فلان عني أنا قعدت ومعالي الوزير جبران باسيل وبلغته وقلت له: كفى، يجب أن تشكل الحكومة ويجب أن تقدموا تنازلات والجميع يجب أن يقدم تنازلات، ومعكم من الآن إلى لا أدرى متى قبل بدأ العقوبات الأميركية على إيران، هذا اللقاء أصلاً لم يحصل، وهذا الكلام أصلاً ما صار، لا هذا ولا غيره، ولا نحن الذين نُملي على التيار الوطني الحر ، ولا نحن الذين نملي على رئيس الحكومة المكلف، ولا نملي على أحد من القوى السياسية،والحكومة تتشكل قبل بدء العقوبات أم بعد بدء العقوبات؟ هذا شأن لبناني، ليس له علاقة على الإطلاق، لكن هذه محاولة دائمة لتحميلنا وتحميل إيران المسؤولية، أنكم أنتم الذين تأخرون وأنتم الذين تعطلون وأنتم الآن الذين أفرجتوا عن الحكومة، ما هو الشيء الطيب أن يقول الواحد أننا نساهم في تعجيل تشكيل الحكومة، لكنه آتٍ في سياقٍ إتهامي، وليس في سياق إيجابي، في سياق إتهامي بمعنى أنتم عطلتوا والآن أنتم أفرجتوا، وأنتم تعجلون لأنه توجد عقوبات آتية على إيران، هنا لا توجد علاقة.
أيضاً، محاولة تصوير الأمر أنه اليوم الذي يقعد ليشكل حكومة ويوزع الأعداد ويوزع الحقائب، وتعرفون الآن حميت على الحقائب، أنه الحقيبة الفلانية والحقيبة الفلانية والحقيبة الفلانية، أن حزب الله قاعد يوزع وأذهبوا شوفوا حزب الله وأحكوا مع حزب الله، أيضاً هذا كلام خاطىء وغير صجيح ولا يستند إلى وقائع، نحن لا نتدخل في هذا الموضوع ، الآن في المضمون أتكلم عته بعد قليل، عن ما هو الشيء الذي من الممكن أن نتدخل فيه، نحن لا نتدخل في هذا الموضوع، أنه نحن الذين نُشكّل، ونحن الذين نؤلف ونح الذين نوزع حقائب، ونحن الذين نوزع أعداد وحصص، هذا غير صحيح، وهذا النقاش كله يدور بشكل أساسي بين الرؤساء وبشكل أساسي بين الرئيسين، يعني رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وبعض القوى السياسية، طبعاً نحن في الصورة ونحن نواكب، في بعض الأمور لدينا مداخلات ولدينا رأي نعبر عنه، هذا صحيح، لكن لسنا نحن الذي الملف لدينا، ونحن قاعدين نقسم ونوزع، وبالتالي نحن المطالبين بالتأليف وبنتيجة التأليف.
هذا في الشكل، عندما نأتي إلى المضمون: وإذا افترضنا أنه لا يوجد تدخل خارجي، وأنه يوجد إذن خارجي بتشكيل الحكومة، في الحد الأدنى أنا شخصياً في هذا الموضوع ليس كثيراً لدي وضوح، لأن المعلومات متناقضة في هذا الأمر، أنه يوجد في الخارج من يقول: لا تشكلوا وخذوا وقتكم، طبعاً الواحد عندما يقعد ويتأمل، لأنني أريد أن أحاول أن أكون منصفاً حتى مع عدوي وحتى مع خصمي، يعني هؤلاء الذين يقولون مثلاً، نحن فريقنا أكيد لا أحد يقول له لا تشكل، أكيد قطعاً لا إيران ولا سوريا، من الذي سيقول لهم الأمريكان يعني؟! طيب، الفريق الآخر أنه افترضنا الفرنسي يظهر أنه يقول له عجل وشكل، أنه من المفترض الذي يقول كلا، الأمريكي أم السعودي؟ طيب، لماذا يريد أن يقول كلا؟ ماذا ينتظرون وما هي حساباتهم؟ لا يوجد وضوح في هذا الموضوع، والمعلومات في هذا الأمر معلومات متناقضة ، ولذلك أنا واحد من الناس بكل صراحة لا أستطيع أن أجزم للبنانيين وأقول لهم: أن المانع من تشكيل الحكومة خارجي أو ليس خارجياً على الإطلاق، أنا واحد من الناس ليس لدي وضوح ، ولدي معلومات متناقضة، لكن واضح التعقيد الداخلي، بمعزل عن الضوء الأخضر الخارجي أو الضوء الأحمر الخارجي، يعني الكلام عن الأحجام وعن الأحجام المضخمة وعن الحقوق وعن.. يعني أكيد توجد مشكلة في الموضوع الداخلي، ويوجد كثيراً مما جرى في الأشهر القليلة الماضية فيما يتعلق بموضوع التأليف، والكلام الذي تكلم به هو قابل للتعليق، لكن نحن كنا دائماً نتجنب أن نبقى خارج هذا السجال، أريد أن أفترض أنه لا توجد مشكلة خارجية، والأمور ذهبت إلى المعطيات الداخلية، أستطيع أن أعمل دفعة أمل ، لأنني دائماً أنا كنت أقول لا يوجد شيء جديد، قبل مدة كنت أقول لم يظهر شيء، الآن كلا، من الواضح أنه يوجد تفاؤل كبير وتوجد إيجابيات مهمة ويوجد تقدم مهم حصل على مستوى تشكيل الحكومة، لكن نحن لا ننصح أن يضع أحد مهل زمنية، يقول مثلاً: من الآن إلى 48 ساعة ومن الآن إلى ثلاثة أيام، ومن الآن إلى أسبوع ومن الآن إلى عشرة أيام، حتى من الآن إلى شهر، هذا خطأ لأنه أحياناً تستجد مسائل أو تستجد عقد لم تكن في الحسبان منذ البداية، أو تكن مأخوذة بالجدية المطلوبة منذ البداية، أنه يمكن بعض الناس أن يتصوروا أنه توجد بعض المواقف أو بعض المطالبات أنه هذه فقط لرفع العتب ولم تكن مطالبات جدية، وعندما نصل إلى ربع الساعة الأخير من تشكيل الحكومة يتم التخلي عن هذه المطالبات، هذا كان خطأ بالتقدير عند الفريق الذي كان يشتغل بشكل أساسي في تشكيل الحكومة، أنا أعتقد اليوم أنه يوجد تقدم مهم وكبير، لكن لا تزال هناك مجموعة من المسائل لها علاقة خصوصاً بالحقائب، وخصوصاً بتوزير بعض الجهات، هذه ما زالت عالقة، والجميع ينتظر فيها أجوبة، أنا لا أريد أن أتكلم الآن في هذا التفصيل، ونحن معنيين بهذا الجزء الأخير، معنيون نحن بهذا الجزء الأخير، يعني حزب الله وحركة أمل بشكل أساسي هذا الثنائي الآن معني جداً بهذا الجزء الأخير، لن أدخل إلى التفاصيل، لأنه لدينا إشكال على كل الطريقة التي تم مقاربة فيها التشكيلة الحكومية خلال الأشهر الماضية، الطريقة التي لها علاقة بالإعلام، وبطرح المسائل في الإعلام وبرفع الأسقف في الإعلام، مما أدى إلى الدخول في تحديات، وصارت القصة قصة تحدي وصارت القصة قصة كرامات، هذا عقد كثيراً الموضوع، نحن منذ أول يوم طُرح شعار في البلد ” أستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، نحن التزمنا بهذا الشعار لكن كثيرين لم يلتزموا به، وعندما لا تلتزم وتذهب كثيراً إلى الإعلام وتحشر نفسك في الزاوية، وتصبح في موقف صعب ويصبح البلد كله معك في موقف صعب، لذلك أنا كذلك اليوم من خلال هذه الكلمة ، أنا لا أريد أن أطرح أسقف ولا أريد أن أطرح شروط ، ولا أريد أن أقول ما هي المطالباتت التي نحن نطالب بها وطالبنا بها، خصوصاً الآن في المرحلة الأخيرة من تشكيل الحكومة، ولن ننجر إلى سجالات، لأنه يوجد أناس يجلسون ليكتبو مقالات في هذه الأيام أنه: هل يتخلى حزب الله عن حلفائه أو لا يتخلى عن حلفائه؟ لا أريد أن أدخل إلى سجالات ، لأنني لا أريد أن أحرج أحد، نحن أناس في الحكومة نريد أن نأكل عنب ولا نريد أن نقتل الناطور، ولا معركة تأليف الحكومة يجوز أن تكون معركة “أن العالم بدها تكسر راس بعضها” بالتعبير العام، توجد حكومة يجب أن تشكل لأن البلد محتاج إلى الحكومة، إقتصادياً ومالياً ومعيشياً ومطلبياً وإجتماعياً وأمنياً وعلى كل صعيد، عقلية تشكيل الحكومة يجب أن تبقى فقط هذه العقلية، وليس تصفية حسابات ، وأحياناً فرض حسابات أوفرض أحجام أو فرض إعتباريات على حساب البلد وعلى حساب الوطن.
لن أقول شيئاً أكثر من أنه نعم اليوم الأمور ذهبت إلى جدية عالية ، ونحن نواكب كلنا نواكب، مثلما يقولون، الساعات الأخيرة أو الأيام الأخيرة إذا ما طلع أنه توجد عقدة ما غير قابلة للحل ، فنرجع إلى الأسابع والأشهر الأخيرة، أنا مع أن مسؤولين ومنهم نحن أن نقدم صورة واقعية، لأنه أيضاً رفع نسبة التفاؤل أنه والله خلال 48 ساعة سوف تشكل الحكومة، وعندما تقطع 48 ساعة ولم تشكل الحكومة، فإن هذا سوف يعمل إحباط وله إنعكاسات على الوضع الإقتصادي والمالي و.. و..، وهذا خطأ ، هذا خطأ، لنكون واقعيين ونقول نعم توجد إيجابيات كبيرة، لكن ما زالت توجد عقد أساسية، يجب أن تعالج ويُعمل بجدية عالية على معالجتها، نحن نعتقد أنه توجد عقدة أساسية حصلت،هي عقدة أنه منذ البداية لم يكن يوجد إتفاق على إعتماد معايير واحدة، حتى هذا لم يكن يوجد إتفاق عليه، يعني توجد قوى سياسية لم تكن موافقة أن نعتمد أن يكون هناك معيار واحد، بكل صراحة، فعندها رأي مختلف، وحتى عندما كان يتم الكلام عن المعيار الواحد لم يكن يوجد إتفاق على المعيار الواحد،ما هو المعيار الواحد؟ أنه عدد النواب أو نتائج الإنتخابات النيابية ، يعني كل 3 نواب وزير أو 4 نواب وزير أو كل 5 نواب وزير ما هو؟ العبرة هي بعدد النواب ولا العبرة هي بالتكتلات ولا العبرة هي بالتيارات والقوى السياسية ، لا يوجد إتفاق على معيار واحد، وهذه هي مشكلة أساسية، اليوم التي واجهت وعملت عقبات في تأخير تشكيل الحكومة.
كلنا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق المسؤولين وأن يعينهم، طبعاً المطلوب من الكل أن يتعاون والمطلوب من الكل أن يتواضع، الآن نحن ثنائينا تواضع منذ اليوم الأول في مطالباته، تواضعنا، وحتى بكل صراحة يكفي أن أعطي إشارة أنه أنا أقبل نحن نقبل المعايير التي سوف تتشكل عليها هذه الحكومة تنطبق على حلفائنا أيضاً، نحن لا نريد أن نخرق المعايير من أجل حلفائنا، ولكن المهم أن تكون هناك معايير، وعندما تكون هناك معايير، سنتشدد في أن تنطيق هذه المعايير على حلفائنا، بكل صراحة، الآن لا أريد أن أقول أكثر من ذلك، لأن هذا صار له علاقة بالشغل المطلوب أن نشتغله بشكل هادىء ونصل به إلى نتيجة.
مجدداً مباركٌ للمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم مدارس المهدي(عليه السلام) إدارةً وكادراً وطلاباً هذه المناسبة، وإن شاء الله عبقال الخمسين والخمسة وسبعين والمائة والمائة وخمسة وعشرين وحتى ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. كل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الاعلامية