صرّح نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف الإثنين، أن روسيا والولايات المتحدة تبحثان معايير إعادة إنشاء مجموعة عمل ضد الإرهاب، كان قد دار حولها الحديث في هلسنكي بين الرئيسين، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب.
وقال سيرومولوتوف لوكالة “سبوتنيك” “خلال لقاء هلسنكي في 16 تموز/يوليو، ذكَر بوتين الرئيس الأميركي “حول مبادرتنا لإنشاء مجموعة عمل مشتركة لمكافحة الإرهاب”، مشيرا إلى أن هذا الموضوع تمت مناقشته خلال المباحثات التي أجراها سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، ومستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن، جون بولتون، في جنيف يوم 23 آب/أغسطس. وأضاف نائب وزير الخارجية بأنه “في الوقت الحالي، تقوم الهيئات المعنية في روسيا والولايات المتحدة، والتي لم تنقطع بينها الاتصالات قط، بتحديد معايير العمل في هذا الشأن”. وتابع سيرومولوتوف ” سيكون من السابق لأوانه توقع النتائج. ونحن لطالما دعونا لعدم التسييس، والإنصاف، وعلى أساس مراعاة المصالح المتبادلة والتعاون مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب”.
وحول إمكانية الولايات المتحدة تكوين حلف استراتيجي ضد الإرهاب في الشرق الأوسط، قال نائب وزير الخارجية الروسي، إن الجانب الروسي يشكك في إمكانية تنفيذ الفكرة الأميركية المتعلقة بتشكيل تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب والتطرف. وأضاف سيرومولوتوف في هذا الصدد “تتمثل المهام الرئيسية لتلك المؤسسة العسكرية-السياسية في مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار في منطقة الخليج”. وتابع نائب وزير الخارجية الروسي ” على ما يبدو لا تزال المبادرة في مهدها. والإدارة الأميركية تقوم بأعمال “توضيحية” مع الدول المشاركة في مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر، ونعتقد أن رأيهم سيكون حاسما”. وقال سيرومولوتوف “ومع ذلك فهناك العديد من المعوقات الظاهرة، أهمها مرتبط بالتوجه الأميركي الواضح المناهض لإيران – وبعد كل شيء، لن تتم دعوة طهران للمشاركة في التحالف”.
وأشار سيرومولوتوف إلى أن “احتمالية ضخ المزيد من بالأسلحة والمعدات الأميركية إلى المنطقة، التي لن تسهم في تعزيز السلام وحسن الجوار والتنمية المستدامة، هي أيضا خطر جسيم بحد ذاته”، مضيفا “بصراحة ، لدينا شكوك حول إمكانية تحقيقها [التحالف الأميركي المقترح]، والأهم من ذلك “القيمة المضافة” للمبادرة الأميركية”. ووفقاً له ، فإن “المزيد من عسكرة المنطقة والالتزام بمقاربة “الكتلة” ومواجهة مصالح دول العالم العربي لن يسهم على الأرجح، في تحسين الوضع في منطقة الخليج، والتغلب على الأزمة في العلاقات بين الدول العربية وإيران”. وأضاف سيرومولوتوف “في الظروف الحالية، هناك حاجة لعمل جماعي لإنشاء نظام متكامل للأمن الجماعي والتعاون في المنطقة على أساس التعاون المتكافئ وتدابير بناء الثقة الفعالة”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية