أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده لا تملك خططا سرية حول سوريا، وأن أهداف روسيا في الساحة السورية تتطابق مع تلك التي تتبعها تركيا وإيران ولكن ليس بشكل تام.
وقال لافروف، في مقابلة مع القناة الأولى للتلفزيون الروسي نشرت مقتطفات منها مساء الثلاثاء “لا خطط سرية لدينا في سوريا، ومن الضروري أن يقرر السوريون بأنفسهم مصير بلادهم”.
وأردف بالقول “أهدافنا النهائية في سوريا لا تتطابق بصورة تامة في جميع المجالات مع تلك التي تتبعها إيران وتركيا، شريكانا في إطار عملية أستانا، لكننا نريد جميعا إنهاء هذه الحرب وخلق ظروف ملائمة لكي يتمكن السوريون من تقرير مصيرهم بأنفسهم ودون أي تدخل من الخارج ومحاولات فرض حلول لتحديد نظام دولتهم”.
واستمرارا لتطرقه إلى الملف السوري، اعتبر لافروف أن دمشق كان من الممكن أن تصبح عاصمة لـ”دولة الخلافة”، التي سعى إلى إنشائها تنظيم “داعش” الإرهابي، لولا التدخل العسكري الروسي في المواجهة العسكرية على الأرض السورية.
وأوضح لافروف “عندما جئنا لمساعدة الرئيس السوري، بشار الأسد، في أيلول/سبتمبر 2015، كان داعش واقفا على أبواب دمشق تقريبا، وحكومة الأسد كانت على وشك الانهيار”.
وتابع لافروف: “لا أحد من بين هؤلاء الذين تتعالى اليوم أصواتهم حول موضوع إنقاذ حياة الناس واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها من حرك ساكنا لمنع سيطرة الإرهابيين على دمشق، التي كانت ستصبح، حال حصول ذلك، عاصمة للخلافة، وهذا هو بالضبط ما كان يهدف إليه داعش”.
وعلى صعيد آخر، أكد لافروف أن العسكريين الروس في اتصال دائم مع نظرائهم الأمريكيين في سوريا ضمن عمل آلية منع الحوادث والاشتباكات بين الجانبين خلال تنفيذهما العمليات العسكرية بالبلاد.
وقال لافروف في هذا السياق “لو ننظر إلى سوريا فسنرى أن آلية فك الحوادث غير المرغوب فيها عاملة وعسكريونا في اتصال يومي دائم فيما بينهم”.
وبين لافروف أن الجانب الأمريكي يتوجه إلى الطرف الروسي عندما يحتاج إلى توضيح أي مسألة، ويحصل على التوضيحات اللازمة، وتابع: “عندما يكون من الضروري أن نبلغهم نحن بخطورة تصرفات يقومون بها في الأراضي التي يوجدون فيها بصورة غير شرعية فنخبرهم بأفكارنا”.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن “منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب هي الوحيدة الآن التي يتمركز فيها عشرات آلاف المتطرفين بقيادة تنظيم جبهة النصرة”.
وأوضح لافروف أن باقي مناطق خفض التصعيد، وهي في الغوطة الشرقية لدمشق، ومحافظات درعا والقنيطرة، وحمص، حررت من قبضة المسلحين ويعود السكان المحليون فيها إلى الحياة الطبيعية، وتابع: “تصل إليها المساعدات الإنسانية، ونقوم هناك بإقامة البنية التحتية لضمان المستلزمات المعيشية الأساسية”.
أما إدلب، فاعتبر وزير الخارجية الروسي أن التصرفات الأمريكية بخصوص الوضع في هذه المحافظة تشير إلى أن الولايات المتحدة ترغب في تجنيب تعرض “جبهة النصرة” للضربة هناك.
وقال لافروف، في تعليق منه على التحذيرات الأمريكية من أن أي هجوم واسع على المحافظة قد يسفر عن وقوع كارثة إنسانية هناك، إن التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، لم ينشئ أي ممرات إنسانية خلال عملياته في أي من الرقة السورية أو الموصل العراقية ضد مسلحي تنظيم “داعش”.
ودعا لافروف الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس، دونالد ترامب، إلى عدم تكرار أخطاء سلفه، باراك أوباما، الذي تعهد فريقه رسميا بالفصل بين عناصر المعارضة السورية المعتدلة و”جبهة النصرة” لكن لم يفعل شيئا من أجل ذلك.
المصدر: وكالات روسية