قتل 27 شخصا على الاقل معظمهم من المدنيين خلال ثلاثة ايام من المعارك بين مجموعات مسلحة متناحرة جنوب العاصمة الليبية طرابلس، لكن المعارك توقفت الخميس بعد الاعلان عن وقف لاطلاق النار. وكانت المعارك اندلعت الاثنين في الضواحي الجنوبية لطرابلس واستمرت حتى مساء الاربعاء رغم هدنة اولى اعلنت الثلاثاء.
وبحسب وزارة الصحة الليبية قتل 27 شخصا واصيب 91 آخرون بجروح، معظمهم من المدنيين في المعارك. وقد توقفت المعارك الخميس بعد اتفاق لوقف اطلاق النار اعلنه اعيان من مدن الغرب الليبي، لكن هناك تساؤلات عما اذا كانت الاطراف المتنازعة ستواصل احترامه.
وكلف فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا قوات من مناطق غرب ليبيا ووسطها بالسهر على احترام وقف اطلاق النار. وتتمثل مهمة هذه القوات خصوصا في ضمان انسحاب مسلحي الجانبين من خطوط الجبهة و”عودة الحياة الطبيعية” الى الاحياء التي تاثرت بالمعارك. وسيتم تشكيل هذه القوة اساسا من مجموعتي مصراتة والزنتان القويتان واللتان تتبعان وزارة دفاع حكومة الوفاق الوطني.
وبحسب قرار السراج الذي يتولى ايضا منصب “القائد الاعلى للجيش الليبي” فان هذه الوحدات العسكرية ستغادر العاصمة الليبية بعد انتهاء مهمتها المقرر في نهاية ايلول/سبتمبر. وكانت مجموعتا الزنتان ومصراتة تقاسمتا السيطرة على العاصمة الليبية بعد الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 وحتى 2014 حين سيطر تحالف مكون اساسا من مسلحي مصراتة على طرابلس.
العمل معا
ودارت المعارك منذ الاثنين بين مجموعات مسلحة طرابلسية موالية لحكومة الوفاق الوطني وعناصر “اللواء السابع” المكون من مسلحين من مدينة ترهونة الواقعة على بعد 60 كلم جنوب شرق العاصمة الليبية يقولون انهم يتبعون وزارة الدفاع في حكومة الوفاق. لكن السراج اكد في خطاب عبر التلفزيون الخميس ان هذه المجموعة لم تعد تتبع وزارة الدفاع منذ نيسان/ابريل 2018. ودعا السراج المعسكرين المتنازعين الى احترام اتفاق وقف اطلاق النار الاخير.
وفي بيان مشترك، اكدت سفارات ايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في ليبيا الخميس قلقها إزاء “المعارك التي شهدتها طرابلس ومحيطها مؤخرا والتي تزعزع استقرار الوضع وتعرض للخطر ارواح مدنيين ابرياء”. واضاف البيان “اننا نحذر من اي تدهور جديد للوضع وندعو كافة الاطراف للعمل معا لاعادة الهدوء وبدء حوار سلمي”. ونبه البيان الى ان “الاشخاص الذين يسيؤون للسلم والامن والاستقرار في ليبيا يجب ان يحاسبوا”.
ومنذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، تقع العاصمة الليبية في قلب صراع نفوذ بين مجموعات مسلحة تسعى للسيطرة على الثروة والسلطة. وعجزت السلطات الانتقالية المتعاقبة وبينها حكومة الوفاق. عن تشكيل جيش وقوات امن نظامية واضطرت الى الاستعانة بمجموعات مسلحة لضمان امن المدينة.
وفي صيف 2017 تمكنت مجموعات موالية لحكومة الوفاق من طرد العديد من المجموعات المنافسة في طرابلس، وقد تراجعت الاشتباكات في العاصمة مذاك. وفي ايار/مايو 2018 تعهد ابرز اطراف الازمة الليبية وبينهم السراج والمشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا الذي شكل “الجيش الوطني الليبي” بشكل احادي.
بتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في كانون الاول/ديسمبر 2018 اثناء لقاء في باريس برعاية الرئيس ايمانويل ماكرون. لكن محللين يرون ان تشظي البلاد وانعدام الامن وغياب وجود فاعلين ميدانيين بليبيا يجعل من الصعب الوفاء بهذا التعهد.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية